توفي محتج بلغاري أشعل النار في نفسه فى شهر فبراير الماضي مما جعله ثاني مواطن يتوفى خلال احتجاجات عامة نجمت عن ارتفاع أسعار الكهرباء والفساد وتسببت في إسقاط حكومة وأججت المطالبات بتغيير سياسي. واستعد كثيرون لإقامة مراسم لتأبين المواطن "بلامن جورانوف" وهو فنان عمره 36 عاما أشعل النار في نفسه عند مجلس مدينة "فارنا" المطلة على البحر الأسود في العشرين من فبراير الماضى وهي مراسم من شأنها أن تعطي دفعة جديدة لتظاهرات يومية دخلت أسبوعها الرابع. وأصبح "جورانوف" رمزا لمئات الآلاف من المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع الشهر الماضي للتعبير عن استيائهم من ارتفاع أسعار الكهرباء مما أدى إلى استقالة حكومة يمين الوسط والدعوة لانتخابات جديدة في مايو المقبل. ويشبه المتظاهرون والعاملون في وسائل الإعلام "جورانوف" بالمواطن التونسي "محمد البوعزيزي" البائع المتجول الذي أشعل النار في نفسه مما أطلق شرارة احتجاجات امتدت لمعظم أنحاء العالم العربي. يشار إلى أن متوسط الأجور فى بلغاريا يبلغ 400 يورو أى ما يوازى 520 دولارا شهريا - والتي يلقي كثيرون باللائمة فيها على الفساد المستشري بين النخبة السياسية وعلى المصالح التجارية التي تعرقل التنمية وحكم القانون. وللنشطاء البلغار مطالب مختلفة منها تأميم شركات الطاقة ورفع مستوى المعيشة وإنهاء الفساد المنتشر في الحكومات منذ ما قبل انضمام بلغاريا للاتحاد الأوروبي فى العام 2007. لكن النشطاء ليس لديهم قائمة مشتركة بالمطالب ورفضوا عرضا من الرئيس "بلامن بلفنييليف" بانضمامهم إلى مجلس عام يشرف على عمل حكومة مؤقتة لأنهم لم يقبلوا مشاركة رجال أعمال أثرياء فيه. ونصب المحتجون بضع خيام أمام البرلمان مطالبين بتعديل قوانين الانتخاب ووقف الإجراءات المصرفية السريعة للحجز على أملاك الدائنين العاجزين عن السداد.لكن محللين سياسيين يرون أنه من غير المرجح أن تتمكن الجماعات المختلفة من الاتحاد قبل انتخابات مايو المقبل .