قال رائيلا أودينجا رئيس الوزراء الكيني إن أفريقيا لكي تتمكن من حل خلافاتها فإنها تحتاج لهياكل الحكم الرشيد والاستفادة من الإمكانيات الطبيعية الموجودة في بلادها لأنها هي التي ستخلق مناخا للتطور والازدهار وستحقق التعاون الأفريقي المنشود وتقضي علي الخلافات بين هذه الدول قائلا: دعونا نعود ونوحد أفريقيا بمنظور نيكروما وجمال عبد الناصر لنحقق التعاون الأفريقي ونخرج من دائرة الخلافات. وأضاف الرئيس الكيني - في اللقاء الذي عقده مساء الاثنين بالجمعية الأفريقية بالقاهرة وبحضور وزير الزراعة أمين أباظة- إن الوضع محرج بالنسبة لنا أن نتحدث عن مياه النيل وكأنه شيء يدعو للقلق ونحن أشقاء مشيرا إلي أن سبب ماوصلت إليه أفريقيا الآن هو أن الدول الأفريقية دائما ما يتحدثون كأنهم أشقاء إلا أنهم عندما يعودون إلي دولهم ينسون كل شيء لافتا إلي أن رجال الأعمال الأفارقة يقومون بالاستثمار في روما واليونان وليس في بلادهم. وعدد أودينجا المصاعب التي يواجهها الأفارقة في التنقل بين بلادهم مشيرا إلي أنه لايجد مشكلة عندما يسافر بطائرة من لندن إلي المجر، في حين أن السفر ومجرد الطيران فوق دولة أفريقية وليس الهبوط بها يمثل عوائق وعقبات في أفريقيا. وتساءل اودينجا لماذا تم تجاهل التجارة البينية بين الدول الأفريقية ولماذا يشتري النيجيريون القهوة من كينيا عبر لندن والكاكاو عبر دول أوروبية. وقال إن من أسباب تراجع التعاون الأفريقي كذلك ان الديكتاتوريين هم من يتحكمون في كل شيء الآن حيث ساد القارة الأفريقية القبلية والفساد وأصبحت هي النظام السائد في كل الدول الأفريقية، وأن القادة يدعون إلي التعاون من منطلق التدرج الذي يخدعون أنفسهم به ،مشيراً إلي أن نيكروما كان يدعو إلي المدينة الفاضلة في حين يدعو هؤلاء إلي التدرج وبناء حجارة فوق حجارة . وأضاف أودينجا أنه لابد من كسر العائق في سبيل تحقيق الوحدة الأفريقية والاستفادة من القارة الأفريقية التي هي أغني قارة في العالم، مشيراً إلي أن القادة الأفارقة الحاليين يتحججون بأن أفريقيا تأخرت بسبب الاستعمار ونسوا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت مستعمرة وأن كوريا الجنوبية تتساوي مع كينيا وغانا في كل شيء والمؤشرات الاقتصادية واحدة إلا أن ما حققته كوريا بعد استقلالها يعادل 40 مرة ما حققته غانا. وأعرب أودينجا عن طمأنته للحكومة المصرية والشعب المصري بأنه ليس هناك نوايا أو أفكار للإضرار بالاقتصاد المصري أو المساس بالأمن المائي المصري وذلك لأنها دولة شقيقة - علي حد تعبيره - لما لها من دور تاريخي وفضل علي كينيا والدول الأفريقية ،لافتا إلي أنهم يعلمون جيدا أن مصر تعتمد علي نهر النيل وبدون نهر النيل لن تكون مصر، ولذلك لن يقوموا أبدا بالاقتراب منه لأنهم لو قاموا بذلك -علي حد قوله - فإنهم ينكرون، حق مصر عليهم مشيرا إلي أنهم سيبذلون قصاري جهدهم لتحقيق الأمن المائي المصري ،لافتا إلي أنه كان لمصر بعض المخاوف علي الاتفاقية التي تم توقيعها