نقلا عن الجمهورية23/10/07 مما لا شك فيه أن انتخابات نقابة الصحفيين التي يفتح باب الترشيح لها صباح السبت المقبل وتجري في 17 نوفمبر القادم لاختيار نقيب جديد وأعضاء مجلس النقابة تأتي في ظروف صعبة تمر بها المهنة لذا فالأمر يحتاج إلي نقيب ومجلس للنقابة قادراً علي مواجهة العديد من التحديات الصعبة المطروحة علينا حتي نخرج صحافتا الحالية من مأزقها. بالطبع هناك تحديات صعبة تواجه نقابة الصحفيين في المرحلة المقبلة حددها أستاذنا القدير الكاتب الكبير صلاح الدين حافظ في كلمته التي ألقاها في الاحتفال بيوم الصحفي الأخير عندما قال: "يجب علينا أن نفكر ونبدع لكي نخرج صحافتنا من التحديات الصعبة المطروحة علينا وعليها. فهناك التحديات السياسية والقانونية التي مازالت تعرقل الانطلاق الحقيقي لحرية الصحافة والرأي.. وهناك المنافسة بين الصحافة التقليدية والصحافة الإلكترونية والجذابة.. وهناك حالات الالتباس المعيب بين الإعلام والإعلان الذي أفسد أخلاقيات المهنة.. وهناك التدهور الواضح في الحرفة والمهنة.. وهناك الاختراق الأجنبي المذهل للصحافة والإعلام عبر الأموال والمساعدات السخية والمغرية.. وهناك تدني الأحوال المعيشية والمالية للصحفيين والتفاوت الرهيب بين الدخول.. وكلها تحديات أفقدت الصحافة ثقة قرائها وحاصرتها في دائرة ضيقة من الانتشار والتأثير". ولابد أن نعترف نحن أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين أن المرحلة المقبلة تحتاج إلي المزيد من الجهد والعطاء للدفاع عن حقوق وحريات الصحفيين.. يجب علينا أن نعلم أن هناك من يتربص بالصحافة والصحفيين فعندما اكتملت جمعيتنا العمومية العادية يوم 17 مارس عام 2006 لأول مرة منذ 30 عاما للمطالبة بإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر وإقرار لائحة جديدة لأجور الصحفيين سمعنا تصريحات غريبة ومسمومة من بعض الحاقدين وهم يرددون: هل الصحفي علي رأسه ريشة حتي لا يحبس؟!.. رغم انهم يعلمون المخاطر الشديدة التي يتعرض لها الصحفي أثناء عمله بل إنه يدفع حياته ثمناً لمهنته السامية. المرحلة المقبلة تحتاج إلي تضافر جهود جميع الصحفيين للحفاظ علي شرف المهنة بعد تراجع الدور المهني.. تحتاج إلي تفعيل قانون النقابة حيال العديد من القضايا المهمة واتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة ضد المخالفين.. تحتاج إلي تطبيق ميثاق الشرف الصحفي ومراعاة حق الزمالة ومراعاة حق المواطنين والتصدي لظاهرة فوضي الصحف الصفراء المليئة بالشائعات والصور المخلة والأخبار المثيرة جنسياً ودينياً بدون دليل وتوقيع عقوبة الشطب النهائي من جداول النقابة علي من يشارك في هذه المهازل المهنية.. تحتاج إلي تطبيق لائحة الأجور التي أقرتها الجمعية العمومية التي عقدت في 17 مارس 2006 بعد أن أصبحت أجور الصحفيين أدني من العمال والموظفين داخل المؤسسات الصحفية القومية.. تحتاج إلي مواجهة ظاهرة القيد العشوائي في جداول النقابة التي انتشرت في السنوات الماضية ومنع قيد الدخلاء.. نحتاج إلي اتخاذ إجراءات قانونية سريعة ضد من يمارسون المهنة دون أن يكونوا أعضاء بجداول النقابة ونحتاج إلي تنقية جداول النقابة وشطب الأعضاء الذين لا يمارسون المهنة. ويجب علينا نحن أعضاء الجمعية العمومية انتخاب زملاء قادرين علي الدفاع عن حقوق وحريات الصحفيين لا يهدفون لتحقيق أغراض أو مكاسب شخصية أو لتحقيق مصالح لحساب قيادات أو أحزاب سياسية أو جهات حكومية. ويجب علي الزملاء المرشحين بصفة عامة والناجحين بصفة خاصة أن يكون هدفهم الأساسي الدفاع عن مصالح الصحفيين وكذا الدفاع عن شرف المهنة النبيلة.. يجب أن يعلم الزملاء الناجحين أن اختيارهم لهذه المناصب القيادية هو عمل عام لخدمة الصحفيين ومهنتهم لا لتحقيق مكاسب شخصية أو مصالح لأحزاب أو قيادات سياسية. واتمني أن تتم انتخابات نقابة الصحفيين المقبلة في جو هادئ يسوده الود والمحبة بين جميع المرشحين سواء لمنصب النقيب أو لعضوية المجلس وأن يكون الاحترام المتبادل بين الزملاء هو طابع هذه الانتخابات. وفي النهاية اتمني أن يكون أول قرار يتخذه النقيب الجديد ومجلسه هو تكريم أستاذنا "الخلوق" جلال عارف الذي اعطي للنقابة الكثير والكثير ودافع عن حقوق وحريات الصحفيين.. وأثق أن هذا الرجل المحترم سوف يعود إلي موقعه الأثير عضواً في الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين للمطالبة بإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر وإقرار لائحة الأجور التي أقرتها الجمعية العمومية. المزيد فى أقلام و آراء