سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. جمال سلامة ل"أخبار مصر": حضور الملك سلمان للقاهرة يؤكد خصوصية العلاقات المصرية السعودية وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط راسخة ومصالح وتحديات مشتركة
استقبل اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي في مطار القاهرة الدولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود فور وصوله القاهرة اليوم في زيارة رسمية لمصر تستغرق 5 أيام. وكان السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية قد أكد أن مصر تولي أهمية كبيرة لزيارة العاهل السعودي والتي من المقرر أن تستمر لمدة خمسة أيام خاصة وأنها الزيارة الأولي التي يقوم بها الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر منذ توليه مقاليد الحكم وتمثل تتويجا للعلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع بين البلدين. وأوضح المتحدث الرسمي أنه من المقرر بعد وصول خادم الحرمين الشريفين عقد جلسة مباحثات بين الجانبين وسوف يعقد الرئيس والعاهل السعودي جلسة مباحثات ثانية غدا يعقبها حضور مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين كما سيشمل برنامج زيارة الملك سلمان عدة مقابلات مع كبار الشخصيات والمسئولين المصريين بالإضافة إلى عقد لقاء مع أعضاء مجلس الأعمال المصري السعودي. وذكر السفير علاء يوسف أنه من المنتظر أن تتناول المباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي الملك سلمان بن عبد العزيزالقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك فضلا عن التنسيق والتعاون على جميع الأصعدة بين البلدين في مواجهة ما يتعرض له الأمن القومي العربي والخليجي من مخاطر إقليمية وخارجية مضيفا أن موضوعات التعاون الاقتصادي بين البلدين ستستأثر بجانب كبير من المباحثات وذلك في ضوء حرص الجانبين على دعم وتوثيق العلاقات الاقتصادية التجارية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. التهديدات التى تتعرض لها المملكة الآن وكذلك مصر، فى إطار محاولات إعادة رسم خرائط المنطقة، والتهديدات الإرهابية العاتية، والأزمات الاقتصادية المتصاعدة، والدور الإيرانى المتلمظ للتمدد والانتشار، كل ذلك يحتم على البلدين وضع أسس استراتيجية لعلاقتهما. جوهر هذه الأسس هو الشراكة فى إطار نظام عربى جديد يراعى المتغيرات العالمية خصوصا فى مسألة الحريات وحقوق الإنسان، بعد ان ثبت أن إهمال هذا البند هو المدخل الطبيعى لكل من يحاول التربص بالمنطقة. لن تراعى إيران حقوق الجيرة الا إذا كان هناك تعاون عربى عربى حقيقى، ولن تلتفت أمريكا للمنطقة، طالما ان مصالحها صارت أكثر مع طهران وبقية بلدان آسيا. العلاقة الراسخة بين مصر والسعودية تتطلب الإيمان الجازم بأن اللعب على التوترات المذهبية والطائفية والعرقية سوف يعجل بتقسيم ونسف المنطقة، والبديل الاصح هو المصالح القومية العليا للبلدين وللمنطقة العربية، خصوصا ان العدو الأول والأبرز والأكبر أى العدو الصهيونى يتفرج بينما كل خصومه يتكفلون بتحقيق كل أهدافه من دون ان يطلق رصاصة واحدة أو دولارا واحدا. الواقع يقول ان البلدين يحتاجان بعضهما البعض الآن أكثر من أى وقت مضى، وبالتالى ينبغى أن يضعا معا الأسس المتينة لعلاقات راسخة لا تتأثر بمداخلة تليفزيونية هنا أو مقال صحفى هناك. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى حواراً مع د. جمال سلامة أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة السويس حول أهمية زيارة الملك سالمان بن عبد العزيز للقاهرة. نص الحوار. *** كيف ترى أهمية زيارة ملك السعودية لمصر؟ تأت أهمية الزيارة في ضوء عدة أبعاد البعد الاول ما تعيشه المنطقة العربية من أوضاع مضطربة وما تشهده من تحديات، البعد الثاني طبيعة الضغوط الدولية وما يعيشه العالم أيضاً من أجواء تضع الاسلام والمسلمين في دائرة الاتهام، البعد الثالث ما تتعرض له المنظومة الخليجية من تهديدات داخلية واقليمية ودولية. أما البعد الرابع فهو يتعلق بطبيعة العلاقات والمصالح المشتركة بين مصر والسعودية. *** ماهي اهم المباحثات التى ستجرى بين الزعيمين؟ من المنتظر أن تتناول المباحثات بين السيسي وسلمان القضايا كل الإقليمية، فضلاً عن التنسيق والتعاون على الصعيدين السياسي والعسكري بين البلدين في مواجهة ما يتعرض له الأمن القومي العربي ودول الخليج من مخاطر إقليمية وخارجية، كذلك ستتناول بعض المسائل الاقتصادية.
