«مصر مش عزبة.. مصر لكل المصريين».. هذا هو اسم مليونية الجمعة القادمة التى دعت إليها القوى المدنية من الأحزاب والتيارات السياسية والحركات الثورية المختلفة. تظاهرات «مصر مش عزبة» تحمل نفس مطالب جمعة 12 أكتوبر الماضى، بالإضافة إلى مطلب رئيسى جديد، هو محاسبة جماعة الإخوان المسلمين على الأحداث الدامية التى وقعت فى ميدان التحرير. القوى المدنية ستتظاهر فى الشوارع والميادين، للمطالبة بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية الحالية، ورفض الدستور الجديد الذى يسيطر عليه تيار بعينه، والمطالبة بالعدالة الاجتماعية وتطبيق الحدّين الأدنى والأقصى للأجور، بالإضافة إلى المطلب الأساسى الذى يتفق عليه الجميع، وهو حق الشهداء والمصابين، عن طريق إعادة فتح التحقيقات فى كل الأحداث الدموية منذ اندلاع الثورة مرورًا بموقعة الجمل وأحداث مسرح البالون ومجلس الوزراء وماسبيرو وبورسعيد ومحمد محمود.
القوى المدنية تستعد على قدم وساق للتنسيق والدعوة إلى مليونية الجمعة القادمة، فعقب انتهاء اشتباكات الجمعة الماضية لم تتوقف الاجتماعات بين القوى السياسية المختلفة، بالإضافة إلى تقديم سيل من البلاغات أمام النائب العام ضد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم الدكتور محمد بديع مرشد الجماعة، والدكتور عصام العريان المنافس على مقعد رئيس حزب الحرية والعدالة، بالإضافة إلى تحميل مسؤولية الأحداث الدامية للرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين. وقد أعلنت القوى السياسية النزول إلى الميدان للتعبير عن آرائهم بصورة سلمية، بصفتهم يمثلون المعارضة للرئيس والحزب الحاكم.
ويأتى آخر هذه الاستعدادات والتنسيقات لوضع اللمسات النهائية وخريطة المظاهرات وإصدار البيان المشترك، اجتماع تعقده الأحزاب المشاركة اليوم الثلاثاء، حسبما جاء على لسان الإعلامى حسين عبد الغنى عضو التيار الشعبى، وذلك استكمال لما تم مناقشته فى الاجتماع الأخير بالجمعية الوطنية للتغيير، والبيان المشترك الصادر عن حزبَى الدستور والتيار الشعبى، بالدعوة إلى المليونية القادمة وتأكيد مطالبها.
الأحزاب والقوى السياسية والحركات الثورية المشاركة فى المليونية القادمة تتجاوز ال20 حزبًا وحركة، أبرزها حزب الدستور والتيار الشعبى والمصرى الديمقراطى والمصريين الأحرار والوفد وحركة شباب 6 أبريل وكفاية والجمعية الوطنية للتغيير والجبهة الحرة للتغيير السلمى، بالإضافة إلى الاشتراكيين الثوريين وحزب التحالف الشعبى وعدد آخر من الأحزاب والحركات السياسية.
أحمد طه النقر المتحدث الإعلامى باسم الجمعية الوطنية للتغيير، قال إن الدعوة لمظاهرات الجمعة القادمة تحمل مطالب رفض جريمة الإخوان ضد الثوار، والأحداث الدامية التى شهدها الميدان فى الجمعة الماضية، بالإضافة إلى المطالبة بأن تكون الجمعية التأسيسية للدستور ممثلة لكل المصريين وليس لأعضاء الجماعة وأصدقائهم فقط، وكذلك المطالبة بحق الشهيد وتطبيق العدالة الاجتماعية.
النقر أضاف فى تصريحات ل«التحرير» أن القوى الوطنية تبحث عقد مؤتمر صحفى موسع يشارك فيه كل التيارات والأحزاب والحركات المدنية، وذلك بميدان التحرير على ملء السمع والبصر لتوثيق تعدى أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على المتظاهرين، مضيفًا أن التنسيقات جارية الآن بين الجميع لوضع الخريطة النهائية للمظاهرات فى كل المحافظات. المتحدث باسم «الوطنية للتغيير»، أضاف أنه إذا قررت جماعة الإخوان المسلمين النزول مرة أخرى إلى ميدان التحرير، بالتزامن مع دعوتنا الجمعة القادمة، كما يتردد بأنهم ينظمون مليونية لرفض بقاء النائب العام، فإن هذا يعتبر جريمة أخرى مع سبق الإصرار والترصد، والرئيس محمد مرسى هو المسؤول عن بقاء جماعة غير شرعية وغير قانونية تفعل فى مصر ما تشاء.