رحلت معمرة مصرية عن عمر تجاوز 106 أعوام, وواراها الثرى تسعة أبناء و164 حفيداً كانوا يلقبونها جدة الجدات و"أم الأسايطة" (نسبة إلى محافظة أسيوط في صعيد مصر). وتمتعت المعمرة الحاجة "تمام كريم العامري" بذاكرة قوية وبصر حاد، وظلت تذكر كل حفيد من أحفادها باسمه حتي الساعات الأخيرة من حياتها وكانت "أم الأسايطة" التي عاشت معظم حياتها في قرية منشأة الخشبة بالصعيد, متيمة بالسفر والترحال؛ وزارت أثينا ومالطة وتونس والسعودية والمغرب وليبيا, ولم تكن تخفي عشقها للشيكولاتة وكانت تطلبها من أحفادها, ولكنهم كانوا يرفضون خوفا على صحتها. ولم تذهب للطبيب منذ ولادتها عام1900 إلا منذ أربع سنوات بعد إصابتها بمرض السكري, وكانت نموذجا للمرأة "الصعيدية" تحتذي به سيدات القرية, وحرصت علي تربية أبنائها وأحفادها والوصول بهم إلى أعلى مراحل التعليم حتي درجة الدكتوراه, التي حصل عليها ما يقرب من20 فردا من عائلتها, وذلك لتعويض ما فاتها من قطار التعليم.