عالم نوبل في مكتبة الإسكندرية: كيف نطلب من باحث «مش عارف يعيش» ويحيط به روتين خانق أن يقدم لنا اختراعات وأبحاثاً؟! زويل أثناء كلمته بمكتبة الإسكندرية أعلن الدكتور أحمد زويل الحاصل علي جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 أنه بصدد نشر بحث علمي في أغسطس المقبل حول تصوير الذرات والجزيئات من خلال تقنية رباعية الأبعاد باستخدام ميكروسكوب إلكتروني متطور، وهو الأمر الذي بشر «زويل» بأنه سيحدث تغييراً جذرياً في الطب خلال فترة تقدر من عشر إلي عشرين سنة قادمة، وأن بإمكانه إعادة اكتشاف كيفية عمل الأدوية، مما سيؤدي إلي خفض تكلفة إنتاجها وعلاج العديد من الأمراض. وأضاف «زويل» خلال محاضرة بعنوان «عصر العلم والمستقبل» بمكتبة الإسكندرية مساء أمس الأول الأربعاء عقب افتتاحه جمعية «عصر العلم» التي يشغل منصب الرئيس الشرفي لها أن مصر سبقت العالم بأجمعه في مجالات البحث العلمي منذ حوالي 4000 سنة قبل الميلاد، حيث نري الآن العديد من العلماء علي مستوي العالم يخرجون علينا بابتكارات عديدة سبق لقدماء المصريين أن توصلوا إليها، مؤكداً أن الدور المصري لن يعود إلا إذا تم توفير المناخ المناسب ودفع القيود التي تحيط بالباحثين، مضيفاً أن تحقيق نهضة علمية في مصر لن يتم بتأكيد القائمين علي البحث العلمي أنهم يعرفون ما الذي يجب أن يفعلوه، لكنها تتحقق بتجميع أفضل العقول في منظومة متكاملة مع ضمان ظروف الحياة الكريمة لهم وتركهم دون تعقيدات إدارية لأن العقل الخلاق لا يقبل قيود الإدارة الروتينية التي تتحدث أكثر، مما تعمل. وتابع: اللي يقول إحنا عارفين خطواتنا في المستقبل، ودارسين اللي حنعمله لنهضة البحث العلمي اوعوا تصدقوه لأنه مش حا يعمل حاجة». ونصح «زويل» بضرورة وجود الوعي لدي المجتمع بأهمية البحث العلمي والوعي بأننا دائماً في احتياج للمعرفة، وأن البحث العلمي عبارة عن تجمع للعقول النابغة ومناخ مناسب أمامهم دون قيود حتي نصل للنتيجة المأمولة. ورغم اللهجة العلمية الجافة التي استخدمها زويل لشرح العديد من التجارب العلمية الحديثة المتعلقة بالميكروسكوب وتطبيقاته في مجال العلوم فإن القاعة ظلت في حالة من الهدوء التام حتي نهاية المحاضرة التي استغرقت أكثر من ساعة ونصف الساعة، وتجنب خلالها عالم «نوبل» الخوض في أي موضوعات تتعلق بالسياسات التعليمية في مصر أو إنشائه السياسي، وداعب حضور القاعة من السياسيين الذين تقدمهم أمين جامعة الدول العربية عمرو موسي ووزير التعليم العالي هاني هلال بقوله: حاستأذن السادة السياسيين بأنهم يمنحوننا ساعة للاستمتاع بحديث العلم لأننا نمنحهم آلاف الساعات لحديث السياسة. كما رفض «زويل» التعليق علي أسئلة «الدستور» وأسئلة أخري عن انطباعاته عن المجلس الأعلي للتكنولوجيا والعلوم المعني بوضع خطط البحث العلمي في مصر الذي تم تشكيله نهاية عام 2007 برئاسة رئيس الوزراء وعضوية «زويل» وبعض علماء مصر، رامياً الكرة في ملعب وزير التعليم العالي الذي غادر القاعة دون الإجابة عن السؤال. من جانبه منح الدكتور عصام شرف وزير النقل الأسبق ورئيس مجلس إدارة جمعية عصر العلم رئاسة الجمعية الفخرية لزويل، مشيراً في كلمة ألقاها خلال اللقاء إلي أن جمعية عصر العلم هي جمعية أهلية غير هادفة للربح، ونستهدف من وراء تأسيسها الارتقاء بمجالات المعرفة والثقافة والعلوم الحديثة، كما تأسست بغرض المساهمة في نشر الثقافة العلمية وتعزيز أهمية البحث العلمي والتعليم والعمل علي تحقيق التواصل والتفاعل بين العلماء المصريين في الداخل والخارج والمساهمة في حل مشكلات المجتمع وتقديم مقترحات بالحلول المناسبة. وعقب المحاضرة التي ألقاها «زويل» وأدارها «أسامة هيكل» رفض «زويل» الإجابة عن جميع الأسئلة التي تناولت أموراً سياسية، وقال «أعلم جيداً ما يحدث في مصر، لكنني لا أريد التطرق للمشاكل السياسية، إنها محاضرة علمية وأمسية جيدة، فدعونا نكملها محاضرة علمية». وشهدت المكتبة سوء تنظيم معتاد وأغلقت أبوابها في وجه الحضور قبل ساعة ونصف الساعة من موعد اللقاء، ومنعت حضور الصحفيين بدعوي اكتمال العدد في القاعات. وقد نشبت مشاجرات متفرقة بين الصحفيين وأمن المكتبة بسبب منع دخولهم وسوء معاملتهم من قبل رجال الأمن وكادت تصل إلي حد التشابك بالأيدي، في حين اندلعت مشادات ومشاجرات أخري بين أمن المكتبة والجمهور بعد أن رفض أمن المكتبة خروج أي شخص من قاعة المحاضرة للدخول إلي دورات المياه، وقام بحبسهم في القاعة لأكثر من ثلاث ساعات.