صرح مسؤول آثار مصري أن متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك سيعيد إلى مصر 19 قطعة أثرية، أخذت من مقبرة الملك توت عنخ آمون، واصفا هذه الخطوة بالتصرف الأخلاقي. وقال زاهي حواس -الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار -الأربعاء- في بيان إن هذه القطع الصغيرة يتراوح ارتفاعها بين سنتيمتر واحد و1.9 سنتيمتر، ومنها نموذج كلب من البرونز وجزء من إسورة على شكل أبو الهول، وكانت ضمن نحو خمسة ألاف قطعة في مقبرة الملك توت حين اكتشفها في نوفمبر عام 1922 هاوارد كارتر (1874-1939) في وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة. وأضاف أن موافقة المتحف الرسمية على إعادة القطع "جاءت بعد دراسة شاملة قام بها إثنان من أمناء المتحف أثبتا فيه تاريخ القطع"، معتبرا ذلك بادرة طيبة من جانب المتحف الذي أبدى تعاونا في السنوات السابقة "نحو استعادة القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطريقة غير قانونية." وتابع أن "هذا التصرف الاخلاقي" من جانب المتحف له سابقة، حيث أعاد عام 2009 قطعة جرانيتية كانت جزءا من مقصورة بمعبد الكرنك، مضيفا أن القطع التي قرر المتحف اعادتها لمصر ستعرض ضمن معرض توت عنخ آمون، المقام حاليا بميدان تايمز بنيويورك والذي يستمر حتى يناير 2011 ، ثم تعود القطع مرة أخرى إلى متحف المتروبوليتان لتعرض لمدة ستة أشهر ضمن مجموعة الآثار المصرية به. وقال حواس إنه في يونيو 2011 "ستعود هذه القطع إلى بلدها الأم مصر، حيث ستعرض ضمن بقية مجموعات الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالقاهرة، ومن ثم يتم نقلها مع بقية مجموعات الملك إلى المتحف المصري الكبير بالجيزة والمزمع افتتاحه عام 2012". وقال توماس كامبل -مدير متحف المتروبوليتان للفنون- في البيان إن الحكومة المصرية عند اكتشاف المقبرة سمحت للمكتشفين بالحصول على جزء من القطع التي خرجت من الحفائر "ولم تعد هناك أية قطع باقية بالمقبرة بعد عشر سنوات متواصلة أمضاها كارتر وفريقه كي يكتشفوا آلاف القطع الفريدة من المقبرة. وبسبب روعة الكنوز التي اكتشفت بالمقبرة اعتقد العديد بأن هناك قطعا بديعة ترجع لعصر الملك توت قد خرجت من مصر ضمن مجموعات مختلفة." وتابع موضحا أنه بعد وفاة كارتر "عثر على بعض القطع الرائعة في حوزته"، وأن متحف المتروبوليتان -حين حصل على بعض تلك القطع- قام متخصصون وأثريون مصريون بفحصها ولم يتم التوصل إلى مصدر أغلبها. والآن تم تحديد 19 قطعة" منها 15 قطعة صغيرة وأربع قطع "فريدة غاية في الروعة من بينها كلب صغير من البرونز لا يزيد ارتفاعه على سنتيمترين وجزء من إسورة على شكل أبو الهول كانت في حوزة إبنة أخت كارتر بعد أن أثبتت في وصيته. وهاتان القطعتان قد لوحظ وجودهما بسجلات المقبرة رغم عدم ظهورهما في أية صور فوتوغرافية للحفائر." وأضاف أن القطعتين الباقيتين جزء من مقبض وقلادة عريضة تضم حبات خرز وعثر عليهما عام 1939 "ضمن محتويات منزل كارتر بالأقصر وتم إهداء جميع محتويات المنزل إلى المتحف". وتابع قائلا أن مناقشات جرت أنذاك، وكان من أطرافها هاري بارتون -مصور متحف المتروبوليتان وأحد مساعدي كارتر وآخر ممثل للمتحف في مصر قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية- وأحد ممثلي المتحف المصري بالقاهرة لبحث مدى إمكانية تسليم تلك القطع لمصر، ولكنها "لم تثمر عن أية نتيجة قبل وفاة بارتون عام 1940" ونقلت القطع إلى نيويورك مع إغلاق مقر بعثة متحف المتروبوليتان بمصر عام 1948 .