بلا منازع تصدرت نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية مانشيتات صحف القاهرة الصادرة الأثنين وامتلأت الصفحات بآراء وتحليلات حول النتيجة التي جاءت ب"نعم" وماذا بعد "نعم"، و"الأخبار" تحاور وزير المالية حول نظام عادل للأجور الأهرام: بعد "نعم" مصر في انتظار الاختبار الثاني للديمقراطية بعد أن قالت الأغلبية " نعم" للتعديلات الدستورية وبرغم الاجماع علي النزاهة شبه المطلقة.. إلا أن هناك تخوفات أخري خاصة في فترة ما بعد الاستفتاء بعضها يتعلق بتحالف الإخوان وفلول الحزب الوطني.. والبعض الآخر يتعلق بموقف السلفيين.. الذين رفعوا شعار نعم في حين رفعت قوي أخري كثيرة شعار لا.. ولعل السؤال الأبرز الآن.. هل نجح الإخوان وفلول الوطني من جديد أو أن شعب مصر كان يريد الاحتماء بخيار نعم خوفا من الانفلات الأمني وأعمال البلطجة التي تفشت في شوارع ومدن الجمهورية! * لماذا يتخوف البعض الآن من فوز تيار نعم برغم أنها تجربة ديمقراطية وماذا يضير البعض لو أن الصناديق الانتخابية أتت لنا بأي أحد سواء كان اليمين أو اليسار؟ السؤال يجيب عليه د. ابراهيم درويش الفقيه القانوني والدستوري الكبير بجامعة القاهرة الذي ألقي العديد من المحاضرات يطالب المصريين بالتصويت بلا... فيقول" كنت أتوقع فوز خيار نعم، لأن هناك حشدا واضحا من التيارات وأنصار الحزب الوطني وأصحاب المصالح... لكن علي أي حال فإن موافقة الأغلبية بنعم أعادت الدستور الساقط إلي الحياة من جديد، وهذا في تقديري ربما يدخلنا في دوامة أخري، وربما نحتاج إلي ميدان التحرير مرة أخري" ورغم أن هذه كانت وجهة نظر عالم قانوني كبير فإن الدكتور محمد سليم العوا المفكر القانوني والاسلامي يختلف معه مؤكدا أن مصر يجب أن تبني الآن علي رأي الأغلبية التي قالت نعم، وأن يكون اختيار المصريين جميعا هو الخيار الديمقراطي، وأن ننسي جميعا من قال نعم، ومن قال لا... فليس هذا هو المهم الآن... أما التخوف من مجيء اليمين أو اليسار، فهذا لا يجوز فالمفترض أنها قرارات صندوق الانتخاب، وهنا يجب بعد نعم علي القوي والاحزاب ان تجتهد وتبذل كل ما يمكن بذله لكسب مؤيدين لها، والتأثير عليهم في إطار منافسة شريفة لاننا كنا قديما نتهم التزوير بتعطيل مسيرتنا، وهذا الاتهام سقط الآن، ويجب أن يحل محله العمل الجاد والمنافسة الحقيقية، ولنرضي جميعا باختيار الشعب. من جانبه أكد اتحاد شباب ثورة 52 يناير في بيان له نشرته"الأخبار" أن الاستفتاء تم بشكل ديمقراطي ونزيه وإقبال غير عادي من المواطنين لم تشهده مصر من قبل مؤكداً أن النتيجة مهما كانت فهي مقبولة لاقتناع الاتحاد بصندوق الانتخابات والنتائج التي تسفر عنه حتي لو جاءت عكس قراره السياسي. ورصدت غرفة عمليات اتحاد شباب ثورة 52 يناير عددا من التجاوزات التي وقعت خلال اجراءات الاستفتاء علي التعديلات الدستورية أول أمس قام بها اعضاء من جماعة الإخوان المسلمين وبعض افراد الجماعات السلفية وعدد من الأقباط والتيارات السياسية وبقايا الحزب الوطني وخاصة من اعضاء المحليات، حيث قاموا بعدة محاولات لتوجيه المواطنين للإدلاء باصواتهم بالموافقة علي التعديلات والبعض الآخر وجه المواطنين لرفضها وقامت كل فئة بتوزيع منشورات ومواد مطبوعة تحث المواطنين علي التصويت طبقاً لما يتماشي مع أغراضهم كما ارتدي عدد منهم ملابس تحمل كلمات للتوجيه بعضها ب "نعم" والبعض الآخر ب "لا".