هشام الصباحي قضية زياد العليمى كشفت أننا فى "مملكة مصر العربية "ولدينا ملك لايمكن الاقتراب منه هو سيادة الملك المشير محمد حسين طنطاوي ولدينا شعب ونواب وجمعيات تعرف هذا جيدا وتؤمن به وتمارسه ونحن نائمين وقد استيقظت أنا شخصيا اليوم على مسيرة من عشرات المتظاهرين من الضباط المتقاعدين ومؤيدي المجلس العسكري، التى ذهب إلى مجلس العسكري تهتف بسقوط زياد العليمى ومحمد أبو حامد ولا أعرف كيف يمكن لهم أن يهتفوا بسقوط من لايحكم ..من أين سوف يسقط إذا كان من يجلس على كرسي الحكم هو سيادة المشير والمجلس العسكري..وأيضا كانت مطالب المسيرة سحب الثقة منه..على الرغم من أنه لايمتلك سوى ثقة ناخبيه فقط ..وطالبت أيضا بإسقاط عضويته ..كل هذا من أجل أنه استخدم مثل شعبي يُستخدم آلاف المرات فى جلسات الصلح والمحاكمات العرفية..وعندما طلب منه أن يشير بشكل صريح عن المتهم أشار عليه ضمن سياق مثل شعبي وليس ضمن تعمد إهانة مباشرة أو إساءة متعمده ولكن لاننا فى مملكة مصر العربية التى يحكمها المشير لابد أن يعاقب زياد من الجميع كما عوقب من قبل الشاعر بيرم التونسي (1893- 1961) بالنفي خارج مصر عام 1920 م بسبب الأزجال العامية التي ألفها بمناسبة زواج الملك فؤاد من نازلي, والشيخ الغاياتي عام 1910م بالحبس لمدة سنة لتأليفه ديواناً شعرياً بعنوان “وطنيتي” ينقد الحكومة و العيب في الذات الخديوية,و محمد فريد الزعيم الوطني بالحبس ستة أشهر لأنه قام بكتابة مقدمة لهذا الديوان,وعباس محمود العقاد عام 1930 بالحبس تسعة أشهر بتهمة العيب في الذات الملكية. ومصطفي لطفي المنفلوطي للمحاكمة بتهمة العيب في الذات الخديوية عندما استقبل الخديوي عباس عند رجوعه لمصر من الآستانة عام 1897 م بقصيدة هجاء, ويعقوب صنوع أو ” أبو نضارة” الذى تم غلق مسرحه عام 1872 م و قامت بنفيه خارج مصر بنفس التهمه، فعاش في باريس و ظل يعيب فى الذات الملكية وينقدها وينتقدها من أجل حق الفقراء فى مصر. لقد أعادتنا قضية زياد العليمى إلى التاريخ لنقرأ عن العيب فى الذات الملكية,وقد أيقظتنا قضيته على حقيقة أننا لم نتحرر بعد من حكم الملك فاروق "اقصد الملك طنطاوي", ويبدو أن حسنى مبارك كان آخر رؤساء مصر وبداية المملكة الجديدة هي طنطاوي لقد شعرت من قوة الحملة التى يواجهها العليمى انه هو الطرف الثالث,او الأيد الخفية الذى يتسبب فى كل مايحدث فى مصر من مؤامرات تقسيم مصر وانهيار الإقتصاد وقتل الألتراس فى بورسعيد وقتل الثوار فى ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء. يبدو أن زياد العليمى سوف يدخل التاريخ عند دخوله السجن على يد شعب مصر الذى يدافع بكل فصائله عن سيادة المشير وسوف يسجل إسمه مع بيرم التونسي ومحمود عباس العقاد وإبراهيم شكري والأفغاني ومحمد عبده وأحمد فؤاد نجم و مصطفى لطفي المنفلوطي. أنا أتضامن مع زياد ضد الحملة التى يتعرض لها وفى نفس الوقت أطالبه بالإعتذار الصريح للمشير والشيخ محمد حسان وفى حالة عدم قبوله للإعتذار أطالب أيضا بمحاكمته فعلا. ولكن هذه الحملة عليه وبهذه الشراسة هي التى تجعلني دائما فى موضع الدهشة والحيرة من شعب مصر العظيم صاحب السبعة آلاف سنة والشعب صاحب البرلمان الاسلامى كيف تكون عقوبة السب بهذه الشراسة فى حين لايوجد عقوبة للقتل ..لان المتهم فى جريمة القتل هو المشير بصفته حاكما لمصر ..أما المتهم فى جريمة السب عضو مجلس شعب بدرجة مواطن عادى...فى حين أن المشير بدرجة مواطن رمز لمصر سوف تظل مصر على هذه الحالة من التدهور إذا استمررنا فى إقامة القانون على الضعيف ونوقفه على القوى. ياأهل مصر ..ياأهلى أخاف أن يكون حديث الرسول و نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: "إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه...، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد" ينطبق على حالتنا الآن.