قابلت جماعة الإخوان المسلمين الدعوة التي أطلقها الدكتور «عبدالمنعم أبوالفتوح» القيادي البارز بالانسحاب من الانتخابات لمدة 20 عاماً سواء لمجلس الشعب أو الشوري وعدم منافسة النظام الحاكم علي السلطة، إلي أن تستقر الحالة الديمقراطية في مصر.. قابلت الجماعة هذه الدعوة بالرفض الشديد إلي درجة أن الدكتور «رشاد البيومي» نائب المرشد العام للجماعة بمجرد أن سمع سؤال «الدستور» عن وجهة نظره في الطرح الذي قدمه «أبوالفتوح» حيث رد بانفعال قائلاً: «لا تعليق علي هذا الكلام.. واقفل الخط». أما الدكتور «سعد الكتاتني» رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة فقال إن هذا الرأي هو وجهة نظر شخصية للدكتور «أبوالفتوح» وهي مخالفة للسياسات الثابتة التي تتبناها الجماعة، كما أنه ليس من المتصور أن ينسحب الإخوان من الحياة السياسية بعد أن أصبح وجودهم علي الساحة السياسية ضرورة حتمية، لاسيما بعد النجاح الكبير الذي حققناه في انتخابات عام 2005، وتساءل «الكتاتني» قائلاً: ما الذي يجعلنا نغير سياستنا الآن؟!.. وإذا كان الهدف هو تخفيف حدة الضغط الأمني علي الجماعة، فإن هذا لن يحدث، خاصة أن النظام لا يريد أن يري الجماعة نهائياً حتي لو تخلت عن العمل السياسي واكتفت بالعمل الدعوي، بدليل ما قام به النظام من مطاردة للجماعة منذ عام 1995، في حين بدأ مسلسل الإحالة للمحاكم العسكرية، واختتم «الكتاتني» تصريحه بالقول إن تقوية الحياة السياسية في مصر تستلزم مشاركة الإخوان لمواجهة السياسات المستبدة لهذا النظام. أما الدكتور «محمد البلتاجي» أمين عام الكتلة البرلمانية للإخوان فأكد أن له وجهة نظر ثابتة في هذا الموضع ليست لها علاقة بما أعلنه «أبوالفتوح»، وقال إنه لا يمكن للإخوان أن ينسحبوا من الحياة السياسية، لأن هذا يتعارض مع ما يؤمنون به من شمولية الإسلام، وأكد أن المشاركة السياسية للإخوان بنسبة محددة تساهم في تنشيط القوي السياسية الأخري. وأعلن «البلتاجي» رفضه الشديد لحالة الاستقطاب التي نشهدها حالياً بين الإخوان والحزب الوطني. أما الدكتور «عمار علي حسن» الباحث في شئون الحركات الإسلامية فأكد أن دعوة «أبوالفتوح» لن تجد صدي أو قبولاً لدي الإخوان لأنهم يصرون علي خوض الانتخابات لكشف ضعف النظام وإعطاء رسالة للعالم كله مفاداها أنهم يتمتعون بشعبية جارفة، ولولا التزوير لحصلوا علي أغلبية البرلمان. وأكد أن الإخوان يمكن أن يقبلوا فكرة التخلي عن العمل السياسي في حالة واحدة فقط، وهي أن يحصلوا علي مقابل هذه الخطوة. أما «ضياء رشوان» الخبير في الشأن الإخواني فقال: إن الدعوة التي وجهها «أبوالفتوح» لماذا قصرها علي الإخوان فقط ولم يوجهها لجميع القوي السياسية وساعتها سيكون النظام الحاكم في حرج شديد؛ لأن الحزب الوطني «سيلاعب نفسه في الشارع السياسي».