أداء جيد لخالد النبوي في فيلم «لعبة عادلة» المهرجان يوجه صفعة ثانية للسياسة الأمريكية!! إدانة ثانية لأمريكا جاءت هذه المرة من الفيلم الأمريكي الوحيد داخل المسابقة الرسمية وهو «لعبة عادلة» للمخرج دوج ليمان.. حمل الفيلم هذه المرة وثيقة من المخابرات الأمريكية لأنه استعان بالكتاب الذي يفضح تورط أمريكا في غزو العراق بحجة كاذبة ومعلومات مغلوطة من المخابرات ال «CIA» تؤكد أن نظام صدام حسين لديه أسلحة دمار شامل وقنبلة نووية رغم أن الحقيقة هي أنه منذ عام 1990 تم تدمير البنية التحتية لمعامل الطاقة النووية القادرة علي إنتاج سلاح عراقي.. الفيلم بطولة «ناعومي واتس» و«شون بن» وانتقلت الأحداث ما بين نيجيريا والأردن والعراق وأمريكا.. الفيلم صارم ومباشر في بنائه الفني، وفي النهاية يحمل رسالته إلي العالم التي تفضح السياسة الأمريكية متضمناً العديد من اللقطات التسجيلية التي نري فيها «جورج بوش» ومساعديه وهم يؤكدون صدق دوافعهم بغزو العراق.. سبق أن قدم كين لوتش المخرج البريطاني فيلمه «طريق أيرلندا» في المسابقة الرسمية أيضاًَ فاضحاً السياسة الأمريكية التي أحالت العراق إلي مجرد صفقات مالية مخضبة بالدماء العراقية والأمريكية.. ففي هذا الفيلم نري خالد النبوي في دور رئيسي داخل أحداث الفيلم فهو عالم عراقي يحاولون عن طريق المخابرات التي تلتقي بشقيقته الحصول علي معلومات لصالحهم ولكنه يصر علي أن العراق يخلو من هذه الأسلحة.. وكان أداء «خالد» جيداً في حدود الشخصية إلا أن الفيلم نفسه متوسط القيمة.. أثناء المؤتمر الصحفي الذي حضرته «ناعومي واتس» وغاب عنه «شون بن» الذي لم يحضر المهرجان سأل أحد الصحفيين الإيرانيين مخرج الفيلم «دوج ليمان» قائلاً: الفيلم يؤكد أن أمريكا ادعت وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق لغزوه فهل يعتقد أنها تمارس نفس الأسلوب لضرب إيران؟.. وجاءت إجابة المخرج لتغلق هذا الباب، مشيراً إلي أنه ليس عالماً نووياً ليعرف بالضبط حقيقة ذلك وهو قدم فيلمه مستنداً إلي كتاب موثق عن تلك الواقعة تحديداً.. وهكذا فإن السياسة انتقلت من أفلام المهرجان لتسيطر أيضاً علي المؤتمرات الصحفية. ومن تايلاند عرض فيلم «عمي بومي» الذي يتذكر حياته القديمة.. الفيلم يتناول حياة رجل يعاني فشلاً كلوياً وهو يودع أيامه بعد أن وصل إلي حالة متقدمة من عمره وأثناء استعادته تلك الحياة تنتقل تساؤلاته إلي حقيقة نفسه: هل هو إنسان أم حيوان؟.. هل هو رجل أم امرأة؟.. يستدعي الشخصيات الراحلة عن حياته إلي أرض الواقع ويجري معها حواراً.. المخرج «أبيشا تبنج» وقع اختياره علي فكرة جيدة ولكنه قدم فيلماً يخلو من اللمحة الخاصة.. المخرج بتشككه حتي في أصل البطل هل هو بشر أم حيوان؟ يعبر عن الفكر الذي يسيطر علي بعض المعتقدات الدينية في الشرق الأقصي والتي تؤمن بأن الأرواح تعيش عوالم أخري سابقة ولاحقة لها، وأن روح الإنسان قد تنتقل مرة إلي عصفور أو أسد أو حمار أو إنسان آخر فيما يعرف بإحلال الروح بعد انتهاء الحياة في مصير آخر، وأن أعمال الإنسان هي التي تحدد طبيعة هويته القادمة. ومن إيطاليا داخل المسابقة الرسمية عرض الفيلم الوحيد لها في التسابق «حياتنا» للمخرج «دانيال لوتش».. الفيلم له إيقاع الحياة ومذاقها وينتقل من موقف إلي آخر بهدف واحد هو رصد حياة الطبقة العاملة في إيطاليا التي تتطلع للحياة والسعادة.. لا يسرف المخرج كثيراً في تقديم العائلة قبل أول وأكبر مأزق يواجهها وهو رحيل الأم. نري في اللقطات الأولي السعادة التي تعيشها هذه الأسرة الصغيرة وهي تنتظر طفلاً ثالثاً، وكان كل شيء يوحي بأن هذا القادم سوف يزيد من سعادة الجميع ولكن يأتي هذا الطفل وهو يحمل في الوقت نفسه نهاية حياة الأم أثناء الولادة، ويستقبل الأطفال بصعوبة فكرة أن الأم صعدت للسماء.. طارت إليها بجناحيها.. السياسة لم تطل أبداً علي أحداث القصة الاجتماعية لأن عين المخرج تريد فقط أن تقدم أسرة تتجاوز المأساة التي قابلتها بالإقبال علي الحياة.. وتنضم للأسرة امرأة سنغالية سمراء تتولي رعاية الأطفال، ولكنها كانت أيضاً مطاردة من قبل الشرطة، فهي لا تحمل أوراقاً تتيح لها البقاء الشرعي في إيطاليا.. إلا أن ارتباطها بتلك الأسرة يحقق للجميع التوازن وتقرر في النهاية أن تستمر معهم.. الجميع يواصلون الحياة بالإقبال عليها.. ظل حضور الأم الراحلة مسيطراً علي أحداث الفيلم حتي نزوات البطل وعلاقته الجنسية تقدم خالية من التعاطف وكأنه يفرغ طاقة بداخله، بينما مشاعره لا تزال تتعلق بزوجته الراحلة.. الفيلم بالفعل قطعة من الحياة يختفي من لقطاته قانون الحبكة الدرامية ليطل علينا نبض الحياة.. ويبقي من الأفلام المهمة التي يترقبها الجميع فيلم «رشيد بوشارب» المخرج الجزائري الأصول بفيلمه «خارج عن القانون» وأيضاً المخرج الروسي نيكيتا ميخالكوف بالجزء الثاني من فيلمه «حرق بالشمس». ونواصل غداً بعد أن اقتربت اللحظة النهائية من إعلان النتائج مساء غد الأحد!