عاد سعد راشد المواطن الفلسطيني من غزة أدراجه جاراً الحسرة والألم لعدم تحقيق عادته في شراء خروف العيد لهذا العام بعد أن صدم بارتفاع أسعارها بعدة أضعاف، عن السنوات السابقة فضلاً عن نقص كبير في الكميات المتاحة جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة. وقال راشد بينما كان يتفقد خمسة إلى ستة خراف هي فقط الموجودة عند أحد التجار في شمال غزة «لقد أطبق الحصار على حياتنا حتى حرمنا من عادتنا بذبح الأضحية وتوزيعها. إنها مأساتنا التي نعيشها في كافة المناسبات». وكأمثاله من مواطني قطاع غزة استسلم راشد لواقع عجزه عن شراء الأضحية على أمل تغيير الأوضاع العيد المقبل مردداً وهو يهم بالمغادرة «بلاش أضحية هذا العام علينا أن نحمد الله أننا نجد ما يبقينا على قيد الحياة». وشهدت أسعار الأضاحي ارتفاعات قياسية جراء النقص الحاد في كمياتها بسبب إغلاق إسرائيل للمعابر على خلفية إعلانها في سبتمبر الماضي القطاع «كياناً معادياً». ويحاول رجال الدين المسلمين التخفيف من حدة ألم الناس حيث قال عضو رابطة علماء فلسطين عاطف أبو هربيد إن ثواب الأضحية يلحق بالإنسان بمجرد النية. وقال تجار فلسطينيون إن عمل الكثير من القطاعات تعطلت جراء الحصار باستثناء المواد الغذائية الأساسية التي تضمن سير عجلة الحياة بحدودها الدنيا. وتشير الأرقام الرسمية الفلسطينية إلى أن أكثر من نصف سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر و45 في المئة على الأقل من اليد العاملة عاطلة عن العمل. وكان صوت البائع أبو خليل يدوي في أرجاء سوق الزاوية الشعبي شرقي غزة في محاولة لترويج بضاعته التي رتبها بتنسيق شديد على بسطته لبيع حلويات العيد دون أن يشفع له ذلك في جذب الزبائن القلائل الذين ارتادوا السوق. ووقف أبو خليل أمام بسطته ينسق المكسرات وقطع الحلويات والشوكولاته وبيده مكبر للصوت ينادي به على الزبائن ، عله يفتتح نهاره ويبيع شيئاً قبل ساعة واحدة من غروب الشمس عن السوق. وأمام استمرار إحجام الزبائن، قال أبو خليل وعلامات الحسرة بادية على وجهه: «فش فائدة ... هذا العيد من غير حلويات ولا مكسرات ، بنادي من طلعة الشمس لكن عالفاضي».