نعمل مجلس! هذا هو الحل لتحويل الإعلام المصرى من مركوب من الحكومة إلى مملوك للشعب، أن نؤسس مجلسا يحمل اسم المجلس الوطنى للإعلام كما يطلق عليه الباحث الخبير ياسر عبد العزيز فى مشروعه لتحرير الإعلام من قبضة الحاكم، سواء كان مبارك أو المجلس العسكرى، أو من يد الحكومة، كانت جنزورية أو إخوانية أو سلفية أو بعيد الشر ليبرالية، وتسليم هذا الإعلام للشعب وللناس وللأغلبية الصامتة والمتأتئة أو المتفتفة أو المتكلمة، وهو المشروع الذى لا أذن تسمعه ولا قلب يشعر به ولا عقل يفهمه ولا ضمير يتحرك بسرعة لأجله، ربما لو أطلقنا عليه مشروع توشكى للإعلام بدلا من مشروع هيكلة الإعلام لاهتمت به حكومة الجنزورى، أو لو سميناه مشروع الإعلام الاستشارى لاهتم به المجلس العسكرى! عموما هو مشروع الإعلام حسب المعلوم، المعلوم والمتعارف عليه فى الدول المتقدمة والتى شهدت عمليات تحول جنسى من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، حيث الجزاء من جنس العمل! سأترك الآن الميكروفون لمشروع الباحث ياسر عبد العزيز ونقاط مشروعه لإنشاء مجلس وطنى للإعلام فى مصر، هو كلام من فرط أهميته لا أحد يهتم به فليتفضل: - ينشأ «المجلس الوطنى للإعلام» كجهة قابضة، تمثل الدولة المصرية فى ملكية وسائل الإعلام العامة، وتأمين تمويلها، واستدامة خدماتها، وتقويمها، وتحسينها، وتطويرها. - يتكون مجلس إدارة «المجلس الوطنى للإعلام» من 12 عضوا، ثلاثة يعينهم رئيس الدولة، وثلاثة يعينهم رئيس مجلس الشعب، وثلاثة يعينهم رئيس مجلس الشورى، وثلاثة من المجتمع المدنى والمؤسسات الدينية، بينما يعين رئيس الدولة رئيس المجلس بالتشاور مع الحكومة، ومدة المجلس ست سنوات. - يتم الاستغناء عن خدمات جميع القيادات المسؤولة فى درجات المسؤولية العليا (رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير ورؤساء الخدمات الإذاعية والتليفزيونية المختلفة الذين تولوا المسؤولية فى ظل النظام الراهن)، وتطرح وظائفهم للمنافسة فى المجال العام، وفق سياسات توظيف معلنة من قبل «المجلس الوطنى للإعلام». - يتم تشكيل لجان متخصصة لفحص الأوضاع المالية والتشغيلية لوسائل الإعلام التابعة للدولة خلال الفترة السابقة، ورصد حالات الفساد وهدر المال العام، وجمع المستندات اللازمة، وإحالة جميع المتسببين فى الهدر والمنتفعين من الفساد إلى المحاكمة، واسترداد الأموال المنهوبة وإعادة ضخها فى تلك الوسائل. - الصحف القومية مملوكة للدولة، لكنها هيئات مستقلة عن أى حكومة، وتقع تحت إشراف «المجلس الوطنى للإعلام» المقترح إنشاؤه، ويكون المجلس مسؤولا أمام البرلمان. - يعين «المجلس الوطنى للإعلام» مجلس مديرين لكل مؤسسة صحفية قومية من 12 عضوا، نصفهم يتم انتخابه من الجمعية العمومية التى تمثل العاملين فى المؤسسة، ويكون مجلس المديرين مسؤولا أمام «المجلس الوطنى للإعلام». - ويعين مجلس المديرين مديرا مسؤولا (أو رئيس مجلس إدارة) محترفا، بعد تصديق «المجلس الوطنى للإعلام» على تعيينه، ليمثل القيادة العليا فى المؤسسة، وينضم إلى مجلس المديرين، ليصبح عدد أعضاء هذا الأخير 13 عضوا، ويكون المدير المسؤول مسؤولا أمام مجلس المديرين، الذى يكون مسؤولا بدوره أمام «المجلس الوطنى للإعلام». - يعين المدير المسؤول رئيس التحرير، ويكون هذا الأخير مسؤولا أمامه، ويضع المدير المسؤول الخطط الاستراتيجية، ويشرف على تنفيذها، ويكلَّف بإعادة هيكلة مؤسسته، وتحسين أوضاعها فى السوق، وتطويرها بما يسمح بتعزيز قدرتها التنافسية، يتوقع أن تعيد هيكلة ذاتها، وتحسن حظوظها التنافسية، وتعيد بناء الثقة بينها وبين الجمهور وتستعيد المصداقية، وتسترجع أموالها المنهوبة، وترشّد أداءها المهنى والاقتصادى. - تصبح «هيئة الإذاعة والتليفزيون» المصرية هيئة مستقلة، مسؤولة أمام «المجلس الوطنى للإعلام»، الذى يخضع بدوره للمساءلة من البرلمان. - يعين «المجلس الوطنى للإعلام» مجلسا للمديرين لهيئة الإذاعة والتليفزيون، حيث يتكون المجلس من 12 عضوا، نصفهم يختارهم «المجلس الوطنى للإعلام»، ونصفهم الآخر تنتخبهم الجمعية العمومية الممثلة للعاملين. - يصبح مجلس المديرين مسؤولا أمام «المجلس الوطنى للإعلام»، الذى يكون مسؤولا بدوره أمام البرلمان، ويعين المجلس مديرا مسؤولا (رئيس مجلس إدارة) محترفا، ويضمه إلى المجلس ليكون عدد أعضائه 13 عضوا، ويمكن للمجلس سحب الثقة من المدير المسؤول المعين بالأغلبية البسيطة. - يكون «المجلس الوطنى للإعلام» مسؤولا عن تطوير نمط التمويل، من خلال طرح رسوم أو ضرائب أو عائدات على الرخص، بشكل يضمن تمويلا ملائما لمنظومة الإعلام العامة، دون الاضطرار إلى مجاراة أنماط الأداء الهادفة للربح أو توسيع رقعة الارتهان للإعلان. إذن هذا هو الحل لإنقاذ الإعلام المصرى قبل أن يركبه راكب جديد بعد ثلاثة أسابيع من الآن، حيث يكون الراكب الثالث خلال عام واحد.. الراكب الأول مبارك والثانى المجلس العسكرى والثالث الإسلاميون، ولأن التليفزيون الحكومى مبنى كبير وضخم فهو قد يحتمل راكبين فى حمولة واحدة، وقى الله مصر شر الركوب والراكبين والمركوبين.. قولوا آمين!