لم تكن كلمة ( للثورة أعين تراقب وضمائر تحاسب ) التى أضعها فى نهاية مقالاتى مجرد كلمة براقة أو شعار رنان تطنب به الآذان وتقر به الأعين بل إن كل حرف فى هذه الكلمة أعنيه تماماً ومتمسك به إلى أقصى حد و على هذا وبعد بدء المائة يوم التى وعد فيها الرئيس محمد مرسى تنفيذ بعض الخطوات الأساسية التى من شأنها أن تطمئن النفوس وتهدئ القلوب على مستقبل الوطن بأن إنتخابهم للرئيس كان فى محله وتنفيذاً للعهد الذى قطعته على نفسى بأن أدعم الرئيس إذا أحسن وأنبه إلى الخطأ إذا وقع وهو نفس العهد الذى قطعه على نفسه الدكتور محمد مرسى حينما قال متأسياً بالإمام أبى بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه حينما قال ( قومونى إذا وجدتم بى إعوجاجاً ) ومن منطلق هذا المبدأ يتوجب علي أن أشير إلى التصرفات والتى إذا تركت بدون التنويه عنها ستزيد الأمور سوءاً وتعقيداً فى وقت نحن فيه فى أشد الحاجة للبعد عن السوء والتعقيد . قبل أن أذكر تلك الأمور أود أن أسئل الرئيس سؤالاً وهو يعد أول تلك الأمور التى لزم التنويه عنها :
هل سيكون تعاملك معنا مثلما كان يتعامل المخلوع مع كل من يناشده ويطالبه بأن يستمع إلي أبناء شعبه ورعيته فكان لا يلقى لنا بالاً بما نقول وكأننا لا نستحق كرم رده علينا ؟
- لقد ناشدنا الرئيس محمد مرسى بأن يحل نفسه من بيعته للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين لإنه بإنتخابه رئيساً للجمهورية قد أصبح رئيساً لكل المصريين بلا أى إستثناء ومن المفترض أنه لم يعد ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين بأى حال من الأحوال فإذا بالدكتور مرسى لا يتخذ هذه الخطوة حتى الآن بل إنه حتى لم يعلق ولو بكلمة واحدة على هذا الموضوع !!!
فماذا ينتظر الرئيس لكى يحل نفسه من هذه البيعة التى حلها منها المرشد العام نفسه ؟؟؟؟
سؤال أتمنى أن يرد عليه الدكتور مرسى عملياً .
- قرأنا منذ يومين أن إبن الدكتور مرسى قام بتوديع راشد الغنوشى وتسليمه قلادة نيابة عن والده وهو ما تم نفيه فيما بعد والسؤال هنا لماذا لم يعلن الدكتور مرسى بنفسه نفى هذا الخبر إن كان هذا الخبر مجرد إشاعة وحتى لو كان هذا الأمر إشاعة فهو يحمل بين طياته الكثير من التساؤلات فكما يقول المثل ( لا يوجد دخان بلا نار ) وإن كان هذا الخبر صحيحاً فما صفة إبن الرئيس حتى يقوم بتوديع الغنوشى وتسليمه قلادة نيابة عن والده بالرغم من وجود ممثلين رسميين وذوى صفة قانونية ورسمية يستطيعوا القيام بهذه المهمة نيابة عن الرئيس أم أن مشروع التوريث قد بدأ مبكراً !!!؟؟؟
- تم الإعلان مؤخراً أن نسبة حزب الحرية والعدالة الجناح السياسى لجماعة الإخوان المسلمين فى تشكيل الحكومة لن تزيد عن 50 % !!! فهل تعد هذه الحكومة بتلك النسبة حكومة إئتلافية أم حكومة إخوانية فأين العدالة فى هذا التشكيل فهل من العدالة أن يتسحوذ حزب بمفرده على نصف حقائب الحكومة هذا إذا لم يحصل حزب الحرية والعدالة على أكثر من ذلك وبقية الأحزاب والقوى السياسية والثورية على نصف الحقائب فقط أين وعدك الذى وعدته يا دكتور مرسى بأن الحكومة القادمة هى حكومة إئتلافية ؟
- جماعة الإخوان المسلمين باتت تتعامل مع القوى السياسية وكأنها هى الآمر الناهى فى كل شيئ وتلك هى عادتها حين تقوى تستأسد على من دونها فالجماعة تريد أن تسيطر على كل مفاصل الدولة حتى ولو بالقوة وتصريح دكتور سعد الكتاتنى أبلغ دليل على ذلك حينما صرح بأن مجلس الشعب سيعود كما كان وكأن القضاء لا قيمة له وكأنه يعمل تحت إمرتهم .
