بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للسلام، وبحضور الأمين العام بان كي مون ، أعلن الموقع الرسمي لمنظمة الاممالمتحدة أن مراسم تعيين السفيرة الجديدة الشابة الايزيدية ناديا مراد ، البالغة 23 عاما، ستتم اليوم الجمعة، في قاعة مجلس الوصاية التابع للأمم المتحدة، بالمقر الرئيسي للمنظمة في نيويورك،. التعيين جاء بمثابة اعتذار دولى لكل الفظائع التى ارتكبت فى حق الايزيدين على يد داعش فى العراق ، او على اقل تقدير بمثابة محاولة غربية لاسترضاء الضمير الذى غاب فى اكثر من بقعة عربية سواء فى العراق اوسوريا بحق مدنيين لاناقة لهم ولاجمل فى مجمل الصراع الدامى هناك من هى ناديا مراد: ناديا مراد باسي طه هي فتاة إيزيدية عراقية من قرية كوجو في قضاء سنجار ولدت في سنة 1993،وهي إحدى ضحايا تنظيم داعش الذي قام بأخذها كجارية عندهم بعد أن تمكنوا من احتلال منطقتها وقتل أهلها في القرية من بينهم أمها و ستة من أخوانها، لكنها بعد فترة تمكنت من الهروب من داعش ووصلت إلى مكان أمن ثم تم ترحيلها إلى ألمانيا ليتم معالجتها هناك من الأذى الجسدي والنفسي الذي تعرضت له من قبل أفراد التنظيم الهمجى وكذلك من الاغتصاب الجنسي والعنف. وبعد فترة ظهرت في عدة مقابلات دبلوماسية منها مجلس الأمن الدولي، ثم زيارتها لمصر ولقائها بالرئيس عبد الفتاح السيسي كما التقت ايضا شيخ الأزهر أحمد الطيب في شهر ديمسبر 2015. وظهرت ناديا بعد ذلك في عدة قنوات إعلامية في مصر وروت قصة خطفها من قبل التنظيم هناك، بعد ذلك إلتقت أيضاً برئيس اليونان بروكوبيس بافلوبولوس ، وفي شهر يناير 2016 تم ترشيح ناديا مراد لنيل جائزة نوبل للسلام حيث أنها أصبحت رمزاً للإضطهاد ألتي تعرض له الإيزيديين والناس عامة من قبل تنظيم داعش. وتكملة لرسالتها الأنسانية التي تتضمن المطالبة بتحرير المختطفات الازيديات لدى تنظيم داعش و حماية حقوق المرأة والطفل في جميع انحاء العالم زارت نادية مراد كذلك كل من هولندا والسويد وفرنسا والمملكة المتحدة و ايطاليا. ناديا تقص الفظائع امام مجلس الامن: تحدثت الشابة إيزيدية في مجلس الأمن ، عن المعاناة والانتهاكات الجنسية التي تعرضت لها حين كانت مختطفة لدى تنظيم داعش المتشدد، مع نساء أخريات وأطفال في مدينة الموصل العراقية. وأمام أعضاء المجلس ال15، روت الشابة ناديا مراد باسي طه، وهي تغالب دموعها وبتأثر واضح، فصول المعاناة من لحظة اقتيادها مع أكثر من 150 امرأة إيزيدية من مناطقهن إلى الموصل، معقل داعش. وطالبت الشابة، التي كانت قد نجحت في الفرار بعد أكثر من 3 أشهر من المعاناة اليومية، أعضاء مجلس الأمن بالقضاء على داعش ومحاسبة المتشددين الذين يتاجرون بالبشر وينتهكون حقوق المرأة والطفل. ناديا تحدثت عن بعض تفاصيل مأساتها، قائلة إن متشددي داعش اقتادوها مع نساء أخريات وأطفال من المدرسة إلى منطقة أخرى، حيث أقدموا في الطريق على إهانة النساء . https:// مشيرة إلى أنها احتجزت في مبنى مع عدد كبير من النساء الإيزيديات والأطفال الذين كانوا يقدمهم داعش «كهدايا». وتحدثت ناديا عن الرعب الذي أصابها حين اقترب منها متشدد ضخم الجثة «كوحش مفترس» «لأخذها»، فتوسلت إليه باكية أن