سكوبي: نتطلع لرؤية انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في مصر.. والتغيير الديمقراطي ينبع من الداخل مارجريت سكوبي اعتبرت السفيرة الأمريكية في القاهرة «مارجريت سكوبي» أن بلادها لم تتخل عن دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر، مؤكدة أن واشنطن تتطلع لرؤية انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في مصر، مشيرة إلي أن اهتمام المصريين بقضايا الديمقراطية هو ما ينبغي أن يسبق اهتمام الولاياتالمتحدة بها. وقالت إن الولاياتالمتحدة تنتهج سياسة قوية في دعم الديمقراطية في الشرق الأوسط، نافية ما يتردد عن عدم وجود سياسة لبلادها لنشر الديمقراطية في المنطقة. وقالت سكوبي، في حوار أجرته معها «الدستور» خلال زيارتها محافظة أسيوط، إن اقتراح الحكومة المصرية بتحويل المعونة الأمريكية إلي صندوق وقف «اقتراح يستحق البحث»، وإن المحادثات مع الحكومة المصرية بشأنه «ما زالت جارية، ولم يتم توقيع اتفاق بشأنها مع الحكومة المصرية». وعربيًا أشادت سكوبي بتعيين سفير أمريكي جديد في دمشق، متمنية انخراط سوريا وإسرائيل في مفاوضات تتوصل إلي سلام. وإلي نص الحوار: إلي أين وصلت مناقشاتكم مع الحكومة المصرية حول تحويل المعونة الأمريكية إلي صندوق وقف؟ - في العام 2010 أقر الكونجرس الأمريكي 250 مليون دولار كمعونة اقتصادية لمصر وطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنفس القدر للعام 2011، وقد اتفقنا مع الحكومة المصرية بشكل عام علي أننا نريد الاستثمار في التنمية البشرية؛ نريد الاستثمار في التعليم والتدريب والنشاطات الأخري لبناء القدرة البشرية في مصر. ونعتقد أن هناك العديد من الجوانب الإيجابية في هذه القضية. وإحدي الأفكار التي تم طرحها هي خلق صندوق وقف، ونعتقد أنها فكرة تستحق البحث لكننا حتي الآن لم نصل إلي اتفاقية محددة مع الحكومة المصرية بشأن شكل وحجم هذا الصندوق. بعض المراقبين يرون أن إدارة أوباما لم تشكل بعد سياستها لتعزيز وضع الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط ومصر، فما ردكم؟ - من يقولون هذا لم يسمعوا أو يقرأوا، فالرئيس أوباما حتي في زيارته القاهرة، قالها واضحة إن الولاياتالمتحدة تولي أهمية كبيرة للقيم التي تنتمي إلي كل شعوب العالم، بإبداء آرائهم بحرية، والمشاركة في الحكم، وأداء عباداتهم بحرية. كما أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تكلمت بكل قوة في ديسمبر عن سياسة إدارة أوباما، وقالت إن الولاياتالمتحدة تبدأ من المبادئ العالمية.. لدينا احترام عظيم وهائل للقيم العالمية والقيم التي تنبع من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي سيتم تطبيقها في السياسة الخارجية وستكون جزءا من سياستنا في التواصل مع العالم. ونحن مقتنعون بأن البرامج والسياسات التي نشارك فيها ونقوم بها حول العالم تعكس وجهة النظر هذه. وطالما قالت الوزيرة كلينتون إن الولاياتالمتحدة ستلزم نفسها بهذه المعايير، وسننخرط في حوار مبنٍ علي الاحترام في كل أنحاء العالم حول هذه المعايير. لكننا أيضًا نعتقد أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها فرض رؤيتها حول ما هو ديمقراطي وما هو حقوق إنسان، لا يمكننا فرض أشياء علي الدول ونعتقد أن التغيير الديمقراطي بالذات ينبغي أن يحدث من الداخل. والولاياتالمتحدة تدعم إجراء انتخابات نزيهة وشفافة ومشاركة سياسية واسعة. معذرة للمقاطعة سيادة السفيرة لكنك قلت أمام الكونجرس عقب ترشيحك سفيرة أمريكية في القاهرة إنك ستعملين علي نشر الديمقراطية في مصر. - نعم. ماذا كنت تعنين بهذا؟ - ما قلته في الماضي، وما هو مستمر كسياسة لحكومة الولاياتالمتحدة، هو أن الولاياتالمتحدة تشجع المشاركة السياسية الواسعة. فالديمقراطية ليست فكرة ضيقة؛ إنها محيط واسع من الأشياء، إنها: انتخابات حرة وعادلة وشفافة، إنها حرية التعبير، إنها احترام سيادة القانون، إنها القدرة علي ممارسة العبادة بحرية، إنها محيط ضخم من الحريات التي يتوقع الناس الحصول عليها. الولاياتالمتحدة تنخرط في حوار مبن علي الاحترام مع الحكومة المصرية ولكنه ليس حوارًا في العلن، والولاياتالمتحدة مستمرة في دعم المنظمات غير الحكومية التي تعمل علي توسيع النشاطات في هذه المجالات. ففي الماضي- وما زلنا- ندعم الجماعات المصرية التي تحاول نشر ثقافة حقوق الإنسان في مصر والتي تحاول منع الاتجار في الأطفال، وربما نحاول تدريب مراقبين للانتخابات. هل يمكن أن نلخص ما قلتيه كالتالي «سكوبي: لم نتخل عن نشر الديمقراطية في مصر»؟ - يمكنك بشكل ما، لكن أفضل أن تستخدم ما قلته أنا. كيف ترين الحراك في الساحة السياسية أخيرًا، بعد عودة الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلي مصر؟ - الولاياتالمتحدة ليس لها مرشح في هذا السباق الرئاسي، ولا تدعم أي حزب سياسي أو مرشح سياسي، فالولاياتالمتحدة وكما قلت سابقا تأمل في رؤية انتخابات حرة ونزيهة ومشاركة سياسية واسعة من الناخبين والمرشحين، وهو شيء مهم أن يراه الأجنبي المقيم في القاهرة، لكن النقطة الأكثر أهمية هي ليس ما نهتم به نحن ولكن الأكثر أهمية هو ما يهتم به المصريون. هل هذه هي الرؤية ذاتها إذا ما تحدثت عن الوضع كمراقب؟ - أنا سفيرة أجنبية، ليس لي حق التصويت، والولاياتالمتحدة ليس لها موقف من أي مرشح أو حزب سياسي. ونتخذ موقف تشجيع قويًا من النشاطات حينما يعبر الشعب عن آرائه بحرية. هل تعتقدين أن سفيركم الجديد في سوريا روبرت فورد قادر علي القيام بما لم تستطع سكوبي القيام به، وكنت سفيرة واشنطن لدي دمشق قبل انقطاع التمثيل الدبلوماسي في سوريا منذ عام 2005؟ - (ضاحكة) أتمني ذلك، أقول بأمانة إنني أتمني له كل النجاح والحظ. فسوريا بلد مهم، وأتمني كثيرًا أن تتمكن سوريا وإسرائيل من الانخراط في مفاوضات سلام مستمرة تحقق السلام. ولدينا الكثير من القضايا علي أجندتنا مع سوريا بالإضافة إلي السلام مع إسرائيل. هناك قضايا جدية علي الأجندة مع سوريا. فالرئيس أوباما قال نحن نرغب في الانخراط في حوار، واعتقد أن هذا هو الشيء الصواب لفعله هو أن يكون لنا سفير في دمشق، لذا فأتمني له كل النجاح.