لوكنا نعمل لمصرنا.. بقدر مانغنى ونتغنى بحبها والهيام بها ليل نهار.. لوكنا نعمل بنسبة 1 فى الالف فقط.. مقارنة بقصائد والياذات عشق مصر.. بالتأكيد لكان حالنا غير الحال.. وكنا بلا منازع وبقارق شاسع .. فى صدارة الدول المتقدمة الكبرى بل والعظمى فى عالمنا المعاصر.. لكننا دائما ما نعيش فى عالم غير العالم..ونحيا اللحظة بلحظتها..ولانعكر صفو دماغنا العالية باى مشاكل اوازمات وشيكة او حتى قائمة.. الا اذا تفاقمت وتحولت الى أزمات كبرى او خطيرة.. دائما نستهين ونهمل النار الخامدة تحت الرماد.
ولانتحرك الا اذا اشتعلت وتحولت الى حرائق.. على سبيل المثال.. ورغم ما لدينا ويمثلنا كمصريين وعرب ودول اسلامية من جيوش مجيشة من البعثات الدبلوماسية والاعلامية فى كافة ارجاء الارض( بما فى ذلك دولة كوليشنستان).. رغم ذلك فان وجودنا فى ساحات الاعلام الخارجى غائب تماما..وليس له اى حضور أو تاثير.. رغم شرعية وعدالة قضايانا.
المهم اننا دائما مانتحرك بعد خراب مالطه..ونبدأ غالبا من الصفر.. حيث اعتاد اعضاء بعثاتنا المصرية فى الخارج .. على الاعتكاف فى مكاتبهم معظم الوقت" ربما خوفا من الفتنة" ..وان غادروها " لاقدر الله".
فغالبا مايكون ذلك "لزوم" التشريفة والمشاركة فى الحفلات الدبلوماسية والرسمية التى يدعون اليها.. والاهم مماسبق.. هو اعداد العدة لاستقبال والاحتفاء بكبار المسئولين والزوار القادمين من القاهرة او حتى افراد اسرهم وومعارفهم..و يشمل ذلك اعلان حالة الطوارىء القصوى ومرافقة الضيوف ال "فى آى بى" كظلهم طوال الرحلة.. بما فى ذلك اعداد برامج شيقة "للفسح" والتسوق.. ولكن للحق والانصاف.. لايدخر الملحقون والمستشارون الاعلاميون ومعاونيهم جهدا فى جمع وترتيب قصاصات الصحف المتعلقة بمصر..ثم ارسالها الى القاهرة.
كان الله فى عونهم.. وفى السياق نفسه.. اتذكر اننى خلال بعثة دراسية فى جامعة بوسطن الامريكية.. وفى اطار بحث ميدانى ضمن برنامج الدراسة.. اجريت حوارا مع رئبسة قسم الشئون الخارجية بجريدة "بوسطن جلوب".. اكدت فيه لكاتب هذه السطور.. اننى اول صحفى مصرى وعربى تقابله فى مكتبها طوال رحلتها الصحفية الطويلة.. مشيرة الى انه لايكاد يمر شهر .الا وزارها فى الجريدة دبلوماسى اسرائيلى.. او احد ممثلى اللوبى الاسرائيلى او اليهودى فى الولاياتالمتحدة.
هكذا يتحركون بشكل متواصل (لايتوقف مطلقا) على كافة الجبهات الاعلامية والسياسية..وكأنهم لايفكرون فى الحرب على الاطلاق..تماما كما يستعدون للحرب على مدار الساعة.. وكانهم لايعرفون شيئا اسمه سلام.. الكل يؤدى عمله فى مجاله وبشكل دائم وعلى خير وجه.. اما نحن فلانتحرك الابعد وقوع الكوارث.. وقتها فقط تقوم الدنيا ولاتقعد لبعض الوقت..ثم تعود ريمه لعادتها القديمة او مكاتبها الوثيرة لاتبارحها.. الى ان تنتهى فترة البعثة وتكتمل "تحويشة العمر".. ثم انه ليس ضروريا ايفاد الاكفأ والاعلامى المتمكن المناسب فى المكان المناسب.. المهم هو ان يكون من اهل الثقة..او من يحظون بالرضا السامى..او على الاقل ممن يتمتعون بخفة الدم او الظل.. المهم..عرفتم لماذا نجح تنظيم (حتى لو كان دوليا) فى تزييف الحقائق وترويج الاكاذيب.. فى مواجهة الاعلام الخارجى لدولة بثقل وحجم مصر؟.