فى أول مواجهة حقيقية مع الناس فى أزمة انقطاع التيار الكهربائى بدا هشام قنديل كرئيس حكومة عاجز.. وعشوائى.. ولا يختلف كثيرًا عما سبقوه فى حكومات مبارك قبل الثورة. بل إنه أقل كفاءة منهم جميعًا.. وعلى الرغم من أن هشام قنديل مهندس وله فى الرى.. وأن هناك علاقة بين الرى والكهرباء، فإنه ليس لديه أى شىء عن الكهرباء. إنه يستخدم نفس المفردات التى كان يستخدمها وزراء مبارك قبل الثورة من اتهامات للناس بأنهم وراء الأزمة، وذلك فى طريقة استخدامهم الكهرباء والتكييف بشكل «مغالط». بل وصل به الأمر إلى التهديد فى استمرار الأزمة.. من أن يقوم المواطنون بترشيد استهلاك الكهرباء اختياريًّا هذا العام، فإنه سيكون إجباريًّا فى العام القادم. ولم يقدم رؤيته لحل هذه المشكلة.. ولم يشرح دور الحكومة فى التقصير فى ترشيد الكهرباء. فعلى الرغم من دعوته للترشيد فى استخدام الكهرباء فى الإضاءة فى المنازل أو استخدام المكيّفات، فإنه لم يحدّثنا عن حالة السفه على يد موظفى الحكومة للدرجة التى تجد فيها أعمدة الإنارة فى الشوارع مضاءة طوال النهار «رأيت ذلك بأم عينى على كوبرى فيصل».. واستخدام التكييفات فى مكاتب المصالح الحكومية.. أم أنه حلال على موظفى حكومة قنديل وحرام على المواطنين فى بيوتهم. ومع هذا يا سيدى فإن كهرباء التكييفات لا تتعدى 10٪ من استهلاك الكهرباء.. فالسيد رئيس الوزراء لم يقدم حلولًا لمشكلة انقطاع التيار الكهربائى عن الناس فى البيوت والشوارع وفى المصالح الحيوية كالمستشفيات.. وإنما اتهم المواطنين بأنهم وباستهلاكهم وراء مشكلات الانقطاع اليومى للكهرباء.. وبدأ تأثيره ينتقل إلى المصالح الحيوية التى أثبتت تقصيرهم فى وجود بديل.. كما جرى فى مترو الأنفاق وتعطيله نتيجة انقطاع الكهرباء، أو كما جرى فى البنوك والبورصة وتعطيل مصالح المواطنين لساعات بعد انقطاع التيار الكهربائى .. ولم يكن لديهم بديل. ولعل رئيس الوزراء فى مؤتمره الصحفى بعد اليوم الطويل لانقطاع التيار الكهربائى عن القاهرة (بالطبع يحدث انقطاع فى الكهرباء لساعات طوال فى محافظات مصر وبشكل يومى وما زالت الناس تتحمل)، مساء الجمعة، كشف عن جهله بالناس وبالواقع المصرى والحياة بشكل عام، رغم أنه ينتمى إلى طبقة متوسطة وليس من الأغنياء الذين يملكون شققا وفيلات تتكون من 7 غرف، بكل غرفة تكييف أو اثنين. هكذا تحدث هشام قنديل، طالبًا من المواطنين التجمع فى غرفة واحدة بدلًا من الغرف السبع، وكأنه لا يعرف أن نسبة كبيرة من المواطنين والأسر تعيش فى غرفة واحدة.. وهناك مأساة اجتماعية فى الأحياء العشوائية.. وهى كثيرة الآن. وأن ما يقصده رئيس الحكومة فئة قليلة تعيش فى «الكمبوندات» وربما لا تحتاج إلى كهرباء قنديل.. فلديها إمكانياتها.. وتستطيع أن تستغنى عن كهربائه. لكن السيد رئيس الوزراء جاهل بذلك.. ويخاطب بشكل خاطئ. أى نعم هناك مشكلة فى الكهرباء.. لكن لا يمكن أبدًا أن يستمر انقطاع الكهرباء بهذا الشكل.. ولا يمكن أن يخرج علينا رئيس وزراء قادم بعد ثورة ويمثل رئيس جمهورية منتخب يدّعى أنه ثورى وجاء لتنفيذ مطالب الثورة ليتحدث عن مشكلة كبيرة بهذا الشكل وبطريقة أسوأ مما كان يتعامل به وزراء ما قبل الثورة. فالرجل حتى الآن ليس لديه حل.. وليس لديه خيال.. اللهم إلا إذا كانت الناس ترتدى الملابس القطنية وتجتمع فى غرفة واحدة.. وليست لديه رؤية مستقبلية.. اللهم إلا إذا كان على الناس تحمّل انقطاع التيار الكهربائى إجباريًّا فى العام القادم. وليس لديه حل إلا فى المواطنين الذين عليهم أن يحلّوا مشكلاتهم فى الكهرباء.. والمياه.. والمرور.. والنظافة، بعيدًا عنه.. وعن حكومته.. ولا يريد وجع دماغ! فالرجل هشام قنديل يثبت كل يوم أنه رجل على «قدّه» وأنه رئيس حكومة مصر بعد الثورة وفى مرحلة انتقالية هامة كبيرة عليه.. وأنه عديم الكفاءة بل واللياقة أيضًا. فقد ضلّمها الرجل.. ومن بدرى جدًا! هذا هو النموذج الذى يقدمه الرئيس محمد مرسى وجماعته. وليثبتوا أن تكويشهم على السلطة سيؤدى إلى أن تذهب البلد فى داهية. ولن تنفعهم هنا مؤامرات ممدوح الولى فى السيطرة على الإعلام واستعادة سياسات الحزب الوطنى الفاسد بأفكاره وبرجاله فى الصحف الحكومية. ولم يضبط يوما أنه كان ثوريًّا.. فقد كان متحالفًا دائمًا مع أرباب الفساد.. واسألوا إبراهيم نافع.