فانوس رمضان أجمل ما يميز الشهر الكريم بما يحمله من بهجة ..فمجرد رؤيته في الاسواق وداخل الخيام ،تدخل علينا مشاعر السرور ونتذكر أيام الطفولة في رمضان والأجواء الروحانية المليئة بالسعادة والخير . ومع مرور الزمن جاء الفانوس الصيني لينافس المصري في السعر والشكل والالوان بما يتمتع به الصيني من ألوان زاهية و أشكال أبطال أفلام الكارتون والاغاني المحببة لدى الاطفال وما يحمله من لمبات ملونة تعمل بالبطارية ليصبح أكثر أمنا من الفانوس المصري ذى المواد الصلبة والذي يعمل بالشمع. الحكومة المصرية أرادت عودة الفانوس المصري لمجده بعد طغيان الصيني عليه بألوانه وأشكاله فقررت حظر استيراد الفانوس الصيني لتبث الروح في الفانوس المصري مرة أخرى وتشجع الصناعة المصرية، فهل تحقق لها ما تريد بهذا القرار أم أن هذه الخطوة تحتاج مزيدا من الوقت لتعيد الفانوس المصري لما كان عليه وهل يتفهم تجار الفوانيس وصناعه المغزي من هذا القرار أم انهم سيبحثون فقط عن المكاسب المادية ؟. قرارالحظر.. متأخر وفى محاولة للإجابة ، قام موقع أخبارمصر بجولة بعدد من الأسواق وورش التصنيع ،حيث التقى أحد تجار بيع الفوانيس المصرية في الغورية أسامة أحمد، فقال إن قرار الحكومة بحظر استيراد الفوانيس الصينية جاء متأخرا حيث ان مستوردي الفوانيس الصينية أتموا صفقات استيرادها منذ شهر رمضان الماضي وكان يجب علي الحكومة ان تصدر هذا القرار منذ رمضان الماضي وبالتالي لم يؤثر هذا القرار علي صناعة الفانوس المصري هذا الموسم إلا في أسعاره ، لان صناع الفوانيس شعروا بأن هذا الموسم سيكون البطل فيه الفانوس المصري لذلك قفز سعره إلي الضعف. خدعة الفانوس الصيني وأكد أحد تجار بيع الفوانيس المصرية مجدي فهمي ان الفانوس الصيني مجرد لعبة ولم تستطع الصين تقليد الفانوس المصري والذي ولد في مصر منذ العهد الفاطمي ويعد من التراث المصري الاسلامي ولكنه رحب بقرار الحكومة بحظر استيراد الفانوس الصيني لانه منذ دخول هذا الغريم أغلقت محال وورش يتم فيها تصنيع الفوانيس المصرية بسبب اقبال المواطنين علي شراء هذا الصيني الجديد. ارتفاع أسعار الخامات وأكد الصنايعى مجدى فهمى ان خامات تصنيع الفوانيس المصرية اسعارها مرتفعة حتي قبل قرار الحكومة بحظر الصيني ونوه الي ان هناك اقبالا علي شراء الفانوس رغم ارتفاع الاسعار ولكنه قال إن هناك فوانيس بأسعار مخفضة تبدأ من 7 جنيهات بخلاف الصينى يبدأ من جنيهين ويوجد أيضا فوانيس باهظة الثمن تبلغ آلاف الجنيهات تناسب الفنادق الكبيرة والفيلات.
