شهاب: قسم أعضاء الحزب في المجمع الانتخابي ليس تشبهًا بالإخوان لكنه تعهد بالنزاهة شكر: الوطني يتهم الإخوان باستخدام الدين للسيطرة على المواطنين ويفعل الشيء نفسه هاني الناظر أمين " الوطني " بأكتوبر داخل المجمع الأنتخابي بالجيزة أمس الأول «أقسم بالله العظيم أن ألتزم الحيدة والموضوعية والأمانة في تقييمي لجميع المرشحين، وأن أقيمهم تقييماً عادلاً دون أدني تمييز، وأن ألتزم بمساندة مرشحي الحزب في الانتخابات العامة، والله علي ما أقول شهيد».. عذرا فهذا القسم لا يردده أعضاء أحد الأحزاب السرية ولا هو قسم تاريخي كان يردده أعضاء الأحزاب الفاشية في أوروبا ولا هو طبعا قسم يردده أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي يعتبرها النظام الحاكم محظورة، ولكن يردده السادة أعضاء الحزب الوطني الحاكم في المجمعات الانتخابية حتي يضمن الحزب ولاء هؤلاء وعدم خوضهم الانتخابات كمستقلين في مواجهة المرشحين الذين سيختارهم حزب الحكومة. وسياسيًا لا يستخدم «القسم واليمين» إلا الأحزاب السرية أو التنظيمات غير المعترف بها أو الأنظمة التي تحاول السيطرة علي الناس بكل الطرق «المشروعة وغير المشروعة» فالأهم بالنسبة لها أن تكون الناس تحت السيطرة طوال الوقت ولكن أن يستخدم هذا اليمين حزب حاكم في دولة مثل مصر، فهو الأمر الذي يثير السخرية ويكشف إلي أي مدي وصلت مصرنا المحروسة إلي قمة «التقدم».. ومشيها التقدم وخلاص! ضياء رشوان- رئيس وحدة النظم السياسية بمركز الدراسات السياسية بالأهرام- يري أن استخدام هذا القسم من أعضاء الحزب الوطني أمر غريب للغاية، مشيرًا إلي أن القسم أو اليمين لا يستخدم إلا داخل الأحزاب السرية، ويضيف: حتي الأحزاب السرية تستخدم القسم قبل انتماء الأعضاء لها حتي تضمن ولاءهم، أما أن يتم استخدام القسم في عملية الترشيح للانتخابات أو اتخاذ قرار أو تقييم مرشحي الحزب فهو أمر غير مفهوم. وأشار رشوان إلي أن هذا اليمين معناه أن التربية السياسية داخل الحزب الحاكم فشلت، لافتا إلي أن «الكادر يجب أن يعتبر أن مصلحة الحزب تهمه بالأساس بعيدًا عن المصالح الشخصية». قسم الحزب من الممكن أن يتطور إلي أن يكتب الأعضاء «شيكات علي بعضهم البعض» أو ترك «رهن» لدي قيادات الحزب لضمان التزام كل طرف بالاتفاق الذي تم بين الحزب وأعضائه، فعبد الغفار شكر - القيادي بحزب التجمع - يذكرنا بفترة ماضية كان فيها مرشحو السلطة يلجأون إلي المصحف وإلي «كتابة كمبيالات» علي بعضهم البعض، لافتا إلي أن قسم الوطني معناه أن الحزب يرغب في السيطرة علي أعضائه بأي طريقة حتي ولو كانت عن طريق اليمين. وأشار شكر إلي أن هذه الرغبة في السيطرة علي أعضاء الحزب وكوادره تجبر القيادات علي استخدام «طرق بالية»- علي حد قوله- مضيفًا «إذا كان الحزب الوطني يتهم الإخوان باستخدام الدين للسيطرة علي عقول الناس، فليس هناك فرق بينه وبينهم الآن». وكان الدكتور مفيد شهاب- وزير الشئون القانونية والبرلمانية- قد نفي أن يكون القسم الذي يقطعه أعضاء المجمع الانتخابي علي أنفسهم تشبها بالإخوان المسلمين في انتخاباتهم الداخلية، مؤكدًا أن القسم أسلوب جديد اتبعه الحزب الوطني يتعهد بموجبه أعضاء الحزب بالنزاهة والموضوعية عند اختيار مرشح الحزب في الانتخابات، والالتزام بالمرشح الذي يسميه الحزب لخوضها وذلك للحد من الانشقاقات بداخل الحزب.