*** هل هذه القمة لها تاثير على الوضع العربي؟ بالطبع مثل هذه اللقاءات سيكون لها مردود ايجابي على الامن القومي العربي ولو بشكل جزئي مع الاخذ في الاعتبار عظم التحديات التي تواجهها أمتنا.
*** ماذا عن النقاط الخلافية بين مصر والسعودية؟ هناك تباين في وجهات النظر أو مواقف البلدين بشأن بعض القضايا خاصة الملف السوري، يضاف الى ذلك الرياض كانت تريد أن تلعب القاهرة دورا أكبر في التحالف ضد الحوثيين في اليمن بأرسال قوات برية، الا أن مصر رفضت ذلك ، بالطبع فإن هذا أدى إلى توتر العلاقات بعض الشيء، لكن الرياض قبلت في نهاية الأمر بموقف مصر.
*** كيف تساهم هذه القمة في حل القضايا العربية؟ يجب الا نفرط كثيراً في تعليق الآمال، فمجمل الخلافات العربية تتعاظم على اللقاء خاصة أن هناك تشابك بين ما هو عربي وما هو اقليمي وما هو خارجي.
*** بماذا ترد على كل من يتحدث عن خلافات مصرية سعودية؟ من الطبيعي ان تكون هناك خلافات في وجهات النظر وتقديرات المواقف، إلا أن حضور الملك سلمان للقاهرة يؤكد خصوصية العلاقات المصرية السعودية وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط راسخة ومصالح وتحديات مشتركة .
*** وهل تغيرت السياسة السعودية تجاه مصر بعد وفاة الملك عبد الله؟ لا أعتقد ذلك فهناك ثوابت في سياسة السعودية تجاه مصر كما أن هناك ثوابت في سياسة مصر تجاه السعودية .
*** وكيف ترى محاولات الوقيعة بين البلدين؟ قد تستمر تلك المحاولات لكن ما يجمع البلدين أكبر من تلك المحاولات.
*** ما حجم الاستثمارات المتوقعة بعد زيارة سلمان للقاهرة؟ اظن أن حجم الاستثمارات والتعاون سيكون جيداً مع تلك الزيارة، و سيتم الإعلان عن اتفاقات للتعاون بشكل مثمر في عدد من المسائل الاقتصادية، سواء في صورة تمويل لبعض المشروعات أو تأمين لاحتياجات مصر النفطية، أو تشجيع الاستثمارات السعودية في مصر.
*** هل انخفاض أسعار البترول سيؤثر على الدعم السعودي لمصر؟ نخفاض اسعر النفط له بالطبع تأثيرات سلبية على كل الدول المنتجة للبترول وسياساتها الاقتصادية.
*** وكيف تصف مستوى العلاقات الآن بين البلدين؟ مستوى العلاقة جيد ولكن نتطلع الى مزيد من العمل المشترك بين البلدين باعتبارهما قاطرتا العمل العربي المشترك.
*** وكيف نحافظ على العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية؟ مستوى العلاقة جيد ولكن نتطلع الى مزيد من العمل المشترك بين البلدين باعتبارهما قاطرتا العمل العربي المشترك.
*** ما اهم تحديات العمل العربي المشترك؟ ما يواجهه العالم العربي الان أسوأ ما واجهه في العصر الحديث وأسوأ مما كان عليه حال الامة حتى في ظل الاستعمار القديم للمنطقة.
*** وكيف ترى الموقف العربي مع ايران؟ لا يوجد موقف عربي واحد.