صرح حميد بقائي نائب رئيس الجمهورية الإيرانية الإسلامية بأنَّ أنظار العالم الإسلامي تتجه صوبَ مصر والأزهر الشريف؛ للعبور بالأمة الإسلامية إلى طريق الوحدة والاتفاق، وانتشالها من التشرذم والصراعات، قائلا"هذا ليس ببعيد، فمَن كان يصدق أن تحدث تلك التحولات الجذرية بالمنطقة وفي مقدمتها جمهورية مصر العربية، القلب النابض للأمة الإسلامية فبنبضها تنبض الأمة وبقوتها تقوى الأمة، والعكس صحيح" . جاء ذلك خلال استقبال فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر للدكتور حميد بقائي، نائب رئيس الجمهورية الإيرانية الإسلامية، وقد تناول اللقاء بحث تعزيز أواصر العلاقات بين مصر وإيران في مختلف المجالات بصفة عامة، وبين الأزهر الشريف والمؤسسات والجامعات الدينية بإيران بصفة خاصة ،وقد وجه نائب رئيس ايران الدعوة لفضيلة الإمام الأكبر لزيارة إيران". وأكَّد فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال اللقاء على ضرورة الوحدة بين المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها؛ مصداقًا لقوله تعالى: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} [الأنبياء: 92]. وتساءل فضيلته: فلِمَ إذًا تتشرذم الأمة وتتفرق شِيَعًا وأحزابًا بينما الأصول واحدة في كل شيء حتى وإن اختلفنا في بعض الفروع، فمقومات الإسلام تؤكد ذلك؛ فربنا واحد، ونبينا واحد، وقبلتنا واحدة، وصلاتنا واحدة، وصيامنا واحد؛ فديننا واحد، وهذا من سماحة الإسلام . وطالب فضيلته أن نلتفَّ حول أصول هذا الدين العظيم، وأن نُزِيلَ ما بيننا من خلافات قد تكون سياسيَّة، ولكنها تؤثِّر في وحدة المسلمين،قائلا " فلنَدَعِ السياسة للسياسيين، ولتكن وحدة الشعوب الإسلامية هي هدف العلماء والمفكرين والمثقفين، خاصَّةً وأنَّ المسلمين الآن يتعرضون لحملة عالمية للنيل من وحدتهم؛ حتى يتحوَّلوا إلى دُوَيلات تتصارعُ مع بعضها البعض، وللأسف الشديد فهناك بعض القوى في العالم العربي والإسلامي تروجُ لتلك الأفكار التي تخدم أهداف أعداء الأمة. وأشار فى بيان الخميس الى أن الدليل على ذلك أننا نجد قنوات فضائية متخصصة في إشاعة الفتنة بين المسلمين، بينما نجد على الطرف الآخَر اتحادات قوية، رغم اختلاف عقائدها وأجناسها ولغاتها مثل الاتحاد الأوروبي، ورغم توافر كل عناصر الوحدة بين الشعوب الإسلامية إلا أنهم لم يستطيعوا بعدُ أن يصلوا إلى وحدةٍ حقيقية تحقِّق طموحات وآمال الشعوب الإسلامية".