غضبوا في أمريكا بسبب العروسة السمراء «باربي» لأن ثمنها 3 دولارات بينما الشقراء تباع ب 6 دولارات، اعتبروا أن ذلك يعبر عن ازدراء لأصحاب البشرة السمراء رغم أن الأمر لم يزد عن كونه رد فعل لقانون العرض والطلب، العروسة الشقراء الإقبال عليها أكثر.. في دراسة نشرت مؤخراً اكتشفوا في أوروبا أن المرأة الشقراء في العالم كله تحصل علي مميزات في الحياة ليست متوافرة للسمراء، فهي صاحبة الأجر الأكبر والتعليم الأعلي وزوجها هو الذي يحصل علي مكانة أدبية أعلي وأبناؤها هم الأشطر في الدراسة وغيرها من المميزات التي منحتها الطبيعة بلا أي سبب لصاحبات البشرة البيضاء والشعر الأصفر!! لو ألقيت نظرة علي نجمات السينما في العالم ستجد أن الشقراوات هن الأكثر عدداً وعدة.. «هالي بيري» السمراء إحدي الاستثناءات مثلاً عندما حصلت علي «الأوسكار» كأفضل ممثلة قبل 10 سنوات عن فيلم «كره الوحوش» اعتبروا وقتها أن هذا حدث يستحق الإشادة لأنها أول سمراء أمريكية من أصل أفريقي تحصل علي هذا التكريم، وعندما فعلها النجم الأسمر «سيدني بواتيه» وحصل علي الأوسكار في فيلم «خمن من سيأتي للعشاء» قبل أكثر من نصف قرن كان يعتبر حدثاً فريداً لأن البطولة قبل «سيدني بواتيه» لم تكن في الأساس تعرض علي أي نجم أسمر.. وفي الأجور سنكتشف فوراً أن النجمات الشقراوات يحصلن علي أجر أكبر من السمراء «هالي بيري» مثل «نيكول كيدمان»، «ميريل ستريب»، «جوليا روبرتس»، «أنجلينا جولي» وغيرهن.. ورغم ذلك فإن الصورة ليست تماماً علي هذا النحو، حيث حققت السمراوات انتصارات، مثلاً في مجال تقديم البرامج لم تصل أي مقدمة برامج بين الشقراوات إلي مكانة «أوبرا وينفري» والتي تعد من الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم كله.. بينما في التليفزيون المصري علي تعدد قنواته لن تجد مذيعة شقراء أغلبهن كانوا سمراوات ثم صبغن شعورهن بالأصفر وجلودهن بالأبيض وكأن السمار جريمة، وربما لهذا السبب نجد أن في أغانينا المصرية نادراً ما تنحاز للون الأبيض، لأنهم يعتقدون أن المرأة البيضاء لديها اكتفاء ذاتي ولا تحتاج لأغانيهم ولهذا يسارعون بالغناء للسمراء «أسمر يا أسمراني»، «أسمر أسمر طيب ماله»، «سمارة سمارة ليه الحلو يبداري»، «سمراء يا حلم الطفولة»، «عسل وسكر عسل» المقصود به العسل الأسود بالطبع لأن «شهرزاد» في المقطع الثاني تقول «وأنت حبيبي يا حلو يا أسمر».. دائماً كلمات الأغاني تتغزل في السمر فيما عدا عدد محدود جداً وقف علي الحياد مثل سعاد مكاوي «قالوا البياض أحلي ولا السمار أحلي» تركت الإجابة مفتوحة؟! ورغم ذلك فإنه لا تزال العروسة السمراء «باربي» تباع بنصف ثمن «باربي» الشقراء!!