على زيدان: قضية الثورة انتهت.. وعلى الشعب دعم الشرطة والجيش «تدخل محتمل لقوات احتلال أجنبى فى حال استمرت الفوضى السائدة فى البلاد».. هذا ما حذر منه رئيس الحكومة الليبية، على زيدان، أول من أمس (الأحد)، وأضاف زيدان فى أثناء مؤتمر صحفى فى طرابلس أن المجتمع الدولى لن يترك ليبيا هكذا، منطقة فى وسط البحر المتوسط مصدرًا للإرهاب والعنف، مقترحا تشكيل هيئة دولية تتولى نزع السلاح إذا لم يكن الليبيون قادرين على ذلك بأنفسهم.
ودعا الليبيين إلى التبرؤ من حاملى السلاح ودعم الجيش والشرطة، لأن هؤلاء المسلحين هم مَن سيعرقل تأسيس الدولة المدنية ويريدون استمرار القبائل والكتائب المسلحة. مشددا على أن «قضية الثورة انتهت»، وأن السلاح الذى جُمع خلال الثورة هو الذى يخرق الأمن الآن.
كما أوضح أنه يتعين على من يلتحق بالقوات الليبية أن يخدم وطنه، ولفت إلى القرار الذى أصدرته الحكومة بتمكين الثوار من دخول الجيش والشرطة، ومنحهم الرتب حسب مؤهلاتهم، وتأهيل من لا يمتلك المؤهلات اللازمة.
وأعلن أن «بقاء الحكومة الليبية الآن هو من أجل ليبيا ومستقبلها»، كما شدد رئيس الحكومة الليبية: على أنه «لن نقبل بانتهاك سيادة الدولة، أو بأن يحتجز شخص منشآت النفط»، متابعا: «نحن الآن فى مرحلة تطوير الدولة ونتوقع دعما ماديًّا ومعنويًّا حقيقيًّا من المواطنين للجيش والشرطة. وأى حكومة جديدة لن تفعل أكثر مما قمنا به».
من جانبها، أعلنت حركة الحكم الذاتى فى شرق ليبيا (الأحد) أنها شكلت شركة بترول إقليمية للبدء فى بيع البترول الخام بعد الاستيلاء على موانى عديدة، وهو ما يعتبر تحديًّا صارخا للحكومة فى طرابلس التى تصارع من أجل استعادة سيطرتها على المنشآت البترولية.
رئيس وزراء ما تسمى برقة، عبد ربه البراسى، قال فى تصريح ل«رويترز» إن شركة البترول التى أطلق عليها «شركة بترول وغاز ليبيا» هذه سيكون مقرها حاليا فى طبرق، وأضاف: «سننتظر استجابة من طرابلس وفزان، ونأمل أن يتفهموا الأمر».
وصفت وكالات الأنباء هذا الإعلان بأنه «صفعة» لجهود زيدان من أجل إعادة فتح موانى وحقول البترول التى تسيطر عليها الميليشيات والقبائل، ثم أن الشركة ستبيع البترول وستحتفظ بالحصة الإقليمية لطرابلس وفزان دون استخدامها»، متابعا أنه ربما يتم نقل الشركة فى وقت لاحق إلى بنغازى، لكن زيدان حدد موعدًا نهائيًّا ما بين أسبوع و10 أيام لإخلاء المنشآت البترولية، محذرًا من أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتتزامن تصريحات زيدان مع تصاعد وتيرة الحوادث الأمنية فى ليبيا، خصوصا فى بنغازى. وقد تسبب انتشار الميليشيات فى بنغازى الشهور الأخيرة فى تدهور الوضع الأمنى هناك، خصوصا أنها تمثل جزءًا مهمًا من البنية التحتية النفطية فى ليبيا.
كما تتزامن مع تظاهر الآلاف فى عدة مدن (السبت)، استجابة لدعوة من حركة «9 نوفمبر»، للمطالبة بإجراء انتخابات برلمانية جديدة عاجلة على أساس فردى من دون أى انتماءات حزبية أو جمهورية، وتكليف رئيس حكومة أزمة إلى حين الانتهاء من صياغة الدستور الجديد للبلاد. ورفع المشاركون فى طرابلس شعار «لا للتمديد.. نعم للتجديد»، فى إشارة إلى تمديد ولاية المؤتمر الوطنى العام.