عامان مرّا على كتابة القصة التى تتناول حدثًا مأساويًّا هزَّ مصر كلها، إنه حريق قطار الصعيد، السينارست أحمد عبد الله صاغ تفاصيل حكاية الإهمال والفقر والقهر فى قصة مدتها «ساعة ونص» فقط، وكانت عنوانًا للفيلم الذى كُتب قبل الثورة، ورفض مؤلفه تغيير حرف فى مسار أحداثه، لأنه يرى من وجهة نظره أن لا شيئًا تغيّر، يوضح عبد الله «بخلاف عمله كمؤلف سينمائى كتب بعض الأغنيات لعدد من النجوم» رأيه «أعتقد أن فيلم (ساعة ونص) لو تم تأجيل عرضه عامًا آخر سيحقق نجاحًا ويتقبله الجمهور، فمصر مش هتبقى أوروبا فى يوم، ولا القطارات هتبقى هايلة فى يوم، ولا الناس أخلاقها هتتغير بسرعة، الوضع فى مصر قدّامه سنين وسنين، لذلك فأنا أرى أن الفيلم سيظل يعبر عن حال المواطن المصرى لسنوات طويلة قادمة، فهو عمل لا أخشى عليه من أن يحمض، لأنه يتعلق بهم، كمواطنين وأزمات ومشكلات أرى أنها لم تحل بعد الثورة، وبالتالى لم أغيّر حرفًا فى السيناريو». قبل خمسة أعوام كان وجود اسم أحمد عبد الله كمؤلف على أفيش أى عمل فنى، يعنى الكوميديا، لكن جاء عام 2008 وحمل تغييرًا لمسار الرجل، فقدم «كباريه» و«الفرح» ومسلسل «الحارة»، وجميعها أعمال جادة تميل إلى الميلودراما، لكنه فى «ساعة ونص» اختار مخرجًا التصق اسمه أيضًا بأعمال الكوميديا، رغم أننا أمام فيلم واقعى ومأساوى، وقصته تبعث على البكاء، وأحمد عبد الله من جهته لم يعتبر اختياره المخرج وائل إحسان مغامرة، ويواصل «لم أخش من إسناد الفيلم إلى المخرج وائل إحسان، فهو مخرج جيد له أسلوبه الذى يتميز به، وهو بالطبع لم يجرِ أى تعديلات على السيناريو، ومع احترامى له ولكل مخرج أعمل معه، لا أحد يقدر أن يعدّل فى سيناريو قمت بكتابته، فهذا عملى وهو له عمله».
الفيلم الذى يحقق قصص الأبطال ويجعل المشاهد يعيش معهم تفاصيل معاناتهم، اختار منتجه أحمد السبكى، أن يعرضه مباشرة بعد موسم عيد الفطر الذى تضمن أربعة أفلام وقبلها كان المشاهد يتعرض يوميًّا لشحنة درامية هائلة من خلال دراما رمضان، وهو الأمر الذى اعتبره أحمد عبد الله «خطأ»، لكن شركة التوزيع هى التى تتحكم فى توقيت عرض الفيلم، يضيف «كنت أخشى أن لا يكون لدى الجمهور رغبة فى تلقى دراما الفيلم واستيعاب الشخصيات المشحونة، لكن الحمد لله الإيرادات فى الأيام الأولى كانت لصالحانا، ففى اليوم الأول له حققنا 250 ألف جنيه، ووصلت إيرادات اليوم الثانى إلى 500 ألف جنيه، وهذا يعنى أننا نسير بشكل جيد». رفض أحمد عبد الله تمامًا الاتهامات التى تم توجيهها إلى صناع الفيلم بأنهم جعلوا صورة سمية الخشاب تتصدر الأفيش من أجل الجانب التجارى فقط، رغم أن دورها لم يكن رئيسيًّا، وتابع «فيلم (ساعة ونص) بحاجة إلى كل من عمل به، ولم نقم باستغلال أى ممثل، حتى مشهدها بالسرير حينما كانت تخون زوجها لم نستغله بشكل دعائى، ولم نتاجر به، وكانت ملابسها به محتشمة».