اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية أن خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما، موجه الى الشرق الاوسط ودول شمال افريقيا في الأساس، وإن كان يستهدف العالم الخارجي، إلا أن له مغزى داخليا وسياسيا في إطار سعي أوباما لمدة ولاية رئاسية ثانية. وقالت الصحيفة الامريكية في تقرير بثته على موقعها الالكتروني بشبكة الانترنت إن أوباما يسعى من خلال خطابه الى تعزيز الدور الامريكي فيما يحدث من تغيرات كبيرة وغير مسبوقة في الشرق الاوسط, لكنه يحاول في الوقت ذاته إظهار إدارته بالشكل اللائق فيما يتعلق ببذل جهود كبيرة من أجل إحلال السلام في الشرق الاوسط. وأوضحت أن الرئيس الامريكي حاول كثيرا منذ توليه سدة الحكم إحداث توازن بين التقرب الى العالم الاسلامي وفي الوقت ذاته محاربة الإرهاب ودفع عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وأضافت أنه بالرغم من محاولات أوباما وإدارته لبذل المزيد من الجهود للوصول الى اتفاقية سلام, الا ان موقف الادارة الامريكية من الناخبين الامريكيين اصبح صعبا للغاية، وذلك بسبب توقف عملية السلام وبطء التخلص بسرعة من سياسات عصر سلفه جورج بوش الإرهابية والاحداث الثورية الأخيرة بالعالم العربي التي أجبرت إدارته على اتخاذ قرارات تتلائم مع كل حالة بذاتها مما جعلها تبدو أحيانا متضاربة. ورأت نيويورك تايمز أن قرار أوباما بتصفية زعيم تنظيم القاعدة ومؤسسها اسامة بن لادن في باكستان ساعد كثيرا في تحسين صورة الرئيس الامريكي وإدارته، مما يضفي المزيد من الاقناع والزخم لحملته الانتخابية. وأشارت إلى أن الرئيس الامريكي يضع نصب أعينه أصوات الناخبين اليهود بالرغم من قلتهم، إلا أن تصويتهم حاسم، معيدة الى الاذهان فوز أوباما بنحو 80 % من الاصوات اليهودية في انتخابات عام 2008. وأكدت أن هذه الدعم اليهودي يمثل للرئيس الامريكي اهمية كبيرة , حيث كان ينظر له في وقت سابق بعين الريبة من قبل بعض الناخبين اليهود بسبب جهوده مؤخرا في الضغط على اسرائيل لوقف بناء المستوطنات.