- رأينا شباب جماعة الإخوان يقومون بأعمال النظافة فى مختلف الشوارع والميادين وهو بالطبع عمل يشكروا عليه ولكن فى واقع الأمر هذا ليس عملهم ولا إختصاصهم وإن كان هذا العمل لوجه الله ومن أجل صالح الدولة والمواطن فليكن عملاً لا يحمل شعار جماعة الإخوان والسؤال المهم الآن أين أجهزة الدولة المسئولة عن هذا العمل أم أن أجهزة الدولة ستخضع أيضاً لسلطان الجماعة !! ؟؟
- أين وعد الدكتور مرسى الذى قطعه على نفسه بالنظر فى شان اللجنة التأسيسية للدستور والتى ينتمى أغلبها لحزب الحرية والعدالة .
- حينما ذهب الدكتور مرسى إلى المحكمة الدستورية العليا لقسم اليمين الدستورية قام الأمن المرافق له بإغلاق الطريق لمدة نصف ساعة على الأقل دون مراعاة لمصالح الناس مثلما كان يفعل المخلوع حينما كان يذهب إلى أى مكان وهو ما سبب الضيق لكل من أوجده حظه العاثر فى طريق موكب الرئيس فبعدما وقف الرئيس فى الميدان فاتحاً صدره قائلاً أنه لا يخشى إلا الله وأنه يحتمى به سبحانه ومن بعده بالمواطنين نجده محاطاً بموكب وإجراءات أمنية طالما ضاق الناس بها ذرعاً .
- تتم الآن أعمال رصف وصيانة وتجميل للحى الذى يقع فيه منزل الرئيس هذا فى الوقت الذى لا يجد فيه الكثير من المصريين أبسط متطلبات العيش ( مياه – كهرباء سكن .... إلخ ) التى تعينهم على أمور حياتهم .
هذه الأمور التى حدثت والتى إذا لم يتخذ فيها الرئيس إجراءات واضحة قاطعة ستجعل الشك الذى يجول فى صدور وقلوب المصريين من أن ولاء الرئيس لجماعة الإخوان المسلمين فوق ولائه للوطن حقيقة مؤكدة لا تقبل الشك أو التأويل .
يا دكتور مرسى ضع ما حدث مع المخلوع دائماً نصب عينيك حتى تستطيع إكمال مهمتك على خير وجه وفقك الله إلى ما فيه الخير لمصر والمصريين . لقد أكد الدكتور مرسى أنه يقتدى بالإمام عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه ذلك الإمام الذى كان يرتدى ثوباً يمتلئ بالرقع ويعيش فى منزل لا يرضى حتى الفقير المسكين أن يعيش فيه .
نعم هذا هو عمر بن الخطاب الذى كان لا يأكل إلا العيش والزيت فى الوقت الذى ترهف فيه رعيته برغد العيش .
يا دكتور مرسى ضع دائماً أمام عينيك المقولة التى قالها مندوب قيصر روما للإمام عمر بن الخطاب :
( حكمت فعدلت فآمنت فنمت قرير العين يا عمر ) فهل يمكن أن تقال هذه الكلمة لأحد بعد ذلك الإمام العادل ؟؟؟ سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة . ( للثورة أعين تراقب وضمائر تحاسب )