مغامرة كبري.. هذا هو أدق توصيف لما قدمه بلال فضل في مسلسله «أهل كايرو» هذا العام، فعلي الرغم من كون هذا المسلسل ثاني تجاربه التليفزيونية فإنه أقدم وبكل جرأة علي تقديم مفاجأة قوية للمشاهد المصري بمسلسل بوليسي حقيقي تزخر حلقاته بتفاصيل وحوارات وأحداث شيقة ، كتب بلال فضل عن أهل كايرو الذين عاش وسطهم بحرفنة ظهرت بوضوح في حوارات المسلسل التي تنطق بأشياء كثيرة دون أن تمتد علي الشاشة لأكثر من دقيقتين علي الأكثر.. في هذا الحوار سألنا بلال فضل عن قراره خوض تلك التجربة ورده علي ادعاء البعض تشابه فكرة مسلسله مع قصة «المذنبون» لنجيب محفوظ. العرض في رمضان يتطلب في معظم الأحيان مسلسلات اجتماعية أو كوميدية خفيفة لكن فكرة عرض مسلسل بوليسي في شهر رمضان ومتابعة المشاهد لكل حلقاته بانتظام هو تحد كبير ألم يكن لديك خوف من ابتعاد المشاهد عنه؟ مش هاقولك الكلام اللي بيتقال إن أنا كنت مرعوب والكلام ده، أنا بصراحة كنت مستمتع جدا وأنا باشتغل، لدرجة إن أنا أصبت بمرض السكر وأنا باشتغل في المسلسل ده، ومع ذلك لم أتوقف عن العمل في المسلسل أكثر من يوم هو اليوم اللي عملت فيه عملية في القصر العيني، وكنت أثناء إجراء العملية أفكر في المسلسل، وبعدها تفرغت له تماما، يمكن باستثناء تصوير حلقات عصير الكتب والإعداد لها. وكلما كنت أسلم مجموعة حلقات لمحمد علي كان بيطمني أكتر إحساسه بالورق وفهمه ليه، تخيل إن مافيش ولا حلقة من المسلسل ده اتعدلت أو تمت إعادة كتابتها بحمد الله، بجد أنا من أول قعدة مع محمد علي داخلني إحساس إن ربنا وفقني إلي هذا الرجل، لما حضرت التصوير بتاع الفرح وشفت الشغل اللي عمله محمد شعرت بفرحة عارمة وأخذت نفس عميق ورميت حمولي علي الله وبدأت أنتظر العمل كأي مشاهد. رغم عشقك للكتابة الساخرة إلا أن هذا المسلسل كان بعيدا تماما عن الأجواء الكوميدية ولم تظهر سوي في لمحات بسيطة هل كان هذا تحديا وإعلانا أنك قادر علي إمتاع الجمهور بأعمال أخري غير الكوميديا؟ كل عمل فني هو تحد أحيانا تنجح فيه وأحيانا تنجح بدرجة أقل وأحيانا تفشل بس تكذب علي نفسك وتقول إنك مافشلتش، لو فقدت روح التحدي في أي عمل تبقي مش مخلص ليه، وأنا والله ويمكن ماتصدقنيش مافيش عمل دخلته إلا بروح إني هاعمل أحسن فيلم في النوع بتاعه، ودايما كنت باعمل اللي علياّ لكن النتائج دي مش بتاعتي، لأنه بيتحكم فيها عوامل كثيرة أهمها توفيق ربنا، أما عن حكاية السخرية فلعلمك بالعكس أهل كايرو هو أكثر عمل ساخر كتبته، بس سخريته من نوع مختلف، النوع الذي أفضله من بين كل أنواع السخرية، حلقات الفرح دي كلها سخرية في سخرية، حياة صافي سليم نفسها سخرية من كل ما يحدث في هذه البلاد المنكوبة. صحيح إني بأحب أنواع الكوميديا الأخري بما فيها كوميديا الفارس واستمتعت جدا بعملها، بس مش زي متعتي بالكوميديا السوداء اللي في العمل ده. «المذنبون» قصة الأديب الكبير نجيب محفوظ وفيلم المخرج سعيد مرزوق دارت حول جريمة قتل غامضة أيضا ومن خلالها يستعرض الكاتب الفساد الذي ساد مصر في تلك الفترة هل تري أهل كايرو مذنبين 2010؟ أهل كايرو هو أهل كايرو. من حق الناس أن تراه كما تشاء وتقارنه بما تشاء. يعني في زميل صحفي سألني عن كون العمل يشبه الفيلم الجميل بتاع الأستاذين رأفت الميهي وكمال الشيخ (علي من نطلق الرصاص). صحفية أخري سألتني هل هو مقتبس من قصة سوزان تميم وهشام طلعت. ده غير الجرايد اللي كتب فيها ناس يقولوا إننا بنستنسخ سي إس آي وناس قالوا إن إحنا عاملين مسلسل توينتي فور. هم نسيوا مسلسل عبقري أنا باحبه اسمه «مردر وان» عايز أنبههم ليه برضه. التيمة مش هتموت، وهتتعمل ستين ألف مرة طالما ظل هناك فساد، الفكرة تظل دائما في التفاصيل اللي بيقدمها العمل وطريقة السرد والبناء وطبيعة الشخصيات. إلي أي مدي نجح خالد الصاوي في تجسيد شخصية حسن محفوظ التي كتبتها علي الورق؟ بما إني مش هاشتغل مع خالد الصاوي السنة الجاية أقدر أقولك إني كنت محظوظ بهذا الممثل الرائع وباحمد ربنا إن ماحدش غيره عمل الدور. علي الرغم من محاولة بعض كتاب الدراما الهروب من إجابة هذا السؤال والتأكيد أن الشخصيات هي محض خيال ولا علاقة لها بالواقع فإن شخصيات رئيس الحزب المعارض ورئيس التحرير المنافق ورجل الأعمال النافذ الذي تربطه علاقة بصافي سليم كلها تتشابه إلي حد كبير مع شخصيات واقعية ألست متفقا معنا في ذلك؟ طبعا كل الشخصيات مأخوذة من الواقع والناس عارفه أسماء أصحابها، بس اللي عاجبني إن كل اسم الناس قالت قصاده اسمين وتلاته، وأنا فعلا كنت أقصد التلات أسماء وأحيانا الأربعة والخمسة، لأنك ككاتب مش بتنقل من الواقع مسطرة.