كتب الصحفى اليسارى الاسرائيلى " جدعون ليفى Gideon Levy " مقال جديد بصحيفة هارتس ، يؤكد فيه ان إسرائيل تتجه بشدة نحو حرب جديدة ضد الفلسطينيين فى غزة ، و على حد قوله – كما لو أنها نوع من الكوارث الطبيعية التي لا يمكن تجنبها.. ويتوقع " ليفى" ان تندلع الحرب القادمة في فصل الصيف ، وان هناك بالفعل خطة لإجلاء المجتمعات المحلية على طول الحدود مع القطاع . ويقول " ليفى " ان إسرائيل تعرف ان الحرب قادمة ، وسوف تندلع ، كما انها تعرف أيضا لماذا ، و على الرغم من هذا تركض نحو ذلك معصوبة العينين بحماس ، كما لو كانت طقوس دورية، أو كارثة طبيعية لا يمكن تجنبها. . و يرى الصحفى الاسرائيلى ان الحرب قادمة لامحالة بصرف النظر عن نتيجة الانتخابات التشريعية فى مارس المقبل ، ولا يهم من سيكون رئيس الوزراء، ولا يهم من سيكون وزير الدفاع ، فلا فرق بين المرشحين ، طالما تعلق الامر بقطاع غزة . حزب العمال بقيادة "إسحاق هيرتزوج" و"عاموس يدلين " لا يقولون شيئا بالطبع، بينما تتفاخر "تسيبي ليفني" بان لها الفضل فى عدم اعادة افتتاح ميناء غزة.. و بقية الإسرائيليين ليس لديهم اى اهتمام بمصير قطاع غزة ، لكن قريبا سيرون تاثير هذا ، وعمّا قريب سيعلمون بالمأساة التي يعيشها الفلسطينيون فى غزة و لكن بطريقتهم الخاصة والتي لايملكون غيرها، ألا وهي الصواريخ.. الكارثة في غزة مروعة. و لا مكان لها الان في الخطاب الإسرائيلي، وبالتأكيد ليست على قائمة الاهتمامات و لا اجندة الانتخابات ، فالحملة الانتخابية جوفاء اكثر من أي وقت مضى ، و يبدو ان الإسرائيليين قد اخترعوا واقعا موازيا، غير حقيقي، قاسي، وحشي، و ينكر الحقيقة الواقعة، بينما كل هذه الشدائد التى يعيشها اهل غزة تجري على بعد مسافة قصيرة من منازل الاسرائيليين الا انهم لا يهتمون . . فلم يسمع أحد عن هذه الشدائد ؟ و هل هناك من يهتم ؟ ولا أحد يفهم أن هذا سيؤدي إلى الحرب القادمة؟! الطفلة الفلسطينية "سلمي" عاشت 40 يوما فقط، مثل حياة الفراشة ، انها طفلة من بيت حانون في شمال "قطاع غزة"، توفيت الشهر الماضي من انخفاض حرارة الجسد، وبعد أن تجمد جسدها الصغير في الرياح والأمطار التي طغت على الكوخ المصنوع من البلاستيك والخشب و الذى تعيش فيه مع عائلتها، منذ تعرض منزلهم للقصف.. وقالت والدتها انه فى الليلة الأخيرة من حياة طفلتها الرضيع "انها تجمدت مثل الآيس كريم". و كتب " كريس جونيس Chris Gunness"المتحدث باسم "الأونروا" حول ماساة "سلمي" آخرى الأسبوع الماضى في صحيفة " الجارديان"البريطانية ، ونقل عن والدتها ان "ميرفت " ابنتها ولدت ضئيلة الوزن حيث بلغ وزنها 3.1 كجم ، . و شقيقتها ذات الثلاثة سنوات نقلت للمستشفى نتيجه قضمه الصقيع. و يختتم " جدعون ليفى"مقاله بان هناك اكثر من 150 ألف شخص بلا مأوى في قطاع غزة وحوالي 000 10 من اللاجئين في ملاجئ الأونروا التى اصبحت خزائنها خاوية بعد تجاهل العالم تماما التزاماته بالمساهمة بمبلغ 5.4 مليار دولار لإعادة إعمار غزة. حتى الالتزام بالتفاوض بشأن رفع الحصار المفروض على قطاع غزة—وهو السبيل الوحيد لتجنب الحرب القادمة وما سيليها من حروب – ايضا لم يلتفت له احد و لا يتحدث عه احد . ويبدو انها قضايا ليست مثيرة للاهتمام ، و كأن لسان حالهم يقول " لقد كانت هناك حرب، وإسرائيليون وفلسطينيون لقوا مصرعهم ، دعونا ننتقل إلى الحرب القادمة". و فى النهاية سنجد إسرائيل سوف تتظاهر مرة أخرى بالمفاجأة و ستشكو من انها تتعرض للقصف بوابل من الصواريخ مرة أخرى، و ستقوم الحرب بلا سبب من الأسباب.