المصري مهره غالي ويتفق معه أحد صانعي الفوانيس طارق ابو العدب فى أن أسعار المواد الخام للفوانيس المصرية قد ارتفعت رغم حظر استيراد هذا المنتج الصيني بسبب زيادة الطلب علي الفانوس المصري، مما ادي الي ارتفاع سعر خاماته وتكلفة صناعته ولكنه يري انه رغم ارتفاع الاسعار هناك إقبال علي شرائه. فانوس مصري جديد أما خالد فاروق أحد صانعي الفوانيس المصرية ،فقال انه تم تطوير أشكال الفانوس المصري والمواد المصنوعة منه، فأدخلنا القماش والخيط والخشب الارابيسك في صناعة الفوانيس المصرية كما تمت صناعة الفوانيس من السلك وهو ارخص من الزجاج. ويشير إلي انه هناك فانوس الارابيسك وهو عبارة عن خشب الارابيسك محفور عليه ايات قرانية وعبارة رمضان كريم وهو شغل يدوي وأرخص من الفوانيس الاخري المصنوعة من الزجاج وعليه اقبال شديد من المواطنين، وبداخله لمبة موصلة بسلك كهربائي يمكن ان توضع في كبس الكهرباء و تبدأ أسعاره من 35 الي 50 جنيها ومنه ما يصنع للتعليق في ميدالية بسعر 5 جنيهات. وأضاف أنه تم تطوير الفانوس التقليدي المصنوع من الصاج وتغليفه بالقماش للحماية من لهب الشمع واسعاره اقل من الفانوس الارابيسك وتبدأ من 25 جنيها وأكثر أمنا من ذي قبل. كما أوضح الصنايعى خالد فاروق أن نقابة الحرفيين لا علاقة لها بصناعة الفانوس المصري لانه يعد منتجا موسميا تتم صناعته فقط لشهر رمضان وقليل من يعمل في صناعة الفوانيس. وعن أسعار الفوانيس ،قال فاروق إنها ارتفعت بنسبة 20 % عن العام الماضي نتيجة ارتفاع اسعار الخامات التي يتم تصنيع الفانوس منها فعلي سيبل المثال خام "الازير"كان سعره 240 للكيلو ولكن وصل إلي 300 جنيه للكيلو ،وكذلك "الصفيح" كان سعره 5 جنيهات وصل إلي 10 جنيهات. حيل لإدخال "الصيني" بينما قال أحد بائعي الفانوس الصيني علاء مكاوي إنه رغم حظر المنتج الصيني لكنه متواجد بكميات كبيرة في السوق وأرجع ذلك إلي لجوء التجار لحيل كثيرة منها أنه يمكن استيراد الفانوس الصيني علي أنه لعبة حيث أنه يشبه اللعبة ومكتوب عليه "لعبة أطفال" ويمكن بعد ادخاله إلي مصر أن يتم تبديل الاسطوانة الموجودة بداخله باسطوانة اخري عليها أغاني رمضان ، او يمكن للتجار ان يستوردوا أجزاء الفانوس الصيني ويتم تجميعها داخل مصر وتمني البائع أن تستطيع الأجهزة المعنية الوقوف لهذه الحيل بالمرصاد حتي يفتح تصنيع المنتج المصرى فرص عمل للشباب مرة اخري فهذا أفضل من بيع الفانوس الصيني . وأوضح انه بدأ في بيع الفوانيس الصيني واغلق محل الشمع الذي كان يعمل به لرواج الفانوس الصيني واقبال الناس علي هذا المنتج الذي تعودوا عليه ولانهم يخافون علي اطفالهم الصغار من الشمع ولكن ذلك لا يمنع ان الفوانيس المصرية افضل بكثير لانها تعبر عن جو رمضان الحقيقي.
اختفاء فن الخيامية وعن إحياء فن الخيامية الأصيل ، قال الدكتور أسامة عز الدين حلاوة أستاذ الغزل والنسيج بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان إن فن الخيامية أصبح من الفنون التي اختفت ولم تعد تستخدم بسبب وجود التكنولوجيا الحديثة حيث أصبحت كل الزخارف عن طريق النسيج وماكينات التطريز الحديثة، وتعطي للمنتج شكل أفضل مما كان عليه. وأوضح ان الخامات متوفرة ولكن لا توجد عمالة كافية لأنها بدأت تقل ولم تعد الكلية تدعم ورش الخيامية بمصممين ومنفذين حيث ان الخيامية لم تعد موجودة بعد طغيان التكنولوجيا التي تعطي منتجا أجمل ولكن يمكن ربط فن الخيامية بفن الزخارف علي القماش لتطويره. وأكد أستاذ الغزل بالفنون التطبيقية انه يمكن تطوير الفانوس المصري لأنه أفضل من الصيني عن طريق تطوير التصميم وربطه بالفنون الشعبية المصرية ،فهو الذي يعبر عن تراثنا العريق.