أمر المستشار سامح كمال، رئيس هيئة النيابة الإدارية، بإحالة 9 من قيادات مديرية الشئون الصحية ببني سويف ووزارة الصحة, للمحاكمة التأديبية العاجلة وذلك على خلفية وفاة طفلتين نتيجة إعطائهما محلول معالجة الجفاف فاسد. وكانت الطفلتان رحمة على عبد اللطيف (خمسة أشهر) ومروة أحمد جمعة (11 شهرا) قد تلاقا محلول الجفاف بكل من مستشفى ببا المركزي ومستشفى إهناسيا المركزي. كما تم تحويل المتهمين للمحاكمة لتعريض حياة العديد من الأطفال للخطر لتسبب ذلك المستحضر في حالات تشنجات عنيفة واختلال في أيونية الدم لعدم مطابقته للمواصفات وعدم صلاحيته للاستخدام والتداول. والمتهمون في القضية هم كل من رئيس الإدارة المركزية للرعاية الصحية المتكاملة بوزارة الصحة, ومدير عام الإدارة العامة لبرامج أمراض الطفولة بوزارة الصحة, ومدير إدارة الطب العلاجى بمديرية الشئون الصحية ببنى سويف, ووكيل مديرية الشئون الصحية ببنى سويف السابق, ومدير إدارة المستشفيات والطوارىء بمديرية الشئون الصحية ببنى سويف, ومدير إدارة الصيدلة بمديرية الشئون الصحية ببنى سويف السابق, ومدير التموين الطبي بإدارة الصيدلة بمديرية الشئون الصحية ببنى سويف, وأمين مخزن المحاليل والمضادات الحيوية بإدارة الصيدلة بمديرية الشئون الصحية ببنى سويف, وصيدلي بالإدارة العامة لبرامج أمراض الطفولة بوزارة الصحة. وقال المستشار محمد سمير المتحدث الرسمي لهيئة النيابة الإدارية، في بيان له، إن التحقيقات كشفت أن العينات المسحوبة من محلول معالجة الجفاف بالمستفيتين ومخازن المديرية من تشغيلة مستحضر ميتاهيدرال الوريدي؛ والتي قامت بفحصها الهيئة القومية للبحوث الدوائية جاءت نتائجها غير مطابقة, من حيث اختبار الهيدروجين وعدم وجود عناصر الصوديوم والبوتاسيوم, وارتفاع نسبة الجلوكوز عن المذكور ببيان التركيب, بما يجعلها غير صالحة للاستخدام. وأضاف " تقرير الصفة التشريحية الصادر عن الطب الشرعي للطفلتين المتوفيتين, أظهر أن إعطائهما المحلول محل التحقيق غير المطابق للمواصفات, أدى إلى إحداث مزيد من الاختلال الأيوني بالدم وحدوث الأعراض العصبية الدماغية من تشنجات وخلافه, وتوقف عضلة القلب والوفاة, وأن المحلول كان السبب وراء وفاتهما". وتابع "الفحص والتحليل المعملي أظهر أن تلك العبوات لمحلول الجفاف, خالية من أيونات الصوديوم والبوتاسيوم, ونسبة الكالسيوم والكلور أقل بكثير من المدون على العبوة بما يجعلها غير مطابقة للمواصفات التى تجعلها صالحة وآمنة للاستخدام, وأن إعطائها عن طريق كانيولا بالوريد بكميات معينة قد يشكل خطرا على الحياة خاصة للأطفال فى حالات النزلات المعوية, حيث يكون الطفل فى حالة اضطراب بأيونات الدم نتيجة الحالة المرضية وإعطائها فى مثل تلك الحالات يضيف مزيدا من الاضطراب لأيونات الدم, خاصة الصوديوم والبوتاسيوم من شأنه أن يؤدى لحدوث أوديما وتورم بالمخ داخل الجمجمة; ما يؤدى لأعراض دماغية من قيء وتعب وتهيج وتشنجات وغيبوبة ووفاة". وأكدت التحقيقات أن المتهمين اعتمدوا توريد عدد خمسة آلاف زجاجة من محلول الجفاف, دون إخضاعها لإجراءات التحليل لبيان مدى سلامتها؛ ما حال دون اكتشاف عدم مطابقتها للمواصفات. وقررت النيابة الإدارية إبلاغ النيابة العامة للتحقيق وتحريك الدعوى الجنائية قبل الشركة المصنعة لمحلول الجفاف موضوع القضية, لقيام تلك الشركة بإنتاج مستحضر غير مطابق للمواصفات وغير صالح للاستخدام, وكان من جراء ذلك وفاة طفلتين, فضلا عن تعريض حياة العديد من الأطفال للخطر. كما أمرت النيابة الإدارية بإخطار وزير الصحة لاتخاذ اللازم نحو إرساء قواعد وآليات وطرق للرقابة على مصانع الأدوية لدى إنتاج الأدوية والمستحضرات الطبية قبل طرحها بالأسواق, للالتزام بإنتاج الكميات المصرح بها وعدم تداولها وتوزيعها بالسوق المحلى أو الوحدات الحكومية إلا عقب صدور تقارير الجهات الفنية المختصة بتحليل الأدوية والمحاليل الطبية, للتأكد من مطابقتها للمواصفات وسلامتها للحيلولة دون الإضرار بالصحة العامة للمواطنين.