حتي مساء أمس فقط كنت أستبعد أن يكون للسياسة وأكاذيبها دخل بأزمة جريدة الدستور , لعل خيالي كان ساذجا بل فعليا خيالي كان ساذجا , السياسة هي لب القضية وأزمة الأزمات أرادوا أن يغتالوا الدستور لأنها الصوت الأكثر جرأة والأكثر مصداقية واستقلالية واكتشفت الحقيقة المرة في حديث الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس إدارة جريدة الدستور السابق ( السابق كده وكده ) وهو يدعي علي مبتسما ويقول أن الأستاذ إبراهيم عيسي هو الذي طلب من السيد رضا إداوراد شراء الدستور حيث زعم البدوي أن الأستاذ عيسي أرسلني أنا الصحفية ايمان عبدالمنعم لرضا إداوراد لمطالبته بشراء الجريدة أنفلتت أعصابي غضبا كيف لرجل مثل البدوي يتصدر المشهد السياسي يسرد روايات لا تمط للحقيقة بصلة بل أنه يقصد تحريف الحقائق ظنا منه أنه سيستطيع تطهير نفسه من جريمة قتل الدستور والانقلاب الصريح علي سياستها التحريرية عفوا سيدي أنت المسئول الأول عما حدث أنت الذي قمت بإقالة أستاذنا إبراهيم عيسي من مكانه من البيت والمدرسة الصحفية الفريدة التي قام بتأسيسها في منتصف التسعينات وأعاد اصدارها في 2005 حاولت وحاول معى الزملاء اجراء مداخلة تليفونية للرد علي مزاعم رئيس حزب الوفد , لكن رد القناة والزملاء معدي القناة أن الدكتور البدوي اشترط عدم مشاركة أيا من محرري الدستور في البرنامج وعندما ابلغوه بأنني أرغب في مداخلة للرد عما قاله في حقي رفض بشدة والحقيقة التي لن يرويها البدوي وحزبه أنني كنت أقوم بتغطية انتخابات الوفد وما تابعها من أحداث وزيارات للشخصيات الهامة لحزب الوفد وتحديدا في يوم 14 يونيو الماضي وهو اليوم الذي اتذكره جيد لانه يوم ميلاد امي قام الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان بزيارة الوفد لتهنئة البدوي وكانت الزيارة الأولي من نوعها التي تخرج بديع من مكتب الإرشاد وهو ما يحمل العديد من الاعتبارات السياسية وقررت متابعة الأمر بتحقيق صحفي عن مدي إمكانية وجود تحالف جديد للإخوان والوفد تحت قيادة البدوي خاصة وأنه صاحب كلام معسول وحاولت الاتصال بالعديد من أعضاء الهيئة العليا للوفد ولكن القدر دفع برضا إدوارد للرد علي الهاتف وتبادلنا أطراف الحوار وعندما تفرع الحوار لموضوعات عدة اتفقنا علي تحديد موعد للقاء ولكني فوجئت به متعجلا لهذا اللقاء حتى انه قال لي سأرسل لكي سيارة ولكني اعتذرت وحددنا موعد في اليوم التالي وامتد الحوار ساعتين في أمور عدة كان علي رأسها توليه لجنة إعداد البرنامج الانتخابي لحزب الوفد قبل أن يسند الأمر لرجل الأعمال رامي لكح وخلال الحوار قال رضا أنه يعشق الدستور لأنها من وجهة نظره الجريدة الوحيدة المستقلة فعليا في مصر وأنه لا يفوت لإبراهيم عيسي مقالا واحد ولكنه انتقد انخفاض عدد صفحات الجورنال ونوعية الورق المطبوع عليه وقال لي أن مستعد بالتبرع للدستور ب10 مليون جنيه وهو الأمر الذي وجدت أنه لا مبرر له فقلت له أننا