تختتم اليوم فعاليات مناورات "رعد الشمال 2016" – والتى انطلقت السبت الماضى – برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز . ويشهد المناورة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من قيادات الدول العربية والإسلامية المشاركة، وذلك بمدينة الملك خالد العسكرية بمنطقة "حفر الباطن"بالمنطقة الشمالية بالمملكة العربية السعودية. وتجرى القوات المشاركة فى تدريب "رعد الشمال"التدريب الختامى، الذى تشارك فيه 20 دولة عربية وإسلامية، بحضور عدد من قادة الدول فى مدينة الملك خالد العسكرية شمالى السعودية. ويشارك فى هذا التدريب 300 ألف عسكرى من 14 دول عربية و6 دول إسلامية من قارتى آسيا وإفريقيا، ويتوزع التدريب على قوات برية وبحرية بهدف رفع جاهزيتها على طرق الحشد والتنقل والتنظيم بين حدود الدول. الدول المشاركة.. يشار إلى أن الدول المشاركة فى التدريب إضافة إلى السعودية، تشمل: مصر والإمارات والأردن والبحرين والسنغال والسودان والكويت والمالديف والمغرب وباكستان وتشاد وتونس وجزر القمر وجيبوتى وسلطنة عمان وقطر وماليزيا وموريتانيا وموريشيوس، إلى جانب قوات درع الجزيرة. ووصفت السعودية المناورات بأنها من "أكبر التمارين العسكرية في العالم، من حيث عدد القوات المشاركة واتساع منطقة المناورات". وتركز المناورات التي تقام في ظل تنامي التهديدات الإرهابية وما تشهده المنطقة من عدم استقرار سياسي وأمني،على تدريب القوات على "كيفية التعامل مع القوات غير النظامية، والجماعات الإرهابية"، بالإضافة إلى العمليات العسكرية التقليدية. وكانت الجيوش المشاركة في المناورات التي تشمل قوات برية وبحرية وجوية، قد بدأت بالوصول تباعا إلى السعودية منذ منتصف شباط/فبراير الماضى. وقد بلغ عدد القوات المشاركة في التمرين من 20 دولة 350 ألف جندي، واستخدم في المناورات 2540 مقاتلة و20 ألف دبابة و460 مروحية، ومئات السفن، وبختام تلك المناورات الضخمة تكون قد نجحت ثاني أكبر عملية حشد للقوات في تاريخ المنطقة منذ عاصفة الصحراء. ويرى محللون أن تمرين رعد الشمال ليس مجرد استعراض للقوات العسكرية، ولكنه تمرين تكتيكي لتطبيق استراتيجية أرادتها المملكة في قيادتها للتحالف العربي والإسلامي وأن تثبت للقوى الإقليمية أنها جاهزة وتمتلك قوة الردع حينما يريد الخصم أن يتحدى الاستراتيجية الوطنية للدول المشاركة في التحالف ودول الخليج خاصة. وتركز المناورات على تدريب القوات على كيفية التعامل مع القوات غير النظامية والجماعات الإرهابية، وتهدف إلى رفع نسبة جهوزية القتال لدى الجيوش المشاركة لحماية الشعب العربي والإسلامي من أخطار الإرهاب. رسائل سياسية وعسكرية.. ويرى المحللين أن مناورات "رعد الشمال " تنطوي على رسائل سياسية وعسكرية مهمة، وهناك من يعتبرها محاكاة لعمليات برية تستعد هذه القوات لتنفيذها، كما أن توقيتها ومكانها في شمال المملكة وحجمها بمشاركة قوات 20 دولة عربية وإسلامية إضافة إلى قوات درع الجزيرة. وأوضح قائد القوة المصرية المشاركة في تمرين رعد الشمال اللواء أركان حرب فكري إمام أن مشاركة مصر في هذا التمرين ذات طابع وأهمية خاصة؛لأنه أكبر تدريب في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أن التمرين بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية ويقوم بتنفيذ أكثر من سيناريو محتمل ليواكب الأوضاع المحلية والإقليمية لمواجهة الإرهاب والتطرف. فيما أشار الإعلام الرسمي السعودي عند إعلان المناورات هذا الشهر، أنها "رسالة واضحة إلى أن المملكة وأشقاءها وإخوانها وأصدقاءها من الدول المشاركة تقف صفاً واحداً لمواجهة كافة التحديات والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والحفاظ على أمن وسلم المنطقة والعالم". وتأتي المناورات في خضم دور سعودي إقليمي متزايد، شمل إرسال طائرات حربية إلى تركيا لتكثيف الضربات ضد الجهاديين في سوريا، والإعلان عن الاستعداد للمشاركة بقوات برية للغرض نفسه، بشرط أن يكون ذلك في إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية منذ صيف العام 2014. وتنضوي السعودية ودول مشاركة في "رعد الشمال" في إطار التحالف. وتدعم الرياض المعارضة السورية المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد. وكانت الرياض قد أعلنت في كانون الأول/ديسمبر تشكيل تحالف عسكري إسلامي ضد "الإرهاب"، كما تقود منذ آذار/مارس تحالفا عربيا ضد المتمردين الحوثيين في اليمن دعما لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. موقف مصر.. ويشير الخبراء الى الرسالة بالغة الأهمية والتى يعكسها حضور الرئيس السيسى فى المرحلة الختامية حيث تؤكد موقف مصر الثابت بجانب السعودية، ودول الخليج في مواجهة أى عدوان عليها قد تفكر فيه إيران، خاصة أن مكان المناورة "حفر الباطن" أقصى شمال شرق السعودية وعلى الحدود الكويتية والعراقية وساحلها مطل على الساحل الإيراني. ويؤكد حضور السيسى عمق العلاقة المصرية السعودية، بعيدًا عن أي محاولات للوقيعة بين البلدين الشقيقين. ويمكن القول إن نتائج تلك المناورة سوف يؤسس الخطوات العملية فى اتجاه بناء القوة العربية المشتركة.