الرضاعة الطبيعية في الستة أشهر الأولي من عمر الطفل تجعله أذكي من أقرانه شريف عبد العال كشف العالم الكبير الدكتور حامد الخياط- أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس- أن أكثر من 42 % من الشعب المصري يعاني نقص الحديد والأنيميا نتيجة سوء التغذية وبسبب كثرة تناولهم الفول والشاي وقال «الخياط» بمنتدي خبراء التغذية العالمي الذي عقد أمس الأول- السبت- وضم أكثر من250 طبيباً من مختلف أنحاء العالم إن سوء العادات الغذائية لدي الشعب المصري تؤدي إلي إصابة أكثر من نصفهم بنقص الحديد وأمراض سوء التغذية، لافتاً إلي أن الفول المدمس علي الرغم من احتوائه علي البروتين فإن قشرته تحتوي علي مواد كيماوية توقف امتصاص البروتين وكذلك الشاي الذي يتم تناوله عقب الوجبات التي تحتوي علي البروتين وهو ما يقلل امتصاص البروتين. وأشار الخياط إلي أنه من الضروري التزام الأمهات بإرضاع أبنائهن وعدم اللجوء إلي اللبن البقري أو الجاموسي الذي تنخفض فيه نسبة الحديد بشكل كبير عن لبن الأم، مشيراً إلي أن اللجوء إلي الألبان الصناعية لابد أن يكون في أضيق الحدود، ولفت إلي عدم وجود شركة مصرية واحدة تعمل في مجال الألبان البديلة للأطفال ويتم استيراد جميع الأنواع من الخارج. من جانبه أكد الدكتور شريف عبدالعال- الأمين العام المساعد للجمعية المصرية لطب الأطفال- أن هناك العديد من المطالب المتصاعدة لتعديل قوانين العمل بحيث يتم مد فترة أجازة إرضاع الأطفال إلي 6 أشهر بدلاً من ثلاثة وذلك لتوفير أقصي رعاية للأطفال، خاصة أن الرضاعة الطبيعية للأطفال هي أكثر الوسائل أمانا وفائدة للأطفال، كما أن لها تأثيراً كبيراً في تنمية مهارات الطفل وتطور نموه العقلي والحركي والحرفي.. وأوضح عبد العال أن الستة أشهر الأولي من حياة أي طفل تعتبر الفترة الذهبية لتطور ذكائه، مشيراً إلي وجود نوافذ عقلية في مخ الأطفال يتم عن طريقها تشكيل مهارات الذكاء العاطفي والحرفي والمهارات بمرور السنين وحتي نهاية العشر سنوات الأولي من عمر الأطفال كمهارات تعلم الموسيقي والرسم والغناء وغيرها، لافتاً إلي أن الأطفال الذين يتم إرضاعهم في الستة أشهر الأولي رضاعة طبيعية يتميزون كثيرا عن أقرانهم الذين لم يتلقوا ذلك النوع من الرضاعة. في المقابل أكد الدكتور محمد عبد الخالق- المدير الإقليمي لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط لإحدي شركات الأدوية العالمية- أنه تم إجراء سلسلة من الأبحاث لتطوير الألبان البديلة بحيث تعوض النقص الناتج عن توقف الرضاعة الطبيعية للأطفال والتي ينصح بها في المقام الأول لفائدة الأطفال، مشيراً إلي أنه تمت إضافة أنواع معينة من الأحماض والبروتينيات مثل «الأوميجا 3» لتقارب الأنواع الجديدة من الألبان البديلة مع لبن الأم مؤكداً أنه يجري التفاوض حاليا بين شركته ووزارة الصحة لتعميم تلك الأنواع من الألبان في مصر. من جانبها كشفت البروفيسور جين كارفر- أستاذة طب الأطفال بمستشفي الأطفال بفلوريدا- عن فشل فكرة بنوك لبن الأم والتي كانت تحوز علي قدر عال من التشجيع والاهتمام قبل عقدين من الزمان ويرجع السبب في ذلك إلي تكلفتها العالية ومعايير الأمان الصارمة الواجب توافرها والتي يصعب تطبيقها، فضلا عن كونها تعد مصدراً مهماً لنقل العديد من الأمراض المعدية مثل الإيدز والفيروسات المعدية ولفتت جين كارفر إلي انخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية بإنجلترا والولايات المتحدة مقارنة بالدول الإسكندنافية مثل النرويج والسويد والدنمارك والتي تصل معدلات الرضاعة الطبيعية فيها بين الأمهات إلي 85% من الأطفال حديثي الولادة.