بينت دراسة علمية جديدة في كاليفورنيا أن العلاقات الزوجية السعيدة تعود بفوائد كثيرة على صحة المرأة جسمانياً ونفسياً وتعزز من قدراتها على التعامل مع التوترات والضغوط النفسية الناجمة عن العمل. وتوصل الباحثون إلى أن النساء اللواتي يستمتعن بحياة زوجية هانئة أكثر قدرة من غيرهن على تجاوز ما يواجهنه من ضغوط وتوترات في يوم العمل.وقالت البروفيسورة رينا ريبيتي أستاذة علم النفس في الجامعة إن الدراسة التي شملت عشرات الأسر والعائلات في منطقة لوس أنجلوس وضواحيها تساعد بشكل كبير على التوصل إلى فهم أفضل لفوائد الزواج الناجح على الصحة الجسمية والنفسية والعقلية للمرأة، وأن آثار هذا الزواج تختلف لدى الرجل عنها لدى المرأة. وتضيف ان الدراسة تسهم أيضاً في تذكيرنا بأن أجسامنا تستجيب بردود فعل متنوعة لما يحدث لنا في حياتنا العاطفية والرومانسية. وبدوره قال البروفيسور ادريان نيشينا في فرع جامعة كاليفورنيا في ديفيز إنه رغم أن عدداً من النساء والرجال يفضل البقاء عازباً إلا أنه من المثير للاهتمام معرفة ما يمكن أن تحققه العلاقات ليومية للمتزوجين من فوائد جسمانية ونفسية وذهنية ولا سيما إذا اتسمت العلاقات بين الزوجين بالود والسعادة. وتدور الدراسة التي نشرت في مجلة “الصحة النفسية” حول التوتر والضغط النفسي وتأثيرهما في الحياة الزوجية وخلص الباحثون إلى أن معدل هرمون “كورتيزول” المسؤول عن التوتر والضغط النفسي يتخذ ويتغير بالزيادة والنقصان في اليوم الواحد طبقاً للعوامل الوراثية وحالة الحياة الزوجية وأن معدلات الهرمون لدى الرجال أظهرت أنهم يميلون إلى سرعة التخلص مما يحمله يوم العمل المزدحم والحافل بالواجبات والمسؤوليات من ضغط وتوتر وإجهاد عقلي ونفسي وان انخفاض معدلات هذا الهرمون لدى النساء المتزوجات يحد من قدرتهن على تجاوز ضغوط العمل وتوتراته. من جانبه يقول الباحث داري ساكسبي كلنا يعرف أن التوتر سيكون جزءاً من المصاعب والمشكلات اليومية للصحة العامة في المستقبل، مشيراً إلى أن عدداً من الدراسات الأخرى خلصت إلى أن المتزوجين الرجال أطول عمراً وأكثر قدرة على تجاوز الأمراض من غير المتزوجين لكن هذا الأمر أكثر اختلافات ودقة لدى النساء. واستناداً إلى ساكسبي فإن الدراسة أوضحت أن النساء الأقل سعادة ورضا في حياتهن الزوجية يواجهن صعوبات كبيرة في التعامل مع ضغوط العمل اليومي وتوتراته ومعالجتها وتكون أكثر عرضة لأعراض مرضية ذات علاقة بتلك الضغوط والتوترات. ويضيف البروفيسور نيشينا ان النساء الأقل سعادة في حياتهن الزوجية لديهن تنوع أقل في معدلات هرمون الكورتيزول في اليوم الواحد حيث يربط عدد من الباحثين بين هذا الأمر ومعاناتهن من مشكلات صحية وان الدراسة تسجل تقدماً نحو فهم أفضل وأكثر دقة للعلاقة الإيجابية بين الزواج السعيد والناجح والصحة العامة.