في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في البلد وارتفاع الأسعار، أخذت الدراما اتجاها مغايراً لهذا الواقع، ومع ارتفاع الأسعار ارتفعت الأرقام التي نسمعها في المسلسلات، فلم يصبح رقم «مليون» ذا أهمية، فقد بدأت مئات الملايين تظهر في الأعمال الدرامية، ففي مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، ظهرت أرقام كبيرة جدا وكلها من أجل زهرة، ويعد أكبر رقم فيها وفي مسلسلات رمضان جميعاً هو 200 مليون جنيه، وهو القرض الذي أخذته زهرة من البنك، بينما أكبر رقم دفعه شخص كان 120 مليون جنيه، وهو الرقم الذي دفعه الحاج «أبو اليسر» أو «حسن يوسف» في صفقة من أجل ضرب زهرة في السوق، كما احتوي المسلسل علي عدة رشاوي بالملايين، منها رشوة زهرة لزوجها فريد أو «أحمد السعدني» بعشرة ملايين جنيه، ورشوة الحاج أبو اليسر له أيضاً بخمسة ملايين جنيه، أما في مسلسل «العار» فقد ظهرت الكثير من الملايين أيضاَ، بدأت ب 100 مليون جنيه هي قيمة صفقة المخدرات التي قام بها «حسن حسني» الأب قبل موته، ومن ثم احتفظ بها الأبناء الذين استخدم كل منهم المال في عمل معين، فخسر «أحمد رزق» أو «سعد» عشرة ملايين جنيه في عملية شراء واحدة في البورصة، كما خسر «مصطفي شعبان» أو «مختار» ثلاثة ملايين جنيه في عملية نصب من أصدقائه عن طريق فتاة مغربية، وفي المسلسل نفسه تخطف «نعمة» أو «علا غانم» ابن «نديم» زوجها السابق، لتبتزه لدفع رشوة 5 ملايين جنيه من أجل استرداد ابنه، علي جانب آخر وجدنا معظم أبطال مسلسل «الحارة» يصارعون من أجل 5 جنيهات و20 جنيهاً، وهذه الفجوة تمثل الفجوة الحقيقية في المجتمع، مثلما يتابع الجميع من أصحاب الملايين وممن يصارعون من أجل الخمسة جنيهات الصحف صباحاً في استعراض لمن قتل من أجل مليارات، ومن قتل لأجل جنيهات، يتابع الجميع ليلاً في الدراما مئات الملايين رايحة جاية بشكل عادي بعد أن أصبحت هذه الفجوة الهائلة سمة من سمات المجتمع.