«الخيار الصعب»، هكذا وصفت صحيفة «التليجراف» البريطانية ما أسفرت عنه نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مصر، التى تقدم فيها مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى، وآخر رئيس وزراء لنظام مبارك أحمد شفيق. «التليجراف» قالت «إن تلك النتائج عمقت من حالة الاستقطاب التى يعيش فيها المجتمع المصري، ووضعته أمام اختيار صعب، فإما منح السطوة والسيطرة لتيار الإسلام السياسي ومرشحه، وإما عودة النظام القديم بكل ممارساته في حالة انتخاب شفيق».
وتقول الصحيفة إن تلك النتائج تركت النشطاء الليبراليين الذين فجروا ثورة 25 يناير وأسقطوا حكم مبارك يتساءلون في حيرة عما أصاب ثورتهم.
وعن سبب حصول شفيق على تلك النسبة العالية من التصويت تقول «التليجراف» لإنه ظل دوما بالنسبة إلى عدد كبير من المصريين مرشح «عودة الاستقرار إلى البلاد»، خصوصا لمن عانوا من تزايد معدلات الجريمة، بالإضافة إلى أنه استفاد كثيرا من خوف الأقباط من صعود تيار الإسلام السياسى في مصر.
وفي تقرير آخر ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن إسرائيل تتابع بحذر وقلق ما ستسفر عنه الانتخابات ونتائجها على مستقبل العلاقات المصرية – الإسرائيلية، لكنها آثرت فى الوقت نفسه الصمت الحذر وعدم التعليق، خشية من أن يؤدى أى تدخل إسرائيلى فى هذا الأمر إلى نتائج عكسية.
«نيويورك تايمز»، قالت إنه رغم أن شفيق ومرسي أكدا احترامهما لاتفاقية السلام «كامب ديفيد»، فإن نهجيهما حيال الشأن الإسرائيلي مختلف تماما، ففي حالة فوز شفيق بمنصب الرئاسة فإن إسرائيل ستضمن دعم مصر لحركة فتح والسلطة الفلسطينية المتعاونة مع تل أبيب -بحسب الصحيفة- بالإضافة إلى أن علاقته بحماس ستملؤهما الريبة والعداء.
بخلاف مرسى -والقول ل«نيويورك تايمز»- الذى يحمل تاريخا طويلا من التصريحات العدائية ضد إسرائيل، وطالما كان يكيل الانتقادات للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس أبو مازن، ويصف تعاونه مع إسرائيل ب«الساذج»، ويمتدح «حماس» ومقاومتها للاحتلال الإسرائيلى.