أعلنت بريطانيا أن القوات الإيرانية احتجزت 15 من أفراد البحرية الملكية البريطانية التابعة للفرقاطة " إتش . إم . إس كورنويل " ، فى المياه الإقليمية العراقية ، بعد أن غادروا الفرقاطة البريطانية على متن زورقين مطاطين لتفتيش إحدى السُفن التجارية ، مما أثار أزمة دبلوماسية فى وقت يشهد تصاعداً فى التوترات بشأن وضع إيران النووى ، وقالت بريطانيا إن الحادث وقع فى المياه العراقية حيث تقوم بشكل روتينى بالصعود على ظهر السُفن بتصريح من الأممالمتحدة بتفتيشها ، ووقع الحادث بعد يوم من بدء إيران مناورات بحرية على طول ساحلها بما فى ذلك المواقع الشمالية الضيقة بالخليج ، والتى تتحكم فى الوصول إلى احتياطيات النفط الهائلة فى العراق وإيران والكويت . وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية فى بيانها أن الفرقاطة البريطانية كانت تعمل فى إطار تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1723 وتتولى " إتش . أم . إس كورنويل " قيادة الدوريات البريطانية فى الخليج بهدف حماية البنى التحتية النفطية العراقية ، وأن العناصر كانوا قد أنهوا تفتيش سفينة تجارية فى المياه الإقليمية العراقية حين تم تحويل وجهتهم ، مع مركبيهما ، مُحاطين ببوارج حربية إيرانية إلى المياه الإقليمية الإيرانية ، وقال قائد الأسطول البريطانى فى المنطقة - الكومودور نيك لامبرت - فى مقابلة على متن الفرقاطة اتش . إم . إس كورنويل إن فريق الصعود صعد إلى سطح السفينة وتم كله بطريقة ودية وربان السفينة كان راضياً تماماً ورد على كل الأسئلة ، وقام رئيس فريق الصعود بافساح المجال له ليواصل عمله ، وبعد ذلك فقدنا الاتصال مع القارب ولكن كان لدينا بالفعل طائرة هليكوبتر فى المنطقة وفهمت من ذلك أن فريق الصعود عاد إلى زوارقه وعندئذ قبضت عليهم مجموعة من أفراد زورق دورية إيرانية كان داخل المياه الإقليمية العراقية . هذا وقد استدعت وزارة الدفاع البريطانية سفير إيران فى لندن وطالبته بالإفراج فوراً عن البحارة سالمين ، بينما قال صياد عراقى فى البصرة لرويترز إنه شاهد الحادث الذى وقع فى ممر شط العرب الذى يمثل الحدود الجنوبية للعراق مع إيران ، وأضاف الصياد الذى طلب عدم الكشف عن اسمه أنه لم تكن هناك أى علامة على أى عنف ، ويضم أفراد البحرية الملكية البريطانية بحارة ومُشاة بحرية يُشكلون مجموعات للصعود إلى ظهر السُفن لتفتيشها فى إطار مهمة تشارك بها أيضاً قوات أمريكية واسترالية ، ويشبه هذا الحادث آخر وقع فى عام 2004 ، حيث احتجز خلاله ثمانية عسكريين بريطانيين ثلاث ليال لدى الحرس الثورى الإيرانى قبل إطلاق سراحهم دون أن يصيبهم أذى ، واتهم الإيرانيون الجنود فى ذلك الحادث بدخول المياه الإقليمية الإيرانية . وقد ذكرت قناة " الجزيرة " الفضائية اليوم السبت بأن الأنباء الواردة من إيران أفادت بأن الجنود البريطانيين اعترفوا بدخول مياه إيران الإقليمية بطريقة غير شرعية ، دون المزيد من التفاصيل ، بينما نقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية اليوم السبت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد على حسينى قوله أن إيران تدين بشدة دخول القوات البريطانية بشكل غير مشروع مياهها الإقليمية وأنها تحركات مشبوهة ومخالفة للقواعد الدولية وانتهاك لسيادة إيران ، مُضيفاً أنه لا يمكن للندن – فى أى حال من الأحوال التهرب من مسئولياتها – والنفى بأن جنودها كانوا فى المياه الإقليمية الإيرانية لدى اعتقالهم . وقد أفادت وكالة فارس الإيرانية للأنباء اليوم السبت أن 15 من جنود البحرية البريطانيين المحتجزين نقلوا إلى طهران لاستجوابهم عن سبب تصرفهم العدوانى . ومن جانبه أعلن البيت الأبيض أنه يتابع باهتمام الوضع بعد اعتقال الإيرانيين 15 عنصراً من البحرية البريطانية ، مؤكداً أنهم كانوا موجودين فى المياه الإقليمية العراقية . وفى المقابل قالت ألمانيا التى تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى أن الاتحاد الأوروبى سيطالب بإفراج فورى عن15 جندياً بريطانياً من جنود البحرية البريطانية الذين احتجزتهم إيران فى الخليج ، وقال وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير للصحفيين إن برلين تلقت تأكيداً رسمياً بأن الجنود احتجزوا لاتهامهم بانتهاك الحدود ، وأضاف أن الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبى ستصدر بياناً فى وقت لاحق اليوم السبت ، يطالب بالإفراج الفورى عن الجنود . ويأتى هذا فى الوقت المزمع فيه أن يصوت مجلس الأمن على قرار جديد يهدف إلى تشديد العقوبات الذى سبق أن فُرضت على إيران بموجب القرار 1737 الصادر فى 23 من ديسمبر 2006 . ويُذكر أن بريطانيا تُقيم علاقات دبلوماسية مع إيران على العكس من الولاياتالمتحدة ، غير أن لندن تؤيد دعوات واشنطن القوية لفرض عقوبات على إيران إذا لم تتخل عن طموحاتها النووية التى يعتقد الغرب أنها تهدف لصنع أسلحة نووية .