أسابيع قليلة وتبدأ الأجازة الصيفية لأبنائنا الطلاب..والذين يقدر عددهم بحوالي 15 مليون طالب وطالبة، لديهم 120 يوماً من الفراغ القاتل، عليهم أن يشغلوه بشتي الطرق..وأيا كانت الوسيلة..هؤلاء الطلاب ليسوا كتلة واحدة..بل يمكن تقسيمهم إلي ثلاث فئات: الفئة الأولي:وهم أبناء الأثرياء الذين يقضون جزءاً من الأجازة خارج مصر..أو علي سواحلها الشمالية أو الشرقية..وما سيتبقي سيضيعونه داخل الأندية الاجتماعية. الفئة الثانية:وتضم أبناء الطبقة الوسطي وهؤلاء يتعاملون مع الأجازة الطويلة باعتبارها فرصة جيدة للعمل..من أجل توفير مصروفات العام الدراسي الجديد..وفي ظل ظروف عمل قاسية قد تستمر 14 ساعة يوميا..وتشكل تلك الفئة النسبة الأكبر من الطلاب..رغم غياب إحصاء رسمي يمكن الاعتداد به. الفئة الثالثة والأخيرة، وهي الأشد فقرا من الطلاب وتسكن في أقصي أطراف الصعيد والريف..ولا يتوافر أمامها فرصا للعمل يمكن أن تستوعب طاقاتهم. القاسم المشترك بين هؤلاء الطلاب، أن غالبيتهم العظمي يملؤها الحماس والحيوية وحب الحياة والرغبة في إثبات الذات..والأمل في المستقبل، والأهم أن عددهم يقترب من خُمس (بضم الخاء) عدد السكان..لذا فالحديث عنهم يستحق الانتباه والاهتمام، وكلما جاءت شهور الصيف ومررنا بشوارع القاهرة فسوف نجد آلاف الشباب يتسكعون في الطرقات ويقتلون الوقت بمعاكسة الفتيات والتحرش بهن، وسوف تستمع لحوارات بذيئة..وستحزن -مثلي- علي ضياع أثمن ما تملكه مصر اليوم، وأعني به شبابها..وإذا كانت الحكومة محاصرة في تسيير دولاب العمل اليومي للدولة، وبالتالي سنتوقع أن يسقط هؤلاء الشباب من دائرة الاهتمام، رغم حاجتهم إلي من يأخذ بأيديهم ويوجههم..فهم يبحثون حولهم عن قدوة حقيقية بعد أن تجسدت في صورة لاعب الكرة والممثل والمطرب..ليس أبعد من ذلك وغاب عن أعينهم-بفعل فاعل- نموذج العالم والطبيب النابغة والأديب والمفكر. عندي هنا ثلاثة اقتراحات..تصب جميعا في كيفية الاهتمام بهؤلاء الشباب والاستفادة بوقتهم وطاقاتهم المعطلة أثناء الأجازة الصيفية..واقتراحاتي موجهة إلي ثلاث جهات: 1-المؤسسة العسكرية:بما تملكه من قدرات وإمكانيات مادية وبشرية وإدارية هائلة..وكذلك بنية تحتية جيدة من أندية ومؤسسات تعليمية وتثقيفية وتربوية..واقتراحي هو أن تتولي إحدي إداراتها بدعم مباشر من المشير طنطاوي، الإعلان عن برنامج تثقيفي تعليمي ترفيهي تربوي لعدد من طلاب مصر..من خلال معسكرات محددة المدة..أو عبر برنامج يومي يقضي خلاله الطالب ساعات محددة..يمارس خلالها أنشطة ممتعة تعود عليه بالفائدة..ولا أعني أن المؤسسة العسكرية سوف تستوعب كل أعداد الطلاب..لكن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة. 2-رجال الأعمال:وأعني بهم الذين كافحوا لتحقيق ما وصلوا إليه..ويعرفون الدور الاجتماعي للثروة في مجتمع فقير، أمثال محمود العربي وفرج عامر ومؤسسة ساويرس لخدمة المجتمع وآخرين غيرهم..وأقترح قيام هؤلاء، كل في بيئته وموقعه بتشغيل عدد من هؤلاء الشباب أثناء الأجازة الصيفية مع توفير الجانبين الترفيهي والتثقيفي لما تبقي من وقت لهؤلاء الطلاب بالتنسيق مع الأندية الرياضية عبر اتفاق يتيح لهؤلاء الطلاب دخول الأندية خلال شهور الصيف. 3-الوزارات ذات الصلة لطبيعة عملها..مثل التربية والتعليم والتعليم العالي والشباب..واقتراحي هو إتاحة فرصة دخول الطلبة مجانا للأندية والمراكز الشبابية..والإعلان عن برامج اجتماعية وتثقيفية فعلية وحقيقية تستغل إمكاناتهم مع إقامة مسابقات ورحلات مجانية لزيارة المواقع المهمة والأثرية. أرجو أن تجد اقتراحاتي صدي. حدث أمس خطأ مطبعي فيما نقلته علي لسان الأستاذ عبد العظيم درويش - مدير تحرير الأهرام - عندما كتبت أن بداية تغيير السياسة التحريرية للأهرام كانت في عام 2003 والصواب 2005..والذي شهد حراكا سياسيا بعد قرار الرئيس بتعديل المادة 76 وانتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع الحر المباشر..لذا لزم التنويه.