هل تنخفض أسعار النفط الفترة المقبلة؟.. خبير اقتصادي يوضح    البنك المركزي يفاوض 3 دول عربية لإتاحة التحويلات المالية لحسابات العملاء عبر "إنستاباي"    شولتس : يتعين إشراك روسيا في عملية السلام الخاصة بأوكرانيا    خادم الحرمين وولي العهد يبعثان برقيات تهنئة لقادة الدول الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك    عاجل.. جوزيه جوميز يتلقى صفعة قوية قبل مواجهة الزمالك والمصري البورسعيدي بدوري نايل    وزير الشباب: القيادة السياسية والحكومة تدعم الرياضة المصرية    كشف ملابسات واقعة التعدي على طالبة وإصابتها في المقطم    من على كرسي متحرك.. صفية العمري تهنئ جمهورها بعيد الأضحى    "أول لقاء مع نجمة مصر القادمة".. محمد إمام يشيد ب أسماء جلال    عاجل - موعد صلاة عيد الأضحى 2024 داخل العاصمة الإدارية    السيدة انتصار السيسي تهنئ جموع المصريين والأمة الإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك    الإنتاج الحربي: الرد على 762 شكوى واردة للوزارة بنسبة 100%    ممدوح عباس: إبراهيما نداي كنز إفريقي ويجب التجديد لثنائي الزمالك    «الحياة اليوم» يرصد أعمال توزيع اللحوم والملابس تحت مظلة التحالف الوطني بالجيزة    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج إعداد معلمي رياض الأطفال ب«تربية القاهرة للطفولة المبكرة»    تضامن بورسعيد تعلن شروط التقدم لمسابقة "الأب القدوة"    فصائل فلسطينية: استهداف دبابة إسرائيلية في الحي السعودي غرب رفح الفلسطينية    بمناسبة صيام يوم عرفة، توزيع وجبات الإفطار للمسافرين بالشرقية (فيديو وصور)    الهلال الأحمر الفلسطيني: 15 ألف طفل شهيد خلال الحرب.. ومئات الآلاف بلا غذاء    وكيل صحة دمياط يتابع سير العمل بمستشفى كفر البطيخ المركزي قبل إجازة عيد الأضحى    الأوقاف: خطبة العيد لا تتعدى 10 دقائق وتوجيه بالتخفيف على المصلين    أسامة رسلان بقناة الناس: عرفة يوم المباهاة الإلهية والمناجاة العلية    تحذير مهم من «الإفتاء» بشأن تلويث البدن والثياب والممتلكات بدماء الأضاحي    «الزراعة»: متبقيات المبيدات يستقبل ويصدر 1500 عينة منتجات غذائية اليوم    مساجد الإسكندرية انتهت استعداداتها لاداء صلاة عيد الأضحى    د. أيمن أبو عمر: يوم عرفة فرصة للطاعة والتوبة    موعد صلاة العيد 2024 في الأردن.. اعرف الأماكن    "الخضيري" يوضح وقت مغيب الشمس يوم عرفة والقمر ليلة مزدلفة    هل يجوز للحاج أن يغادر المزدلفة بعد منتصف الليل؟.. الإفتاء تُجيب    الإسماعيلى متحفز لإنبى    «الغذاء والدواء السعودية»: شرب الماء بانتظام وحمل المظلة يقي الحاج الإجهاد الحراري    لا تتناول الفتة والرقاق معًا في أول يوم العيد.. ماذا يحدث للجسم؟    كم تكبدت الولايات المتحدة جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟    نقل حفل كاظم الساهر من هرم سقارة ل القاهرة الجديدة.. لهذا السبب    مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يحذر الحجاج من الوقوف في منطقة تقع على حدود جبل عرفات في السعودية ويشير إلى أنها "يفسد الحج".    