هذا كتاب يظهر فيه "العٌمر" الذي بذله فيه مؤلفه من المقدمة من قبل حتى أن يقرأ المرء باقي صفحات الكتاب! فالزميل الكاتب الصحفي محمد توفيق صاحب كتاب "أحمد رجب.. ضحكة مصر" الذي صدر مؤخرا عن دار المصري، يكشف في السطور الأولى من الكتاب ودون أي محاولة للدعاية أو استعطاف القارئ، أنه بدأ العمل في هذا الكتاب في مارس 2008، أي أنه استغرق تقريبا ثلاث سنوات حتى يخرج كتابه "الدسم" هذا إلى النور، لم يكتف فيها بهضم كل كتب الساخر الساحر "أحمد رجب" تقريبا،أو فحص وتمحيص عشرات الصحف الغارقة في القدم والتي يحضنها سور الأزبكية، وإنما توج هذا كله بمقابلة استثنائية مع الكبير أحمد رجب، ليكون الكتاب المختلف تحقيقا صحفيا أدبيا مطولا وممتعا فاجئ الكاتب الكبير أحمد رجب نفسه عن نفسه! مثلما فعلها من قبل في كتابه الذي لايقل أهمية عن صلاح جاهين يعمد محمد توفيق إلى تسمية فصول كتابه الجديد "أحمد رجب.. ضحكة مصر" بمقتطفات من إبداعات أحمد رجب نفسه، هكذا فالفصل الأول لابد وأن يكون "نهارك سعيد" وفيها يكشف عن أحد أقدس أسرار أحمد رجب.. عزلته. أما الفصل الثاني فهو "جدا جدا جدا" كيف لا وهو يتحدث عن الأب الروحي لأحمد رجب، الصحفي العلامة "مصطفى أمين"، إضافة إلى الحديث عن باقي ظرفاء هذا العصر الذي جاد بأحمد رجب، وهكذا تسير باقي الفصول وصولا إلى الفصل الذي ينشر مقالات نادرة لأحمد رجب لم يسبق نشرها من قبل في أي كتاب، ولابد أنه- أي أحمد رجب- قد استمتع ودمعت عيناه ضحكا عندما قرأها مجددا فوجدها طازجة حارة بعد مايقرب من خمسين على عاما على نشرها في مجلات وصحف شكرا لسور الأزبكية أنه لايزال يحتفظ بها! وإلى جانب المقالات النادرة، هناك أيضا صور تنشر لأول مرة لأحمد رجب، منها واحدة قنبلة يجلس فيها كاتبنا الكبير القرفصاء مرتديا بذلة تليق بأفنديات الستينيات وهو يتحدث في التليفون بتركيز شديد وفي يده قلم متجه إلى رأسه وكأنه يسجل المكالمة مكتوبة في دماغه الآن وفورا! دعك من كمية الأسرار الأخرى التي يكشفها الكتاب عن عالم أحمد رجب الخفي والسري، وكيف على سبيل المثال اضطر أن يجوب العالم في رحلة "إجبارية"، لعل قلبه يشفى من حب "فنانة استعراضية شهيرة" ستعرف تفاصيل عدم ارتباطهما معا عندما تقرأ الكتاب الذي يتضمن أيضا جزءا من رسالة دكتوراة فريدة نالتها باحثة بجامعة عين شمس في "نص كلمة" باب أحمد رجب الأشهر الذي يكتبه بانتظام "كوني" منذ مايقرب من نصف قرن. "أحمد رجب.. ضحكة مصر" رحلة فائقة الامتاع في عوالم صحفية وإنسانية غنية ومتدفقة وساحرة تليق تماما بذلك الاسم الذي يتوج غلافه باللون الأحمر المتوهج.. أحمد رجب.