تحت هذا العنوان كتب الاستاذ عادل نور الدين متسائلا هل كان هتلر يتوقع عند غزوه لبولندا أن يؤدي هذا الغزو إلى سلسلة من المصائب والكوارث عمت العالم شرقه وغربه شماله وجنوبه . .؟ إن المصيبة الكبرى التي لا يدركها صناع القرارت في العالم أنهم ينظرون فقط إلى موطأ أقدامهم غير عابئين بالمستقبل وتداعيته الرهيبة وغير مدركين لنظرية تأثير الدومينو المعروفة فإذا صفت قطع الدومينو واقفة أمام بعضها البعض وحركت القطعة الأولى بأصبعك فإن قطع الدومينو سوف تتحرك كلها وراء بعضها نتيجة لحركة القطعة الآولى وتنهار كل القطع وهذا ما حدث بالضبط أثناء الحرب العالمية الثانية فكانت بولندا هي القطعة الأولى والتي أعقبها قطع أخرى كثيرة وعشرات الملايين من القتلى وأضعافهم من الجرحى فهل كان هتلر يتنبأ بكل هذا وتنهار آلته الجبارة هذا الانهيار المخزي فبرغم من مرور أكثر من ستين عاما على هذه الكوارث فإن الدرس لم يستوعب بعد وأصبح من السهل على صناع القرارالأقوياء أن يطيحوا بالقطعة الأولى من الدومينو غير مدركين لما ستؤدي إليه هذه الإطاحة لا أحد يستطيع الآن أن يتنبأ على وجه الدقة بالسيناريو الرهيب القادم الذي سيغير العالم إلى عالم أخر تماما كالذي حدث في أعقاب الحرب العالمية الثانية لم يكن أحد يدرك على وجه الدقة نتائجه الجديد في الأمر الآن أن هناك قوة رهيبة قد ظهرت إلى الوجود وهي الجماعات التي تعمل تحت الأرض وتستطيع أن تؤثر في ميزان قوى الصراع القائم وفي اتجاه حركته وطبيعة صراعاته هذه الجماعات ليس لها مكان محدد فمسرح عملياتها كما أثبت الواقع هو كل شبر من الأرض وتوقيت عملياتها غيرمعروف وحجم خرابها يذهل العقول كما حدث في الحادي عشر من سبتمبرولا أحد يعلم الخطوة القادمة لهذه الجماعات التي ما زالت نشطة تحت الأرض . إذن الصراع الحالي متنوع القوى فإذا تمت الإطاحة بالقطعة الأولى من الدومينو فإن هذه الجماعات ستجد حتما مكانا لها في هذا التسلسل المدمر على أي حال فيبدو أن الإطاحة بالقطعة القادمة من الدومينو آت لا محالة والتسلسل المدمر آت لا محالة . فماذا نفعل نحن العرب ؟ هل نفر من هذا التسلسل أم نحاول أن نقطع خط دماره أم نفعل الأفضل وهو المنع من المنبع ولكن للأسف الشديد لا توجد لدينا أوراق الضغط أو ربما توجد ولا نهتم باستخدامها .