يعيش الرئيس موحد الأديان.. يقول المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية إن انقطاع الكهرباء والماء وارتفاع الأسعار في الشهر الكريم ترفع من ثواب الصائم، هذا منطقي وطبيعي جدا في بلد يحكمه رئيس يقترب من العالم الآخر أن يضيف لمهام حكومته أن تساهم في تحسين أوضاع رعاياه في العالم الآخر.. يجمعنا وإياه في جنة الخلد إن شاء الله. بصراحة قدم المستشار عدلي حسين تفسيراً مذهلاً لأسئلة كثيرة حيرتني.. يعني هل يمكن أن تكون مصر هبة النيل منذ أيام هيردوت لنصحو ذات صباح من أيام مبارك لنجد نصيبنا من هذا النيل مهددا، ونعلم علم اليقين أننا بعد عامين علي الأكثر لن نجد كوب الماء الملوث الذي نشربه راضين بالمصير الأليم.. فشل كلوي وسرطان وخلافه.. هذا لأننا رضينا بالهم ، طب هل من المعقول أن تمتلك مصر ثروة من الغاز الطبيعي تصدرها شرقا وغرباً بأبخس الاسعار وبعقود احتكارية، ودون تمييز بين العدو والصديق.. حتي إن اسرائيل بشرتنا بأنها نجحت في توفير 85% من الطاقة الكهربائية بفضل هذه الثورة ، في الوقت الذي تعاني مصر فيه من أزمة طاقة متواصلة تتجلي مرة في نقص حاد في أنابيب البوتجاز، ومرة أخري في انقطاع الكهرباء.. وتعود الحكومة لتعدنا بأنها ستستورد الغاز الذي سبق وصدرته لتسد العجز في السوق المحلية.. لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون إسرائيلياً علي الأقل لأتمتع بخيرات بلادي... ولا أقولك.. حاول أن تتفهم الحكمة الكامنة في سلوك الحكومة التي تحاول أن تضمن لك مكاناً في الجنة وهي في المقابل تغري الإسرائيليين بنعم الدنيا ليلقوا مصيرهم في النار وبئس المصير.. طيب هل لاحظت أن الثواب «الأوفر تايم» الذي تقدمه لنا الحكومة العظيمة في شهر الصوم لا يفرق بين مسلم ومسيحي، تدرك الدولة طبعا أن في مصر من يصومون رمضاناً ومن يصومون صيام العذراء، وأن في الجنة متسعاً للجميع، فتقدم حلاً مبدعاً للفتنة الطائفية التي أكلت من بدن هذا الوطن وشربت.. حقاً يعيش الرئيس موحد الأديان... سيقول لك المرجفون إن تطبيق البرنامج الانتخابي للرئيس هو السبب في الانقطاع المتكرر للكهرباء، لا تصدقهم.. لأنه لا مشاريع توصيلات الكهرباء للعشوائيات، ولا الصناعات الثقيلة، ولا مشروع تكييف لكل مواطن قادر علي أن يحقق لك جنة الخلد الموعودة، ثم هل تصدق أن هناك مشاريع نفذت وأنجزت في هذا البلد خلال الخمس سنوات الماضية باستثناء مشروع واحد يجري علي قدم وساق وبلا تردد ألا وهو مشروع التوريث.. ليعلن أخيرا موت الدولة المدنية التي حاولنا بناءها علي استحياء، ولم ندافع عنها علي الإطلاق، فكان جزاؤنا أن نعود رعايا في إقطاعية..يعلق علي بابها لافتة بفخر واعتزاز «عزبة الرئيس وولده ».. وسنرسل لهم تبجيلات الخديوي القديمة هاتفين «وما نحن إلا عبيد إحساناتكم». ليس من اللائق إذن أن يسأل العبد سيده : وماذا عن ثوابك يا مولاي ؟ وكيف ستضمن الجنة وأنت لا تنقطع عنك الكهرباء يا مولاي.. وأنت تشرب مياها معدنية، وأنت تأكل من خيرات الأرض، وتقبض من رشاها، فأنت تعلم جيداً الفارق بين السادة والعبيد، السادة مبشرون ومكانتهم محفوظة، والعبد في منزلة بين منزلتين إما أن يكون ثائراً أو خانعاً.. وأنت تعلم أكثر منزلة شعب مصر، فلا تحملني وزرك في شهر الصيام. سأحكي لك النكتة : كان الرجل يهتف متحمساً «يعيش الرئيس موحد الأديان».. ولما سألوه كيف يكون الرئيس موحداً للأديان.. قالها ببساطة: «لأنه كفر المسلم والمسيحي»، لا أنصحك بأن تضحك علي النكتة، لكني أنصحك بأن تبدأ رحلة الكفر بجنة الحكومة الموعودة ، فالجنة لا تكون منحة من الذين تحوم حول ثرواتهم شبهات المال الحرام ولا من الذين يستعبدون الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً .. وأعلم أنه لكي تضمن الجنة فعليك أن تختار بين أن تكون عبداً لله،أو عبدا لسواه... اذكر الله من قلبك يا سيدي.