التقى اليوم الخميس 16 فبراير أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ب"انطونيو جوتيريش"، سكرتير عام الأممالمتحدة، والذي يقوم حالياً بزيارة إلى القاهرة، حيث عقد المسئولان جلسة مباحثات ثنائية هامة شهدت تبادل وجهات النظر حول سبل الارتقاء بالتعاون والتنسيق القائم بين جامعة الدول العربية والأممالمتحدة، إضافة إلى تناول عدد من القضايا الدولية ذات الأولوية وعلى رأسها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وصرح الوزير مفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم أمين عام الجامعة العربية، بأن أبو الغيط تطرق مع "جوتيريش" إلى أخر مستجدات القضية الفلسطينية، حيث أكد الأمين العام مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية، الأمر الذي يحتم التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة لها تتأسس على حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، ومع الاخذ في الاعتبار أن تسوية هذه القضية تمثل مدخلاً هاماً لمعالجة عدد من القضايا الأخرى المرتبطة بالسلم والأمن الدولي، مضيفاً أنه على المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته لوقف التدهور المستمر للأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة واستمرار المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني. وقد اتفق الجانبان على أن حل الدولتين يظل هو السبيل الحقيقي والوحيد لتحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية، مع التأكيد على أهمية السعي خلال الفترة المقبلة لتكثيف الجهود الدولية الرامية لتفعيل مخرجات مؤتمر باريس الذي عقد في يناير الماضي. وأوضح المتحدث الرسمي أن المسئولين تناولا أيضا التطورات المتعلقة بالأزمة السورية بما في ذلك الاجتماعات الجارية حالياً في الاستانة والاجتماعات الأخرى التي سيعقدها المبعوث الخاص بسكرتير عام الأممالمتحدة إلى سوريا "ستيفان دي مستورا" للأطراف السورية المعنية في جنيف اعتباراً من يوم 23 الجاري. وقد أكدا في هذا الصدد أهمية التوصل إلى تسوية سياسية سلمية للأزمة تلبي طموحات وتطلعات أبناء الشعب السوري لاحتواء التداعيات السلبية الواسعة التي خلفتها على مدار السنوات الستة الأخيرة. وقد حرص الأمين العام على التأكيد فى هذا الاطار على محورية دور الجامعة العربية في معالجة الأزمة السورية باعتبارها أزمة عربية بالأساس وعدم قبوله تنحية الجامعة من الانخراط في الجهود الدولية الرامية لتسويتها. وأشار المتحدث إلى أن الجانبين ناقشا الأبعاد الحالية للأزمة في ليبيا وكيفية العمل على الارتقاء بالتعاون بين المنظمتين في هذا الإطار من خلال آلية الترويكا التي تضم الجامعة العربية والأممالمتحدة والاتحاد الافريقي، وأيضاً من خلال قيام تواصل مستمر بين مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا والممثل الخاص لأمين عام الجامعة العربية إلى ليبيا، مع تأكيدهما على ضرورة تبني رؤية شاملة لعملية التسوية في ليبيا تهدف بالدرجة الأولى للحفاظ على وحدة ليبيا وتأمين مصالح كافة الليبيين. من ناحية أخرى، شهد اللقاء تناول أخر مستجدات الأوضاع في اليمن، وأهمية إعطاء دفعة قوية للجهود الدولية الرامية لتحقيق تسوية سلمية تكفل إعادة الأمن والاستقرار إلى كافة ربوع هذا البلد العربي.