تلقت جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى المنتمى إليها نبأ إعادة انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة لفترة رئاسية ثانية بارتياح شديد، وهو ما وضح من البيانات الصادرة عن الجماعة أو الرئاسة المصرية. وكانت الجماعة تخشى من أن وصول الجمهوريين إلى البيت الأبيض سيكون مصحوبا بمواقف متشددة تجاه القاهرة فى ما يخص عملية الانتقال إلى الديمقراطية، مقارنة بإدارة أوباما التى ضغطت من أجل -وباركت- وصول رئيس إسلامى إلى السلطة فى أكبر بلد عربى. لكن خبير الشؤون المصرية فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إريك تراجر، يقول فى تصريحات خاصة ل«التحرير» إن تعامل الرئيس باراك أوباما مع مصر فى ولايته الثانية، بعدما تحرر من القلق بشأن إعادة انتخابه، «سيعتمد بشكل كبير على ما يفعله حكام مصر الجدد».
وقال تراجر «إذا أظهر الإخوان المسلمون أنهم قادرون على العمل كلاعب مسؤول فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك العمل على إعادة الاستقرار لسيناء ومواجهة الإرهاب والاستمرار فى علاقات سلام مع إسرائيل، وضمان حقوق متساوية للنساء والأقليات فى الداخل، ستكون الإدارة سعيدة للعمل معهم».
ورغم الجدل الكبير الثائر حول الدستور الجديد الذى تتولى كتابته لجنة يسيطر عليها الإسلاميون، من جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفى، خصوصًا بالنسبة إلى المواد الخاصة بوضع المرأة، ودور الإسلام، فإن إدارة أوباما تجاوبت مع ذلك بتصريحات فضفاضة، بل كانت تشيد بعملية كتابة الدستور رغم الانقسام الشديد حولها فى مصر.
غير أن الإدارة ربما تجد نفسها مجبرة لاتخاذ مواقف أكثر تشددا مع الجماعة، فى وقت ما زال الجمهوريون يسيطرون فيه على مجلس النواب، وتراجر يقول ل«لتحرير» إنه «إذا استمر الإخوان المسلمون فى نهجهم الحالى مثل تبنى الاعتداءات على السفارة الأمريكية، والدعوة للجهاد من أجل القدس وعدم القيام بعمل كافٍ فى سيناء، ورفض ذكر حتى كلمة (إسرائيل) وفعل القليل لمواجهة الاعتداءات على النساء والمسيحيين، فستواجه الجماعة صعوبة فى تأمين المساعدات التى تحتاجها بشدة لدعم الاقتصاد المصرى المتدهور».
وختم بالقول «الكرة، مثلما نقول فى أمريكا، فى ملعب مصر».