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    وزير الصحة السعودى: انخفاض حالات الإجهاد الحرارى بين الحجاج    أردوغان: النصر سيكون للشعب الفلسطيني رغم همجية إسرائيل ومؤيديها    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأبراج في الأسبوع الثالث من يونيو 2024    ميسي يتصدر قائمة الأرجنتين النهائية لبطولة كوبا أمريكا 2024    وفاة حاج عراقي علي جبل عرفات بأزمة قلبية    مستشفيات جامعة عين شمس تستعد لافتتاح وحدة علاج جلطات ونزيف المخ والسكتة الدماغية    الكشف على 900 حالة خلال قافلة نفذتها الصحة بمركز الفشن ببنى سويف    أخبار الأهلي : هل فشلت صفقة تعاقد الأهلي مع زين الدين بلعيد؟ ..كواليس جديدة تعرف عليها    محطة الدلتا الجديدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي تدخل «جينيس» ب4 أرقام قياسية جديدة    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يختتم فعالياته بإعلان أعضاء المجلس التنفيذي الجُدد    عن عمر يناهز 26 عاما.. ناد إنجليزي يعلن وفاة حارس مرماه    تدعم إسرائيل والمثلية الجنسية.. تفاصيل حفل بلونديش بعد المطالبة بإلغائه    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 15 يونيو 2024    «تايمز 2024»: الجامعة المصرية اليابانية ال19 عالميًا في الطاقة النظيفة وال38 بتغير المناخ    بقايا الجيل الذهبي تدافع عن هيبة تشيلي في كوبا أمريكا    وفد "العمل" يشارك في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي بجنيف    مصادر أمنية إسرائيلية: إنهاء عملية رفح خلال أسبوعين.. والاحتفاظ بمحور فيلادلفيا    هالة السعيد: 8.6 مليار جنيه لتنفيذ 439 مشروعا تنمويا في البحيرة بخطة عام 2023-2024    يورو 2024.. أسبانيا تسعى لانطلاقة قوية أمام منتخب كرواتيا الطموح    يسع نصف مليون مصلٍ.. مسجد نمرة يكتسى باللون الأبيض فى المشهد الأعظم يوم عرفة    «تقاسم العصمة» بين الزوجين.. مقترح برلماني يثير الجدل    وزير النقل السعودي: 46 ألف موظف مهمتهم خدمة حجاج بيت الله الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عماد الدين حسين:لا حل إلا بنسف منظومة التعليم الفاسدة
نشر في أخبار مصر يوم 28 - 06 - 2016

فى العاشرة إلا الربع من صباح أمس كنت أمر من شارع إسماعيل أباظة فى طريقى إلى الشروق فجأة وجدت أعدادا غفيرة من الشباب تخرج من محطة مترو سعد زغلول متجهة إلى وزارة التربية والتعليم المواجهة لها.
هؤلاء كانوا طلابا فى الثانوية العامة، وجاءوا ليتجمعوا ويتظاهروا مع زملاء آخرين احتجاجا على قرار الوزارة بإلغاء امتحان مادة الرياضات التطبيقية «الديناميكا»، وتأجيل بقية الامتحانات.
تحدثت مع عدد كبير من الطلاب الغاضبين، وكان خلاصة رأيهم هو الآتى: «نحن اجتهدنا وذاكرنا وسهرنا وأنفق أهالينا آلاف الجنيهات على الدروس الخصوصية، وذهبنا إلى اللجان، معظمنا لم يعرف حكاية التسريبات، تركيزنا انتهى فى اللحظة التى خرجنا فيها من اللجان، وجهازنا العصبى مبرمج على أن الامتحانات بأكلمها كان يفترض أن تنتهى هذا الأسبوع، فلماذا تجبرنا الحكومة على التأجيل، وأداء الامتحانات مرة أخرى، وقد لا نؤدى فيها بالمستوى المطلوب، ونخسر الكثير من الدرجات، لأن مجموعة من المسربين قرروا أن يتحدوا وزارة التعليم وربما الحكومة بأكملها.. فما ذنبنا.. ولماذا نتحمل فشل المنظومة التعليمية؟!
الطلاب وقفوا أمام الوزارة، وهتفوا كثيرا خصوصا «مش هنعيد الامتحان» و«سرب سرب الامتحان.. وإحنا هننزل الميدان» و«فركش فركش فى اللجان.. إحنا معانا الامتحان»!
