قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن الولاياتالمتحدة أجرت مناقشات مستفيضة مع باكستانوأفغانستان حول الهدف الرامي لاستهداف زعيم حركة "طالبان" الملا أختر منصور، مؤكدا أنه تم إبلاغ قادة الدولتين بالغارة الجوية الأمريكية التي استهدفت زعيم الحركة. وأضاف كيري – في مؤتمر صحفي عقده في ميانمار اليوم الأحد – أنه تحدث مباشرة مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، كما تم إبلاغ رئيس هيئة أركان الجيش في باكستان الجنرال راحيل شريف، موضحا أن منصور تورط في التخطيط لشن هجمات في العاصمة الأفغانية كابول ومختلف أنحاء أفغانستان; مما كان يمثل تهديدا للمواطنين الأفغان وللقوات الأمريكية والتحالف الدولي الموجودة في أفغانستان. وأشار كيري إلى أن قرار شن الغارة الجوية الأمريكية اتخذ من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، معربا عن دعمه الكامل لهذا القرار والذي اعتبر أنه تم تنفيذه بالصورة المناسبة. على الجانب الاخر، أكد المتحدث باسم الخارجية الباكستانية محمد نفيس زكريا، أن الغارة الجوية التى شنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية لاستهداف زعيم طالبان الملا أختر منصور، انتهاك لسيادة أراضيها. ونقلت قناة "العربية" الإخبارية، عن المتحدث الباكستاني قوله – في بيان أصدره اليوم الأحد – "إن الولاياتالمتحدة أطلعت كلا من رئيس الوزراء، وقائد الجيش، في وقت متأخر من مساء أمس، بعد شنها غارة لطائرة مسيرة داخل الأراضي الباكستانية وبالقرب من الحدود الباكستانية – الأفغانية بعد إتمام الضربة، والذي تردد أن زعيم حركة طالبان الأفغانية، الملا أختر منصور، كان المستهدف فيها". وأضاف البيان أنه "وفق المعلومات المتوفرة حتى الآن فإن شخصا يدعى ولي محمد، ويحمل جواز سفر وبطاقة هوية باكستانية وينحدر من بلدة "قلعة عبد الله" دخل باكستان، من معبر تافطان الحدودي مع إيران في 21 من الشهر الجاري ويحتوي جواز سفره على تأشيرة إيرانية صالحة، وقد قام هذا الشخص باستئجار سيارة أجرة خاصة في تافطان عثر عليها مدمرة في منطقة "كوتشكي" قرب الحدود الباكستانية الأفغانية، وتبين أن اسم سائق المركبة يدعى محمد أعظم، والذي تم التعرف على جثته وتسلمها من قبل ذويه، بينما يجري التحقق من هوية الجثة الثانية بناء على الأدلة التي تم العثور عليها من موقع الحادث وغيرها من المعلومات ذات الصلة". وأشار البيان، إلى أنه ومع استمرار عمليات التحقيق في الحادث، تؤكد باكستان مرة أخرى أن هجمات الطائرات المسيرة تشكل انتهاكا لسيادتها، وهي القضية التي سبق أن أثيرت مع الولاياتالمتحدة في الماضي. ونوه بيان المتحدث باسم الخارجية الباكستانية إلى أن اجتماع مجموعة التنسيق الرباعية حول أفغانستان، والذي عقد يوم 18 مايو في إسلام آباد أكد ضرورة التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض السياسي كخيار وحيد قابل للتطبيق لتحقيق سلام دائم في أفغانستان، مع دعوة طالبان إلى التخلي عن العنف والانضمام إلى محادثات السلام.
