شهد معرض الملك توت عنخ آمون المقام فى العاصمة البريطانية لندن جدلا من نوع خاص أضيف إلى الضجة الاعلامية التى أشعلت هوس البريطانيين بالآثار المصرية، حيث دار هذا الجدل بصورة معلنة خلال احدى جلسات المعرض فى لقاء جمع بين الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار والدكتور جون تيلور الأمين العام المساعد بالمتحف البريطانى بلندن حول حجر رشيد الموجود بالمتحف البريطانى. فقد أعرب الدكتور زاهى حواس عن شعوره بخيبة أمل لعدم اتخاذ مسئولى المتحف البريطانى قرارا واضحا بشأن إعارة حجر رشيد للمشاركة فى افتتاح المتحف المصرى الكبير والذى يتكلف 600 مليون دولار ويفتتح فى عام 2012 واشتراط البريطانيين أن يشاهدوا المتحف الجديد أولا قبل اتخاذ قرارهم رغم علمهم بأنه لن يتم الانتهاء منه قبل خمس سنوات وأننا لن نحتفظ بهذه القطع إلى الأبد. وأشار إلى أن مصر أبدت حسن النوايا مع بريطانيا حيث اعارتها 130 قطعة هى التى تمثل معرض توت عنخ آمون لكن الثقة التى أبداها تجاه بريطانيا ومواقع أخرى لم تقابل بالمثل. ودافع حواس عن سعر تذكرة المعرض فى مقر " أو ` تو " أو قبة الألفية والتى بلغت 20 جنيها استرلينيا للكبار فى عطلة نهاية الأسبوع و 15 جنيها باقى الأيام بقوله إذا ما ذهبت إلى السينما ستدفع ال 15 جنيها وربما تنام أثناء مشاهدة الفيلم أما فى هذا المعرض تدفع نفس هذه القيمة لكنك تتعلم. وأضاف الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن ما تم جمعه من أموال بلغ 140 مليون دولار من جولة معرض توت عنخ آمون والذى زار بالفعل عدة مدن أمريكية إلى جانب مدينتى بون وبازل الأوربيتين سوف تتجه إلى جهود المحافظة على الآثار فى مصر مشيرا إلى أن مصر لم تحصل على شىء من زيارة المعرض السابقة للندن فى عام 1972 رغم أن المتحف البريطانى ما يزال يحقق إيرادات من وجود القطع الأثرية المصرية الموجودة فيه. ومن جانبه قال جون تيلور الأمين المساعد بالمتحف البريطانى إن عائد معرض توت عنخ آمون السابق فى لندن والذى أقيم فى عام 1972 اتجه إلى المحافظة على مجمع معبد فيله مشيرا الى أن المطلب المصرى الخاص بحجر رشيد يسير فى اجراءاته وأن المتحف البريطانى تلقى طلبا رسميا فى هذا الشأن يدرسه مسئولو المتحف وأن هؤلاء المسئولين يطلبون فكرة واضحة عن الاجراءات الأمنية التى ستتبع بشأن حجر رشيد. وحول ما اذا كانت مصر تتعرض للاستغلال فى هذا الشأن أقر الدكتور زاهى حواس بأن هذا هو ما يحدث بالفعل فاذا ما كانت مصر تعطى هذا المعرض ( توت عنخ آمون ) فى لندن فيجب على الجانب البريطانى أن يكون مستعدا على الأقل للحوار بشأن حجر رشيد.