نشرت صحيفة معاريف الاسرائيلية تقرير حول تنامى قلق اسرائيل ازاء مبيعات السلاح الامريكية لدول الشرق الاوسط .. ذكرت فيه انه بينما يستمر الجدل على نطاق واسع حول الجهود الرامية إلى منع إيران من امتلاك القدرة العسكرية النووية ، نجد ان هناك سباق اخر للتسلح التقليدي لم يسبق له مثيل في الشرق الأوسط. فهناك كميات هائلة من أنظمة ووسائل الحرب فى معظمها مبيعات امريكية تشق طريقها إلى المنطقة وخاصة إلى دول الخليج . وقال الصحيفة الاسرائيلية انه في السنوات الأربع الماضية، اشترت المملكة العربية السعودية معدات عسكرية بقيمة 52 مليار دولار ، والإمارات العربية المتحدة بقيمة 17 مليار دولار. و هناك ما هو أكثر من ذلك، حيث تخطط الولاياتالمتحدة لتزويد بعض هذه البلدان بعدد كبير من الطائرات المقاتلة المتقدمة مثل 15SA-F، وكذلك بأنظمة متطورة للدفاع الجوي مثل نظام ثاد (و هوالنظام الصاروخى للجيش الأمريكي لإسقاط الصواريخ البالستية القصيرة والمتوسطة المدى). تاتى هذه التطورات لتعصف بالاتفاق الضمنى بين واشنطن و تل ابيب فيما يتعلق ببيع أسلحة أمريكية متطورة إلى الدول العربية .. و هو التفاهم الذى تم التوصل له ابان الحملة الشاملة التى شنتها إسرائيل قبل 30 عاما مضت لمنع بيع طائرات الأواكس للانذار المبكر إلى المملكة العربية السعودية .. وان كان في السنوات الأخيرة، قد تغاضت اسرائيل عن وصول معدات و اسلحة امريكية متقدمة لبعض الدول في الشرق الأوسط ، حيث صب هذا فى مصلحة إسرائيل التى رات انه تحسين لقدرة هذه الدول على مواجهة التهديد الإيراني - وليس فقط التهديد النووي . و تشير معارييف الى ان تراجع الولاياتالمتحدة فى التزامها مع اسرائيل ، لضمان أمن حلفائها العرب من خلال تزويدهم بوسائل الحرب الأمريكية الصنع والتعاون معهم في برامج دفاعية مضادة للصواريخ في المنطقة ، كان يتسق مع المصالح الإسرائيلية لأنها تمارس المزيد من الضغوط على إيران قد وتجعل من السهل على الدول المعنية إلى اعتماد موقف أكثر تشددا ضد إيران. و في وقت الحاجة ، يمكن استخدام بعض هذه النظم الدفاعية المضادة للصواريخ للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل نفسها . وتعتبر اسرائيل ان دول الخليج لاتمثل تهديد لها فهى دول تصفها بالمعتدلة سياسيا فضلا عن كونها لم تقاتل ضدها و ليس لها أي نزاع إقليمي معها ، وبالنظر إلى ميول أنظمتها المؤيدة للولايات المتحدة ، فتسليحها لا يشكل خطر على إسرائيل التى لديها مصلحة واضحة في هيمنة القوى المعتدلة التي تعارض إيران. لكن مصلحة إسرائيلية السابق ذكرها تتصادم مع المخاطر طويلة المدى التى قد تنتج عن مبيعات واسعة النطاق للنظم العسكرية الأمريكية المتطورة لدول الخليج. تشير الصحيفة الاسرائيلية الى هذه المخاطر .. اولا: تآكل التفوق النوعى الإسرائيلي على ساحة النظم العسكرية التقليدية تدريجيا، على الرغم من الالتزام المستمر لجميع الرؤساء الأميركيين للحفاظ على الميزة النسبية لاسرائيلي في التوازن التقليدي للقوة في المنطقة. ثانيا : بالنظر إلى الاضطرابات في العالم العربي في الأشهر ال 18 الماضية ، يظهر خطر آخر لا يمكن الاستخفاف به و هو استقرار بعض الأنظمة في المنطقة لم يعد من الثوابت . و اخيرا : يمكن للعناصر المعادية لاسرائيل ان تنجح فى الحصول على نظم الأسلحة المتطورة التي تقع حاليا تحت إشراف الغرب واستخدامها لتهديد اسرائيل وحتى الولاياتالمتحدة. و بالفعل اليوم، الدول العربية المختلفة تزود الثوار في سوريا بالأسلحة التي يتم تصنيعها، كما معروف، في مكان آخر. كذلك تجد ان الأسلحة التى تم تسليمها للمتمردين في ليبيا قد تكون فى طريقها حاليا للمتمردين السوريين قد تشكل تهديد استراتيجي لإسرائيل. و تختتم صحيفة معاريف تقريرها ، بالتاكيد على انه من مصلحة الولاياتالمتحدة وإسرائيل على حد سواء تجديد النقاش الاستراتيجي بشان سياسة بيع الأسلحة المتطورة إلى الدول العربية. نظرا لعدم الاستقرار السياسي والإقليمي الحالي في الشرق الأوسط وتغيير توجهات الأنظمة التي أنشئت مؤخرا في المنطقة، لذا يتعين إحياء النقاش حول هذه المسألة الآن أكثر من أي وقت مضى، وقبل ان تتمكن ايران من خلق توازن استراتيجي فى المنطقة ، وهى قضية رئيسية على جدول الأعمال المشترك بين البلدين .