وملاحظات علي بعض البنود سيتم النظرفيها وإيجاد حلول لها جميعا . وأوضح أودينجا أن لجوء الدول الأفريقية إلي اتفاق جديد يرجع إلي أن الاتفاق الموقع عام 1959 لم يكن شاملا لبعض الدول التي دخلت الاتحاد الأفريقي بعد ذلك . ولم ينف أودينجا وجود إسرائيل في المنطقة قائلا لاشك أن إسرائيل مشكلة موجودة إلا أنه عند الحديث عن القارة كاملة فإن تأثرها بإسرائيل يكاد يكون معدوما ،مؤكدا أن إسرائيل ليس لها أي علاقة باتفاقية دول حوض النيل وأن الدول الأفريقية جميعا لن تسمح لإسرائيل أو أي قوة خارجية أن تضر بمصلحة دولة شقيقة لأننا -علي حد قوله -نؤمن بأن أفريقيا لن تستفيد إلا إذا اتحدت وعبرت عن نفسها . وقال أودينجا إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان مهتما بقضية التعاون الأفريقي ومساعدة كينيا للحصول علي استقلالها والتي كانت وقتها تحت الاستعمار الإنجليزي. كان عبد الناصر عضو المجلس التشريعي وحضر مؤتمراً سلمياً في طوكيو باليابان من أجل هذه القضية وإن هذا يمثل له الكثير من المشاعر . وقال أودينجا إن الحكومة المصرية في الستينيات في عهد جمال عبد الناصر كانت تدفع فواتير إقامة حركات التحرر الأفريقي وتدفع تكاليف إقامتهم في مصر كذلك كانت تدفع فواتير محطة إذاعية تستخدمها الحركات في البث إلي دولها وأنشأت الحكومة وقتها أيضا محطة للبث باللغة السواحلية للشعوب المتحدثة بها في أفريقيا حيث قام المواطنون هناك بضبط المحطة علي القاهرة والتي كانت تقدم المعلومات لهم عن العالم وعن حركات التحرر الأفريقي الموجودة في القاهرة حيث حركات دول كينيا وغانا وتنزانيا وأثيوبيا والذين يقودون المقدمة لتحقيق الاستقلال حيث تكونت منظمة الوحدة الأفريقية وقتها من والده ( أودينجا ) ومانديلا وأصبحوا متحدثين عن الدول التي حصلت علي استقلاليتها في أفريقيا . وقال رئيس الوزراء إن المهتمين بأفريقيا وقتها قالوا إن الحرية لن تجتاح كل بقعة في القارة الأفريقية إلا عندما تنطلق من القاهرة مشيرا إلي أنه لا استقلال بدون حكم الأغلبية والتي تشتمل علي زيمبابوي وناميبيا وجنوب غرب أفريقيا . وقال إن العالم كله بل أي شخص من الدول المعادية لم يؤمن بأن جنوب أفريقيا سيحقق استقلاله حيث كانوا يتبنون نظرية تقول إن الرجل الأسود مهما كان ذكاؤه من المفترض إبعاده عن كل المزايا في أفريقيا ولكن عقول وإصرار الشعوب الأفريقية _علي حد قوله _ هي التي أدت إلي الاستقلال ،لافتا إلي أن الفضل في ذلك يرجع إلي كل القادة الأفارقة وقتها عبد الناصر ونيكروما وغيرهما من القادة الأفارقة والذين تمسكوا بتحرير القارة الأفريقية والذين أصبحوا الآن مستبدين أو تحولوا إلي مستبدين، وأصبحوا يؤمنون بما يراه الغرب من أن الديمقراطية عالمية ولكنه لايمكن وجودها في أفريقيا حيث يرون أن الثقافة والتقاليد الأفريقية مختلفة عن أوروبا وأن تسوية النزاعات لايمكن وجودها في أفريقيا كذلك فإن المعارضة نوع من الرفاهية لا يمكن أن تتحملها القارة الأفريقية.