جمال مبارك يعاني من مناورات ضده داخل الحزب الوطني.. ووصوله للرئاسة ليس أمرًا يقينيًا المعارضة المنقسمة لم تستغل فرصة اهتزاز نظام مبارك اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية علي موقعها علي الإنترنت أن المعارضة المصرية لم تغتنم حتي الآن فرصة اهتزاز نظام الرئيس حسني مبارك، مرجعة هذا إلي الانقسام الذي تعانيه المعارضة. وقال كاتب المقال شادي حميد - الخبير في شئون الأحزاب السياسية الإسلامية والإصلاح الديمقراطي ونائب مدير مركز بروكنجز الدوحة - إن قدرة النظام علي القمع مع الإفلات من العقاب هو نتيجة جزئية لعجز العديد من جماعات المعارضة عن التقدم، وهو ما يحير المراقبين. وأوضح حميد أن التطورات القوية التي شهدتها الساحة السياسية المصرية علي مدار الأشهر القليلة الماضية، لم تؤثر إيجابا في طبيعة المعارضة المتآكلة وهذا هو مصدر الدهشة. ونقل حميد عن الكاتب الإسلامي إبراهيم الهضيبي القول إن الوقت الحالي هو «لحظة التغيير الحقيقي». وأشار إلي تدهور صحة الرئيس مبارك، متابعا أن المصريين كانوا قادرين خلال فترة غيابه في رحلته العلاجية بألمانيا علي تحقيق «مصر بدون مبارك» وليس فقط التفكير فيها. وأضاف أن خلافة جمال ليست أمرا يقينيا الآن، مشيرا إلي وجود مناورات في الحزب الوطني حوله وضده. وتابع حميد أن الجيش أقل ولاء لجمال، مؤكدا أن النظام تضخم بدرجة لا تسمح له بالقيام بدور اللاعب الواحد، وأن النظام يستمد قوة الدفع من حسني مبارك. وتابع حميد أن الظهور المفاجئ للدكتور محمد البرادعي - المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحاصل علي جائزة نوبل - كمرشح محتمل لانتخابات الرئاسة أشار إلي إمكانية ظهور معارضة قوية في مصر. وأوضح أن البرادعي تحدث عن إمكانية تحقيق المصريين آمالهم. وتابع أن البرادعي ظهر وكأنه من نموذج أوباما؛ مثقف لامع يتحدث بشجاعة القناعة، لا من منطلق أيديولوجية معينة وهذا كفيل بأن يوحد جماعات المعارضة المتفرقة في مصر. لكن التفاؤل حول إمكانية نجاح البرادعي في توحيد المعارضة تبدد، مؤكدا أن المعارضة فشلت في التقارب علي أي صعيد حقيقي. علي الرغم من أن فرص التقارب تبدو وفيرة، في ظل إعلان جميع جماعات المعارضة من كل الأطياف أنها متفقة علي الإصلاح من حيث المبدأ. لكن التعاون بين هذه الجماعات تم التعبير عنه بطرق غريبة. وضرب حميد مثلا علي ذلك باحتجاج 3 مايو الماضي في ميدان التحرير، عندما تظاهرت حركة 6 أبريل وجماعة الإخوان المسلمين كل علي حدة في جماعة منفصلة. وأوضح حميد أن هذه الجماعات لاتثق في بعضها البعض، وهذا يرجع في جزء منه إلي أيديولوجية كل جماعة، مشيرا إلي الخلاف بين الليبراليين وجماعة الإخوان المسلمين، لكن الأخيرة تحظي بعدد من الأعضاء يتجاوز ال300 ألف عضو، فيما تعاني الجماعة الليبرالية من قلة منتسبيها. مما يدفع إلي التوقع بأن الإخوان يمكن أن يلعبوا دورا قياديا في أي تحالف للمعارضة. وأشار الكاتب إلي أن البرادعي بذل جهودا مترددة للتواصل مع جماعة الإخوان المسلمين، واضعا في اعتباره أهمية التحالف معهم. لكن البرادعي إذا كان يغازل الإخوان فإنهم لا يشعرون بأنه يغازلهم بالقدر الكافي، ونقل حميد عن قيادي إخواني شكواه بأن سعد الكتاتني ممثل الإخوان في الجمعية الوطنية للتغيير لا يحضر مناقشات الجمعية عالية المستوي. واعتبر حميد في محصلة مقاله أن مصر ستحتاج إلي أكثر من البرادعي ليعالج الانقسامات داخل المعارضة. وتابع حميد أنه إذا كانت المشكلة تكمن في خلل التوازن بين الليبراليين والإسلاميين فإن الحل قد يكمن في مرحلة انتقالية لمنح الأحزاب الأضعف فرصة لتقديم نفسها للمصريين. ونقل حميد عن زعيم حزب الغد أيمن نور القول إنه متفائل بإمكانية التنافس مع الإخوان المسلمين في الظروف المناسبة علي قلوب وعقول المصريين.