قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الأنباء عن تعذيب صبي سوري عمره 13 عاماً لهي دليل على أن الحكومة السورية لا تهتم على الإطلاق بالإنصات لشعبها. وأكدت كلينتون أيضاً للصحفيين أنه يوماًُ بعد يوم يصبح موقف الحكومة السورية أقل قابلية للإستمرار. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز أمس الأول الإثنين أن فيديو نشر على الإنترنت أظهر صبياً عمره 13 عاماً قد أُعتقل خلال إحتجاج في 29 من أبريل/نيسان وأظهر الفيديو أنه قد تعرض للتعذيب والتشويه وقتل قبل إعادة جثته إلى أسرته. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي عقدته مع وزير خارجية كولومبيا "إني أعتقد أن ما يرمز إليه ذلك في نظر كثير من السوريين هو الإنهيار التام لأي جهد من جانب الحكومة السورية للعمل مع شعبها والإصغاء اليه". وأضافت قولها لا يسعني إلا الأمل ألا يكون هذا الصبي قد مات سدى وأن تكف الحكومة السورية عن الوحشية وتبدأ الإنتقال إلى الديمقراطية الحقة". وصرحت كلينتون بأن "الرئيس الأسد.. لم يأمر بإنهاء العنف في حق شعبه ولم يشارك جدياً في أي نوع من جهود الإصلاح". ومضت تقول "أنه مع مرور كل يوم يصبح موقف الحكومة السورية أقل قابلية للإستمرار ومطالب الشعب السوري من أجل التغيير أشد قوة". وفي وقت سابق أمس الثلاثاء وصفت وزارة الخارجية الأمريكية أنباء تعرض الصبي السوري للتعذيب بأنها مروعة ومفزعة وقالت إنه أحدث إنتهاك لحقوق الإنسان على يد قوات الرئيس بشار الأسد. وأعلن مارك تونر المتحدث باسم الوزارة عن عفو عام أصدره الرئيس السوري بعد الإحتجاجات على حكمه المستمرة منذ 10 أسابيع، وقال إن وعود الأسد بالإصلاح كلها أقوال دون أفعال. وقال تونر "نحن على دراية بتلك القصة وهي مروعة حقاً" ووصفها بأنها "حالة أخرى من إنتهاكات حقوق الإنسان المستمرة التي شاهدناها على يد القوات السورية". وإستدرك بقوله "هذه الحالة بشكل خاص مفزعة ونعتقد أنه ينبغي محاسبة سوريا عليها وعلى غيرها من الإنتهاكات". وعندما سئل عن إعلان التلفزيون السوري أن الأسد أصدر عفواً عاماً يشمل جميع الحركات السياسية بما فيها الإخوان المسلمين ،قال تونر "تحدث الأسد عن الإصلاح لكن لم نر شيئا يذكر فيما يتعلق بالأفعال.. ينبغي أن يتخذ خطوات ملموسة لا شعارات خطابية لمعالجة ما يحدث في بلاده". من جهة أخرى، إجتمع زعماء المعارضة السورية في المنفى أمس الثلاثاء لتوحيد صفوفهم وصوغ خطة من أجل الإصلاح الديمقراطي في سوريا وهو أول تجمع رسمي للنشطاء منذ نشبت إنتفاضة شعبية مناهضة لحكم البعث قبل 10 أسابيع. وعُقد المؤتمر في مدينة أنطاليا التركية الساحلية وضم طائفة واسعة من شخصيات المعارضة السورية الذين طردوا إلى الخارج خلال العقود الثلاثة الماضية من الإسلاميين الذين سحقوا في الثمانينات إلى المسيحيين الذين فروا من الإضطهاد. وهتف عشرات من المشاركين في المؤتمر بشعارات تطالب بالإطاحة بالرئيس بشار الاسد، وقالوا إن الحملة التي تشنها الدولة على الإحتجاجات التي تقول جماعات حقوقية إنها أودت بحياة أكثر من ألف مدني ستعجل بسقوط حكم عائلة الأسد الذي مضى عليه 41 عاماً. وقال ملهم الدروبي عضو مجلس قيادة الإخوان المسلمين السوري "الهدف هو الخروج بخارطة طريق لتحرير سوريا من القمع ومساندة الثورة من أجل الحرية والديمقراطية". وأكد أن المؤتمر لن يشكل مجلساً إنتقالياً على غرار المجلس الذي أنشأه المعارضون الليبيون الذين يقاتلون معمر القذافي وذلك بسبب المخاطر التي ينطوي عليها تسمية المعارضين الذين ينشطون في سوريا وبعثوا بممثلين عنهم إلى الإجتماع. وصرح الدروبي قائلاً "لا أحد هنا في أنطاليا بما في ذلك الإخوان المسلمون يدعي أنه في صدارة الشارع". ونادى المجتمعون "بشار مصيرك لاهاي" وهي إشارة إلى مثوله أمام محكمة العدل الدولية الكائنة في لاهاي. وأعلن جان عنتر ممثل الحركة السريانية في سوريا عن أن الإجتماع الذي يضم 300 مندوب من مختلف الطوائف والأقليات لا يقر زعم الحكومة أن الأسد الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية في سوريا هو وحده الذي يمكنه حماية تنوع البلاد.