جريدة لا تقبل الأموال من تحت الطاولة. وقالي لي إدوارد أن عصام فهمي حبيبي كان عضوا بالهيئة العليا للوفد سابقا، وسمعت أنه كان عايز يبع الجورنال -فقلت له سمعت ذلك من فترة واعلم انه طرح مجموعة من الأسهم للبيع ولكني لا أعرف الثمن وانتهي الحوار وقبل ان اصل الجريدة أتصل بي السيد رضا عدة مرات حتى يتمكن من مقابلة الأساتذة إبراهيم عيسي وعصام فهمي وأحمد عصام فقلت له أنني لا ارغب في التدخل في مثل هذه الأمور واستأذنت أستاذ عيسي في منح رضا ادوارد رقمه حتي يتواصلا وهنا انتهي أي حوار دار بيني وبين الرجل , وقبل أن تمضي 48 ساعة جاء إدوارد لمقابلة الأستاذ عيسي وما علمته عن اللقاء شأني شأن باقي الزملاء مؤكدا أن له شركاء ولكن لا يفضل الإفصاح عنهم حاليا وظل في عملية التفاوض وحده حتي شهر أغسطس بعدها ظهر البدوي وتم البيع المبدئي بحسب ما اخبرنا الأستاذ أحمد عصام وقال لنا أن ترويسة الجريدة ستتغير من اليوم التالي . ورغم أن هذا غير قانوني إلا أن تليفون رضا أدوارد يقوم بالمعجزات وهذا ما يؤكده أن علاقته بكبار رجال الدولة تجعله يفعل أي شيء وقتما يحب وبدأت أزمة الدستور تطفو للسطح في ذات اليوم الذي تم فيه تسجيل العقود . وقام بزيارتنا الدكتور البدوي الذي فاجأنا أنه اشتري الدستور وليس في الصفقة اسم إبراهيم عيسي ! هذا ما قاله نصا وأنه اشتري الجريدة لمساعدة صديقه عصام فهمي لانهاء أزمته الماليه مكررا وأن الصفقة ليس بها عيسي فضحكنا جمعيا من كلام رئيس الوفد وأكدنا له أن هذا الكلام غير صحيح وحكيت له القصة كاملة من زيارتي للوفد ومقابلتي للسيد رضا ادوارد وبالمناسبة هذا الحوار مسجل فيديو صوت وصورة وقال البدوي أن أول مرة يعرفني وأول مرة يسمع هذه القصة ، وخرج البدوى من هذا اللقاء المسجل في الواحدة صباحا من الجريدة ليبيع أسهمه لرضا إدوارد من باب تطهير الأيدي. ولكن يا دكتور لا تطهر يدك علي حسابي فإذا كنت أنت رئيس حزب الوفد فأنا إيمان عبد المنعم صاحبة القلم وإن كنت تملك 600 مليون جنيه بحسب ما ذكرت فأنا لا أملك سوي مرتبي ال1200 بعد زيادة 100% التي تفضلت بها علينا وإن كنت تملك فصلي من الجرنال والاستيلاء علي صفحات ورقية لكنك لن تستطيع أن تمنعني من القيام بواجبي نحو وطني أولا ونحو مهنتي ثانيا وإذا كانت تملك بنفوذك منعي من الرد عليك في العاشرة مساء فأن القانون سيرد لي حقي منك ومن كل إدعاءتك التي تحاول بها تطهير نفسك ولكن سأقول لك ما قالته الدكتورة إجلال رأفت وعمنا أحمد فؤاد نجم لن تستطيع تطهير يدك إلا بعودة الدستور لأصحابها وعليك أن ترحل أنت وصديقك حفاظا عليك وعلي حزبك. وإذا أردت التنكيل بي وبكل من يعرف حقيقة الأمر فأسمح لي سأقول لك قول الله تعالي "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " فأصدقائنا الذين حاولت أغراءهم بالمال أو الضغط عليهم بدعوى الحفاظ علي لقمة العيش رجعوا لأحضان دستورنا الحقيقي وهنيأ لك صفحات وصمة بالدستور المزيف