عندما أبديت مخاوفي أن يتحول المستشار الجليل إلى حاكم مستبد قيل أني أبالغ وأنفذ أجندة خارجية وهي تهمة العصر فضلا عن كوني طابورا خامسا وربما سادسا وسابع !! قيل أني أبالغ ومتشائم !! ها هو السيد المستشار (مصطفى عبد الجليل) يعلنها صريحة فصيحة ويرسلها مدوية (أنا صمام أمان ليبيا) !! (لا يمكنني ترك السلطة) لماذا ؟! )الجواب القذافي( الذي سخرنا منه يوما جاء على لسان الزاهد الورع هذه المرة الذي أقسم بأيمان مغلظة ذات يوم أنه سيستقيل بمجرد التحرير قال ( إذا تركت السلطة سيؤدي الأمر إلى كارثة وأن تمسكي بالمنصب مهمة وطنية) !! ما أشبه الليلة بالبارحة !! لم يكتف بهذا بل قال ( إذا طلب نصف الليبيين ) ثم يستدرك وكأنه استشعر أن نصفهم ربما فعلا لا يريده فأضاف شرط النسيب الكاره( أو أكثر) عندها سأغادر السلطة !! ما الفرق بين خطاب (الجرذان) لمعمر القذافي، وخطاب الاستغفال لمصطفى عبد الجليل !! ألم يقلها (معمر القذافي) وأبناؤه أن (معمر القذافي) صمام أمان ليبيا !! ها هو (عبد الجليل) يعلنها (خروجي من السلطة ربما سيؤدي إلى كارثة) !! ألم يقلها (معمر القذافي) أنه لن يترك مكانه لأنه يقوم بعمل وطني ضد الامبريالية والصهيونية وووو !! ها هو عبد الجليل يعلنها (أنا أقوم بمهمة وطنية) بل وأضاف عليها في حديث سابق أن (العناية الإلهية سخرته لهذا الأمر) !! ألم يستهين (معمر القذافي) بالمتظاهرين الذين خرجوا في بنغازي واصفا إياهم بالقلة وأن الشعب الليبي وأكثريته معه وقال (لو كان الشعب الليبي لا يحبني فأنا لا استحق الحياة) !! ها هو عبد الجليل يعلنها دون مواربة ( إذا كان أكثر من نصف الشعب الليبي لا يريدني سأغادر) !! ألم يرفض (معمر القذافي) اجراء استفتاء لمعرفة هل الشعب الليبي يحبه أم لا !! ها هو (عبد الجليل) يتهرب من الاستفتاء والانتخاب !! ألم يستند (معمر القذافي) لدستور الملكية في خطاب (الجرذان) ذاكرا النصوص التي تجرم الخروج عن السلطة ناسيا أنها تنطبق عليه يوم انقلاب 69 !! ها هو عبد الجليل القذافي يحذو حذوه عندما يعلن أن المجالس المحلية لا يمكنها أن تقرر شيئا أو تنسحب من مجلسه (الانتقامي) لماذا ؟!! لأن هذه المجالس غير (منتخبة) ، الله أكبر ، وهل مجلسك منتخب!! ألم نعب على (معمر القذافي) انشاء دولة الهاتف والقلم، وأن التعليمات تصدر بشكل شفوي منه للأمناء والمسؤولين !! ها هو السيد عبد الرزاق أبو حجر يعلن في رسالة رسمية موجهة للسيد الجليل بتاريخ 26 اكتوبر 2011 رقم اشاري 589 – 2011 م ط م استفتحها بقوله (بالإشارة إلى تعليماتكم الشفهية) !! نحن أمام انقلاب وليس ثورة لتغيير نظام !! نحن أمام سراق امتطوا ظهور الشهداء والجرحى والأرامل والثكالى وأحلام الشباب ليستبدوا بالحكم !! هل تذكرون عبارة القذافي (أنا دافع ثمن بقائي هنا) !! أصبحنا نسمعها فالسيد قاسم الهادي القماطي يروي لي عن السيد عبد الرزاق أبو حجر أنه قال لمن طالبه بالشفافية قائلا : لقد دفعت من جيبي الخاص على الثورة الكثير !! من أنتم قالها القذافي !! ويقولها عبد الجليل وأبو حجر ومن سار على دربهما !! أين كنتم وكان آباؤكم وأجدادكم عندما كان جدي وأبي وأنا نقاتل من أجل الوطن، قالها القذافي، ويقولها عبد الجليل ومجلسه وأبو حجر وجماعته أين كنتم عندما كنا معرضين للخطر والاعتقال والاعدام !! ألهذا استشهد من استشهد !! ألهذا تشردت العائلات !! ألهذا انتهكت الأعراض واغتصبت الشريفات العفيفات !! ألهذا حدث ما حدث ؟!! يبدو أن عبد الجليل قد اسقط من حساباته حقيقة أن الموت قادم لا محالة !! وأن الموت يأتي بغتة!! ويبدو أنه أخذ صك آمان من ملك الموت أن روحه الطاهرة لن تقبض إلا بعد أن ينجز مهامه !! لأنه لو ايقن أن الموت يأتي فجأة لما قال : خروجي من السلطة سيؤدي لكارثة !! إن ما تقوم به هو الكارثة، فاتق الله وتدارك نفسك قبل فوات الأوان.