مرت أربعة عقود الآن على تطوير الباحث الأمريكي ريتشارد هيك في معمله بمدينة نيوارك الأمريكية طريقة قدر لها أن تجلب إليه الشهرة العالمية حيث منح هيك الأربعاء جائزة نوبل للكيمياء وذلك بعد أن بلغ من العمر 79 عاما. وعندما سأل في مقر إقامته في وطنه الاختياري الجديد, الفلبين, عن شعوره لدى حصوله على أعلى وسام علمي في العالم بعد سنوات طويلة من السبب الذي منح الجائزة من أجله؟ قال هيك كنت أشعر بأن النتائج التي توصلت إليها هامة ولكني لم أكن أستطيع بالطبع التنبؤ بما يمكن أن يصنعه آخرون من وراء هذه النتائج". و خلافا لغيره من الحاصلين على جائزة نوبل فإن هيك لم يعد يجري أبحاثا علمية منذ تقاعده من عمله في جامعة ديلوار عام 1989 حيث قال آنذاك "لا كيمياء بعد اليوم". وبدلا من العمل بأنابيب الاختبار فإن هيك يفضل الآن العمل بالجاروف والبلطة في حديقة منزله التي يحب العمل بها حسب قوله هناك حيث يعيش وسط مدينة كيزون سيتي, القريبة من العاصمة الفلبينية مانيلا حيث لا يعرفه أحد ككيميائي كان ناجحا وكوفئ اليوم بأعلى جائزة للكيمياء في العالم. وعن ذلك يقول هيك "هنا لا يعرف أحد شيئا عن جائزة نوبل التي حصلت عليها". وسأل هيك من اللذان حصلا على الجائزة معي؟ هل هناك أمريكي آخر معي؟، تم إبلاغ هيك في مكالمة هاتفية قصيرة بنبأ تكريمه بالجائزة مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي للفلبين, ولا يعرف شيئا غير ذلك. لا يستطيع هيك تذكر الفائزين الآخرين بنوبل للكيمياء, الياباني أي-شي نيجيش و أكيرا سوزوكي سوى بشكل ضعيف قائلا "نعم قابلتهما ذات مرة". فهل يصبح هيك مستعدا الآن لإلقاء محاضرات بشأن عمله السابق؟ الجواب "آمل أن يكون ذلك في أضيق الحدود.. لا أميل للسفر في رحلات طويلة". انتقل هيك كأستاذ متقاعد من ديلوار إلى فلوريدا ثم قرر الانتقال مع زوجته, الفلبينية, للعيش في جنوب شرق آسيا حيث يعيش حسب قوله حياة هادئة و "مريحة إلى حد ما". ولد الكيميائي هيك في الخامس عشر من أيلول/سبتمبر عام 1931 بمدينة سبرينجفيلد بولاية ماساشوسيتس الأمريكية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس ثم انتقل إلى زيوريخ لإجراء المزيد من الأبحاث ثم عاد من سويسرا بشكل مفاجئ إلى كاليفورنيا ثم وافق على العمل لصالح إحدى الشركات الصناعية في مدينة ويلمينجتون بولاية ديلوار على الساحل الشرقي للولايات المتحدة حيث حقق آنذاك بالفعل نتائج علمية معتبرة جدا. ومع ذلك فلم يكن ريتشارد هيك قد وصل بعد إلى ذروة مجده آنذاك, ذلك المجد الذي جاءه مع انتقاله لجامعة ديلوار حيث اكتشف التفاعل الكيميائي الذي عرف باسمه و وضع حجر الأساس لنوع جديد تماما من التفاعلات المحفزة بالبالاديوم. وهل كانت هناك الكثير من العقبات أمام تحقيق هذه النقلة العلمية؟ يجيب هيك بتواضعه المعروف "لا, لم يكن ذلك أمرا صعبا , كنت أستمتع بهذا العمل".