فى المقابل أحد الأصدقاء قال لى إن المدرس الذى يقوم بإعطاء ابنه درسا خصوصيا، قام بإرسال إجابة الديناميكا فى الواحدة صباحا على مرحلتين عبر «الواتس آب»، ومعنى ذلك أن الامتحان وإجابته كانت متاحة للجميع من المدرسين الخصوصيين و«السناتر» قبل انعقاده بوقت طويل. إذا الطلاب وأهاليهم كان الله فى عونهم لهم كل الحق فى الغضب، ولكن الوزارة أيضا كانت مضطرة لإلغاء الامتحان، وإلا صار الأمر أقرب إلى «المهزلة أو المسخرة».
السؤال الجوهرى الذى ينبغى ألا نتوقف عن طرحه هو: من هى الجهة التى تريد الاستمرار فى إهانة الوزارة بل والحكومة بهذا الشكل، وهل الأمر متوقف على بضع صفحات على وسائل التواصل الاجتماعى مثل شاومينج وغيره أم أن الأمر أكبر من ذلك كثيرا، والسؤال الأهم: كيف تفشل كل أجهزة الحكومة فى وقف هذه المهزلة حتى الآن؟!
من الواضح أن ما يحدث يكشف أن المنظومة بأكملها فاسدة ومهترئة وتحتاج إلى نسف من أساسها. القضية ليست وزير التعليم، هى أكبر منه ومن كل المسئولين داخل الوزارة وخارجها. ما نسمعه من حكايات عن الطريقة، التى تُدار بها المنظومة التعليمية منذ سنوات، ومنها تعيينات مديرى المديريات والوكلاء «والجنيهات الذهب» تشيب لها الولدان.
من الواضح أيضا أن المشكلة ليست صفحات الغش الإلكترونى، التى تسرب الامتحانات بعد بدئها، لكن الأصل فى المشكلة هو وجود ما يشبه العصابة داخل وزارة التربية والتعليم تقوم بتسريب ممنهج للامتحانات.
فى الماضى كان يتم التسريب لبعض أبناء الكبار وينتهى الأمر، لكن الآن صار لدينا «عدالة فى التسريب!»، ولذلك يعتقد البعض أن التسريب كان مفيدا من جهة واحدة أنه كشف «تعفن هذه المنظومة بأكملها»، الواضح أيضا أنه ربما حدث نوع من التلاقى أو زواج المصلحة بين مافيا الفساد داخل الوزارة، وبعض من يريد الإساءة إلى هيبة الحكومة وإحراجها، لأن البعض يعتقد أنه الأمر خرج من مجرد تسريب امتحان لإفادة بعض الطلاب إلى مرمطة سمعة الحكومة فى الأرض، مراهنا على إحداث انفجار اجتماعى يمكن استغلاله فى المشهد السياسى الراهن.
لا يمكن استبعاد أى شىء بطبيعة الحال، لكن قبل أن تلوم الحكومة أى طرف، عليها أن تحاسب نفسها أولا، ولماذا لم تتخذ الإجراءات المطلوبة لوقف ذلك منذ البداية، لماذا لم تحقق وتدقق فى الحلقة المسئولة عن التسريب ورحلة ورقة الأسئلة منذ طبعها وحتى تسليمها إلى اللجان. المؤكد أن هناك طرقا كثيرة لمنع هذه المأساة من التكرار بهذا الشكل الفج.
سقطت الوزارة، وسقطت الحكومة فى هذا الامتحان، وحصلت على صفر أكبر من صفر المونديال كما كتب البعض أمس.
المسألة أكبر بكثير من مجرد تسريب امتحان أو نشر إجابته، هى مسألة عجز وقلة حيلة وفشل وانعدام للكفاءة.. فهل نستمر فى المواجهة بنفس الآليات التقليدية أم يتم نسف هذه المنظومة الفاسدة والبدء على نظافة، وقد يسأل البعض: وحتى إذا كانت هناك نية للتنظيف، فهل نملك الآليات والكفاءات لذلك أم أن السرطان وصل إلى العظم؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.