يتركها، قائلة له إنها «صغيرة وأنت ضخم جدا»، إلا أنه اعتدى عليها بالضرب. وعلى إثر ذلك، جاء عنصر آخر من داعش واقتادها إلى مقره حيث طلب منها «تغيير دينها» لكنها رفضت، كما طلب منها ما «يسمونه الزواج» إلا أنها أكدت له أنها مريضة قبل أن يغتصبها بعد أيام «في ليلة سوداء». وأكدت ناديا أنها تعرضت للإهانة والتعذيب والاغتصاب يوميا وأجبرت على ارتداء أزياء غير محتشمة، مما دفعها إلى محاولة الهرب إلا أن أحد الحراس ضبطها وسلمها إلى سجانها الذي ضربها بشدة. وأضافت ناديا أن سجانها جردها من ملابسها قبل أن يقتادها إلى مجموعة من المتشددين الذين تناوبوا على اغتصابها حتى «فقدت الوعي»، مشيرة إلى أنها نجحت بعد «ثلاثة أشهر من الخطف» في الفرار من الموصل. وقالت الشابة الجريئة إنها تقطن في ألمانيا حيث تعالج من الآثار النفسية والجسدية التي أصيبت بها من جراء انتهاكات تنظيم داعش الإرهابي، لتختم شهادتها وسط تصفيق أعضاء مجلس الأمن بطلب «إنهاء داعش نهاية أبدية». وكان داعش خطف أكثر من 5000 رجل وامرأة وطفل من الطائفة الإيزيدية بعد أن اجتاح مناطقهم في العراق، وارتكب بحقهم انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان شملت قتل مئات الرجال والأطفال واتخاذ النساء «سبايا». الرئاسة العراقية ترحب باختيار الأممالمتحدة للأيزيدية ناديا مراد سفيرة للنوايا الحسنة: رئاسة الجمهورية العراقية رحبت باختيار الأممالمتحدة للمواطنة العراقية الأيزيدية نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة,وهى التى نجت من قبضة تنظيم(داعش) الإرهابي. وذكر المكتب الاعلامي برئاسة الجمهورية أن الرئيس العراقي فؤاد معصوم أشاد بهذه الالتفاتة القيمة من الأممالمتحدة, معربا عن شكره للدعوة للمشاركة في مراسيم تتويج ناديا مراد سفيرة للنوايا الحسنة . وشدد على ضرورة مضاعفة الجهود لانهاء معاناة كافة المختطفات والمختطفين من العراقيين من قبل داعش الإرهابي, داعيا إلى أهمية تكثيف الجهود للتخفيف من المعاناة ودحر المجرمين وعودة المواطنين إلى مدنهم وقراهم بخير وأمن وسلام. من هم الايزيديون : "الأيزيدية" مجموعة دينية يبلغ قوامها في العالم قرابة مليون شخص, 750 ألف منهم في العراق, حيث يعيشون قرب الموصل وسنجار في محافظة نينوي شمال غربي العراق. وتعيش منهم مجموعات أصغر في تركيا وسوريا جورجيا وأرمينيا وألمانيا, ويشكو الأيزيديون من عدم اهتمام العالم الغربي بهم واستغلاله قضيتهم وعدم تحركه لوقف أعمال تهجيرهم عن وطنهم الأم العراق وهو مالا يخدم قضيتهم. ينتمي الأيزيديون عرقيا إلى الكرد ذوي الجذور الهندو-أوروبية مع أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية وسريانية فأزياء رجالهم قريبة من الزي العربي وأزياء نسائهم سريانية. وكان رئيس بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق (يونامي) يان كوبيش أشار إلى أن تنظيم(داعش) لايزال يستعبد ما يزيد على 3500 إمرأة غالبيتهن من الأيزيديات ويتعرضن يوميا لانتهاكات مروعة, وان التنظيم اختطف العديد من الأطفال الأيزيديين وقتل المئات من رجالهم, وفر آلاف آخرون من ديارهم هربا من هجمات داعش الذي خص هذه الطائفة بهمجية لا نظير لها.